نجوم الهلال والنصر في فريق واحد للمرة الأولى بمباراة خيرية قبل 57 عاماً

  • 10/22/2021
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

عبدالرحمن بن سعود يدعم مادياً أسرة أول فقيد للصحافة الرياضية يحمل التاريخ الرياضي في طياته الكثير من المعلومات المجهولة والحقائق الدفينة إضافة إلى خفايا إيجابية لوقائع إنسانية ومواقف نبيلة مضى عليها عقود من الزمن وتركها غائبة عن الأذهان منذ سنوات طويلة، رغم الحاجة إلى استذكارها والحديث عنها باعتزاز والإشادة برجالها ولمساتهم الإنسانية ومواقفهم التي لا تنسى. وأثناء بحثي في إرشيف «الرياض» فوجئت بصفحات مضيئة من ذلك التاريخ الرياضي المجهول الذي سبق لها توثيقه ونشر تفاصيله منذ بداية صدورها في شهر محرم لعام 1385هـ. «علي أبو طالب» امتهن التعليق في الصائغ وتوفي بعد 20 يوماً من ولادة ابنه الوحيد الهلال والنصر بشعار واحد من بين تلك المعلومات الغائبة عن الساحة الرياضية وسجلات المؤرخين تنظيم أول مباراة جمعت لاعبي الهلال والنصر معا في فريق واحد ضد فريق ضم لاعبي أندية الشباب وأهلي الرياض والنجمة في مناسبة خيرية تبنى إقامتها رمز نادي النصر الأول الأمير عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله- عام 1386هـ وخصص ريعها لصالح أسرة إعلامي رياضي كان اأحد محرري جريدة الرياض وهو الشريف علي الحسن بن منصور آل خيرات أبو طالب (1358-1386هـ) -رحمه الله-. لذلك لا تعرف الأوساط الرياضية اليوم أن ذلك الإعلامي الراحل كان سببا في جمع لاعبي النصر والهلال في صفوف فريق واحد في أول مباراة تاريخية تجمعهم تحت شعار واحد قبل 57 عاما. وفي مقال للزميل غانم العبدالله الغانم نشرته «دنيا الرياضة» بتاريخ 20 /7/ 1386هـ التي كان يشرف عليها آنذاك الأستاذ صالح الصويان طرح فيه اقتراحا على الوسط الرياضي بأن تفرض إدارة كل نادٍ من أنديتنا على لاعبيها ريالا واحدا كدعم خيري مشكور لحساب عائلة المتوفى مضافا إليه ما تجود به أريحية الإداريين في الأندية وكبار المشجعين ولقي ذلك الاقتراح استجابة فورية منهم. خمسة أهداف للكبش والدنيني إذ تم في مقر نادي النصر مساء 27 /8/ 1386هـ اجتماع لممثلي أندية الدرجة الأولى بالرياض من أجل تنظيم مباراة خيرية بين فرقها بتوزيعها إلى منتخبين ودخلها لصالح أسرة المرحوم علي أبو طالب وقد مثل الأندية الأمير عبدالرحمن بن سعود وعبدالله الحديثي من النصر والشيخ محمد عبدالله الصائغ عن الأهلي وخالد التركي عن الشباب وصالح العجروش عن الهلال ومحمد بن سرحان عن النجمة. وقرر الجميع أن تكون المباراة بين منتخب فريق النصر والهلال ضد منتخب فرق الأهلي والشباب والنجمة وأقيمت بتاريخ 29 /8/ 1386هـ بملعب الصائغ وانتهت بفوز فريق النصر والهلال على فريق الأهلي والنجمة والشباب بخمسة أهداف أحرزها نجم الهلال سليمان مطر الكبش (3 أهداف هاتريك) بجانب نجم النصر أحمد الدنيني (هدفين) مقابل (هدفين) أحرزهما نجم الأهلي مبارك الناصر. روح رياضية بأسمى معانيها في تلك المناسبة الحزينة تجلت الروح الرياضية بأسمى معانيها في شخصية رمز النصر الأمير عبدالرحمن بن سعود الذي كان أول المتبرعين لأسرة الفقيد بمبلغ 5 آلاف ريال ولم يكتفِ بذلك بل قرر التبرع بحصة ناديه من دخل مباراته بجانب إقامة حفل تأبيني بمقر نادي النصر في شارع الخزان دعي إليه المهتمون بالحركة الرياضية في العاصمة الرياض، وتم فيه إلقاء كلمات تأبينية وجمع التبرعات المادية لأسرة الإعلامي الفقيد وقبل انتهاء الاجتماع وفي خطوة نبيلة أعلن المذيع عن تبرع السادة الجميح بنحو مبلغ 7 آلاف ريال هي بقية أقساط السيارة التي اشتراها المرحوم علي أبو طالب. صورة للتاريخ الرياضي الإنساني كما أسفر الاجتماع لمسؤول الأندية عن إضافة ريال واحد في كل تذكرة للمباريات الأربع المتبقية في الموسم فضلا عن المباراة الخيرية بين منتخبي الهلال والنصر أمام منتخب الشباب والأهلي والنجمة التي كانت ختاما لدوري ذلك العام ودخلها لصالح أسرة الراحل. ولا غرو أن مثل تلك الأعمال الإنسانية والمبادرات النبيلة تستحق الثناء والتقدير لكل من ساهم في ذلك المشروع الخيري والتكافلي الاجتماعي الرائع. وحقيقة ما أجملها من صورة للتاريخ الرياضي الإنساني والروح الخيرة التي أبداها كل فرد في محيط الرياضة بالرياض لمسح دموع أبناء وأسرة الفقيد علي الحسن أبو طالب رحمه الله. ابنه الوحيد ولد قبل وفاته بأيام من جانب آخر تحدث لـ «الرياض» رياض علي أبو طالب الابن الوحيد للزميل الراحل الذي ولد قبل 20 يوما فقط من رحيل والده الذي توفي في سن الـ 28 فذكر نقلا عن والدته «حفظها الله» أن أباه ولد وعاش بداية حياته في محافظة صامطة بجازان وتزوج من والدته وعمرها 13 عاما وعمل في بداية مشواره الوظيفي موظفا بديوان الموظفين في الرياض عام 1378هـ ثم انتقل إلى جدة قبل أن يعود إلى جازان ثم استقر في الرياض، وكان يعمل بوزارة الصحة مع ابن عمه علي بن حمود أبو طالب والد الكاتب المعروف د. حمود أبو طالب، وكانت عودته للرياض في عام 1382هـ، وجاء مع صديقه الوفي الكاتب المعروف بجريدة عكاظ الأستاذ علي محمد العمير وبدأت مسيرته الإعلامية كاتبا ومحررا في مكتب جريدة البلاد بالرياض، وكان مقره شارع الثميري ثم عمل بجريدة الدعوة ومنها انتقل للعمل الصحفي في جريدة الرياض بعد صدورها عام 1385هـ وامتهن الكتابة في الصفحات الرياضية والشبابية وحتى الأدبية في بعض المقالات وكانت لديه مكتبة عامرة بالكتب التي كان يحضرها معه إذا سافر للقاهرة. امتهن التعليق في الصائغ تميز والدي -رحمه الله- بثقافته الواسعة وكان يشارك في التعليق الرياضي على بعض المباريات في ملعب الصائغ لما حباه الله من الثقافة والفصاحة وطلاقة اللسان حتى إن جدي لوالدي الذي امتد به العمر حتى بلغ 105 أعوام حين حضرته الوفاة وكان يقول عن أبي: (علي) العين المبصرة من أولادي. حادث الوفاة في طريق الدرعية أما عن قصة وفاة والدي -رحمه الله- وطبقا لما ذكرته لي والدتي أنه كان مدعوا لحضور ملتقى إعلامي بمدينة جدة واستأذن أسرته في السفر إلى هناك مستقلا سيارته الفورد التي اشتراها حديثا من شركة الجميح بالتقسيط وغادر منزله صباح يوم 15 /7/ 1386هـ متجها إلى جدة وفي طريق الدرعية - صلبوخ الذي كان مسارا مشتركا ومتعرجا اصطدمت سيارته وجها لوجه بسيارة لوري تجاوز بشكل خاطئ وتوفي في الحادث مخلفا وراءه أسرة مكونة من زوجة عمرها 18 عاما مفجوعة بوفاة زوجها بعد 20 يوما من ولادتي وثلاث زهرات أعمارهن سنة وسنتين وأربع سنوات يعملن اليوم معلمات. أما أنا فعمري اليوم 57 عاما وعملت كذلك في سلك التعليم وامتدت خدمتي 30 عاما وتقاعدت عام 1436هـ على رتبة رقيب أول معلما في قطاع عسكري بمعهد قوات الدفاع الجوي واستكملت دراستي الثانوية بالفترة المسائية وكنت الأول على دفعتي حين حصلت على البكالوريوس بالانتساب. موقف شهم لرمز النصر وتذكر لي الوالدة موقفا شهما لا ينسى لرمز النصر الأمير عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله- بعد وفاة والدي حين تكفل بنقلنا في طائرة على حسابه من الرياض إلى جدة أنا ووالدتي وإخواتي الثلاث وجدي لأمي. علي العمير صديق والدي الوفي كما لا أنسى أن أشكر رفيق والدي الكاتب علي محمد العمير الذي كان حافظا للود والصداقة وللأموال الخاصة بالوالد بعد وفاته فكان هو الوصي عليها رجلا وفيا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وأذكر حين بلغت الثلاثين من عمري سلمني ظرفا بداخله بعض الأوراق الخاصة بالوالد فجزاه الله عنا كل خير. عبدالرحمن بن سعيد ومحمد الصائغ «رحمهما الله» ساهما في تكريم الإعلامي الراحل علي الحسن أبو طالب «رحمه الله» أول فقيد للصحافة الرياضية 1386هـ رياض بن علي أبو طالب ولد قبل وفاة أبيه بـ 20 يوماً أبو طالب مع الممثل إسماعيل ياسين -رحمهما الله- في القاهرة 1958م الأمير عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله- وقف مع أسرة أبو طالب بعد وفاته نجما الهلال والنصر سليمان الكبش وأحمد الدنيني -رحمهما الله- سجلا الأهداف الخمسة ضوئية لتغطية «دنيا الرياضة» لمباراة منتخب الهلال والنصر (1 /9/ 1386هـ) ضوئية لتغطية «دنيا الرياضة» اجتماع التبرعات بنادي النصر (23 /7/ 1386هـ) ضوئية لخبر وفاة الزميل علي الحسن أبو طالب بالصفحة الأخيرة لـ «الرياض» بتاريخ (18 /7/ 1386هـ) الرياض - فهد الدوس

مشاركة :