انطلقت اليوم (الخميس) في العاصمة الليبية طرابلس أعمال مؤتمر "دعم استقرار ليبيا"، بمشاركة أممية وعربية ودولية بهدف التوصل إلى موقف دولي وإقليمي لضمان استقرار ليبيا مع قرب موعد الانتخابات المرتقبة. وقال رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة في كلمة افتتاحية إن "عقد هذا المؤتمر بالعاصمة طرابلس، الأول من نوعه في ليبيا منذ عشر سنوات، يؤكد تمسك الشعب الليبي بخيار السلام والاستقرار"، معتبرا أنه رسالة قوية بأن مرحلة الاستقرار والبناء قد انطلقت في البلاد. وأردف الدبيبة قائلا إن "انعقاد هذا المؤتمر وبهذا المستوى من المشاركة يعد رسالة بأن القرار الليبي صار بإرادة ليبية وطنية". وأكد التزام الحكومة بدعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لإجراء الانتخابات في موعدها المقرر في نهاية شهر ديسمبر القادم، والمساهمة في توفير الظروف المناسبة لعقدها وتشجيع الأطراف الليبية على احترام نتائجها. ودعا الدبيبة جميع الأطراف المعنية بليبيا إلى "التفاهم حول آلية دائمة للتواصل والتنسيق حول ملف الوجود الأجنبي بليبيا والذي أصبح يزعج كل أبناء الشعب الليبي دون اختلاف". وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة روز ماري دي كارلو، إن "انعقاد هذا المؤتمر الدولي على الأرض الليبية يعد رسالة ودلالة للعالم على استقرار الأوضاع في ليبيا". وأكدت "دعم الأمم المتحدة الكامل لإنجاز الاستحقاق الانتخابي في موعده المقرر في 24 ديسمبر القادم، وكذلك دعم لجنة 5 + 5 في جهودها الهادفة إلى توحيد الجيش الليبي وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من كامل التراب الليبي". بدوره، جدد وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح "دعم بلاده الكامل للمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية وجهودهما في تحقيق الأمن والاستقرار في كافة ربوع ليبيا". وأعرب الوزير الكويتي، الذي تترأس بلاده مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، عن دعم بلاده الكامل لمبادرة استقرار ليبيا باعتبارها مبادرة ليبية خالصة تطلقها حكومة الوحدة وتهدف إلى تمسك الليبيين وحرصهم على تحقيق الاستقرار الكامل في ربوع ليبيا كافة. ويشارك في المؤتمر 31 دولة ومنظمة، بحضور وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة روز ماري دي كارلو، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى يال لمبرت، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نولاند. كما يشارك وزراء خارجية إيطاليا وفرنسا وألمانيا ومصر والجزائر وتونس والسعودية والكويت والإمارات وقطر، بجانب ممثلين عن دول أخرى. وتهدف مبادرة دعم واستقرار ليبيا بجوانبها العسكرية والأمنية والاقتصادية إلى وضع الآليات المناسبة والإجراءات العملية الخاصة بالتطبيق الفعلي لنتائج ومخرجات مؤتمري برلين 1 و2 الخاصين بليبيا، وقراري مجلس الأمن ذات الصلة رقم 2570 و2571، وصولا إلى تحقيق الاستقرار في كامل ربوع ليبيا، وفق وزارة الخارجية الليبية. وعُقد في برلين في مطلع عام 2020 مؤتمر دولي حول ليبيا تعهدت فيه الدول المشاركة باللتزام بشكل كامل بحظر توريد الأسلحة لليبيا، ودعم وقف إطلاق النار بشكل دائم في طرابلس، والحد من التدخل الأجنبي. وعانت ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011، لكن البلاد يسودها في الوقت الحالي وقف لإطلاق النار برعاية الأمم المتحدة منذ أكتوبر الماضي، وتقودها سلطة تنفيذية موحدة انتخبت في الخامس من فبراير الماضي.
مشاركة :