من حق كل شخص أن يثق في نفسه وفي قدراته وأن يعتز بمبادئه وآرائه، ولكن ليس على حساب فقدان الثقة في الآخرين. وفاقدو الثقة في الآخرين تشكيكاً أو انتقاصاً يعانون من داء النرجسية أو أكثر من ذلك بالوسواس القهري، وبكل تأكيد أنهم في شقاء مع كل من حولهم، فعندما تنعدم أو تضعف الثقة فيما بين الزوجين فلن يكون هناك حياة سعيدة تجمعهما، ولن تستمر الحياة الزوجية، أو تبقى رهن المشاكل الدائمة، ومن فقد ثقته بأقرب الناس إليه فسيصعب عليه تصديق أبعد الناس عنه، وعندما تضعف ثقة المريض في الطبيب المعالج فلن يستطيع المريض الاقتناع بما وصف له من الدواء السليم. وحينما يفقد الأبناء الثقة في أبيهم فلن يكون قدوة صالحة لهم وسينعكس هذا سلبياً على العلاقة فيما بينهم وسيكون عائقاً في تربيتهم، وكذلك الحال بالنسبة للمعلم والمربي فهؤلاء جميعاً لهم الدور الكبير في زرع الثقة في نفوس الأبناء والناشئة. ومن التأثيرات السلبية في مسألة الثقة وانعدامها عندما يفقد الفرد والمجتمع الثقة بالرموز بوجه عام أو في حالات خاصة فلن يكون هناك تأثير إيجابي وانقياد تام. وكلمة مهمة لمن ابتلي بانهدام وانعدام الثقة في الآخرين فسوف تتعطَّل مصالحك وترى نفسك غداً وحيداً، وقد يتطور هذا الداء من ضعف الإيمان وغلبة الشيطان على الإنسان عندما يستحوذ عليه اليأس والقنوط فيفقد ثقته بالله عزَّ وجلَّ. وفي المقابل هناك أناس في واد آخر يشتكون من انعدام الثقة في أنفسهم فتجدهم في الغالب محطمين نفسياً ورضوا بأن يكونوا في أواخر الصفوف على الرغم مما يملكونه من قدرات وإمكانات، وسوف يظل عاجزاً طيلة حياته لأنه لا يملك الثقة في نفسه ويفتقد ثقته في معالجة مشاكله الشخصية ويكون قد أذن للآخرين بالتدخل في شؤون حياته وتكوينها وفق رغباتهم ونظراتهم. نعم للثقة بالنفس والاعتزاز بها ولا للإفراط بذلك في انعدام الثقة بالآخرين، أو تقزيم الذات وضعف الثقة بالنفس وبالقدرات.
مشاركة :