فاتورة إغلاق محطات الطاقة النووية .. صداع يؤرق ألمانيا

  • 11/2/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

عندما اتصلت المستشارة أنجيلا ميركل برئيس شركة "آر.دبليو.إي" أكبر شركة منتجة للكهرباء في ألمانيا بعد يومين من وقوع الانفجار الأول في محطة فوكوشيما النووية في اليابان لم يرد في المكالمة ذكر للتراجع عن سياساتها في مجال الطاقة. وبعد 24 ساعة علم يورجن جروسمان من وسائل الإعلام أن ميركل تخطط لإغلاق أقدم المفاعلات في البلاد والتخلص من الصناعة النووية التي وصفتها قبل ذلك بستة أشهر فقط بأنها في غاية الأهمية. وبحسب "رويترز"، فقد قال جروسمان (63 عاما) الذي ظل رئيسا للشركة حتى عام 2012 ويطلق عليه منتقدوه لقب رامبو النووي إنه الحكومة كانت تظن أن ألمانيا مشرفة على كارثة نووية. ويكشف هذا القرار الذي يعد من أكبر التحولات السياسية في تاريخ ألمانيا عن عدم التنسيق من جانب ميركل على غير العادة، ومع اقتراب الذكرى السنوية الخامسة لكارثة فوكوشيما تواجه شركات المرافق الألمانية أزمة وتكافح لتغطية نفقات إغلاق المحطات. وتحتاج ألمانيا إلى إنفاق مليارات لتغطية نفقات التعامل مع طوفان اللاجئين وفضيحة العوادم في شركة فولكسفاجن وتعدد حالات الإنقاذ لبنوكها، والمشكلة الرئيسية هي غياب التخطيط في التعامل مع تكلفة وقف مفاعلات الطاقة النووية التي تصل إلى 80 مليار يورو (88 مليار دولار). وأشارت كلوديا كيمفرت في معهد "دي.آي.دبليو" الاقتصادي في برلين إلى أنه كان يجب معالجة هذا الأمر قبل فترة طويلة، وعلى رأس هذه التكاليف ضرورة إنفاق أكثر من 20 مليار يورو سنويا للتوسع في توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وقال تليمان ماير أستاذ العلوم السياسية في جامعة بون: من المؤكد أن هذا القرار لم يحظ بتفكير واف، مشيراً إلى أن اليابان نفسها لم تقرر التخلي عن المحطات النووية بالكامل، واعتبر أن هذا كان قرارا منفردا من جانب الحكومة أو من جانب المستشارة على وجه التحديد لم يقلده أحد في أوروبا. ومنذ كارثة فوكوشيما فقدت شركات الكهرباء الثلاث الكبرى في ألمانيا، "إي. أون"، و"آر.دبليو.إي"، و"إن بي.دبليو"، 56 في المائة في المتوسط من قيمتها السوقية مجتمعة أي ما يعادل 50 مليار يورو، وتراكمت عليها ديون صافية بلغت 65 مليار يورو أي ما يعادل مثلي قيمتها السوقية المجتمعة حاليا. ورفعت الشركات الثلاث دعاوى قضائية على الحكومة تطالب بأكثر من 24 مليار يورو لأسباب تتعلق بسياسة ميركل النووية التي وصفتها الشركات بأنها ظالمة وحرمتها من مصدر من أهم مصادر ربحها بين عشية وضحاها. وقبل كارثة فوكوشيما كانت لدى ألمانيا قدرة توليد نووية تبلغ نحو 21500 ميجاواط أصبحت الآن 11357 ميجاواط وستنتهي تماما عام 2022 بإغلاق آخر المفاعلات، وتمثل الطاقة النووية الآن نحو 6 في المائة من إجمالي قدرة التوليد في البلاد.

مشاركة :