لا تزال الخلافات محتدمة بين زعماء الاتحاد الأوروبي حول منهج التعامل مع أزمة المهاجرين والتي تتزايد يوماً بعد يوم. وفي الوقت الذي طلبت فيه عدة دول تمويلاً أوروبياً لبناء أسوار رفضت المفوضية الأوروبية الأمر. طالب وزراء داخلية 12 دولة المفوضية الأوروبية بتمويل بناء سياجات لمنع دخول اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي. كثف زعماء الاتحاد الأوروبي جهودهم، اليوم الجمعة (22 اكتوبر/تشرين الأول 2021)، لتجاوز الخلافات حول منهج للتعامل مع المهاجرين، لكنهم اختلفوا حول أفضل السبل للمضي قدماً، وذلك تزامناً مع إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية أنه لن يكون هناك تمويل من الاتحاد الأوروبي "للأسلاك الشائكة والأسوار". وعبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي تستعد للانسحاب من الحياة السياسية، عن "قلقها" على مستقبل الاتحاد الأوروبي الذي يواجه مشكلات "كبرى"، ذاكرة منها دولة القانون والهجرة والاقتصاد. وقالت ميركل خلال آخر قمة أوروبية تشارك فيها في بروكسل "أترك الآن هذا الاتحاد الأوروبي ... في وضع يدعو إلى القلق. تخطينا الكثير من الأزمات لكننا أمام سلسلة من المشكلات التي لم تلق حلا". وبالرغم من أن الأعداد الإجمالية للمهاجرين منخفضة نسبة لعدد سكان التكتل البالغ حوالي 450 مليون نسمة، تُعد الهجرة واحداً من روافد الدعم للجماعات القومية والشعبوية بجميع أنحاء الاتحاد، الأمر الذي يجعل الوصول لحل وسط مهمة شاقة للأعضاء البالغ عددهم 27 دولة. مطالب بتمويل السياجات وكان وزراء داخلية 12 دولة هي النمسا وبلغاريا وقبرص والدنمارك وإستونيا واليونان والمجر وليتوانيا ولاتفيا وبولندا والجمهورية التشيكية وسلوفاكيا، كتبوا في رسالة إلى المفوضية الأوروبية في 7 تشرين الأول/أكتوبر لمطالبة الاتحاد الأوروبي بتمويل بناء سياجات. وجاء في الرسالة "إن حاجزاً مادياً يبدو أشبه بإجراء فعال لحماية الحدود، يخدم مصالح مجمل الاتحاد الأوروبي وليس فقط الدول الأعضاء في الخط الأمامي". وباشرت بولندا على غرار ليتوانيا ببناء سياج من الأسلاك الشائكة على قسم من حدودها مع بيلاروسيا. أما المجر، فأقامت حاجزاً مماثلاً على حدودها مع صربيا وكرواتيا خلال أزمة الهجرة عام 2015. وهو ما قامت به أيضاً صربيا مع كرواتيا. وقال المستشار النمساوي الجديد ألكسندر شالنبيرغ "كشفت الأشهر الأخيرة أن ضغوط الهجرة لم تهدأ. إنها تعاود الزيادة في واقع الأمر"، وأضاف أن تعزيز الحدود الخارجية للاتحاد ضرورة لا غنى عنها، مؤيداً دعوة ليتوانيا لأن يمول الاتحاد البنية التحتية الحدودية باستخدام وسائل وأدوات مثل الطائرات المسيرة والأسوار. لكن رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين أبدت معارضتها لهذا المطلب. وقالت في ختام قمة للدول الـ27 في بروكسل تم بحث المسألة خلالها: "كنت واضحة للغاية بخصوص وجهة نظر موجودة منذ زمن طويل لدى المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي بأنه لن يكون هناك أي تمويل للأسلاك الشائكة والأسوار". وأعلن رئيس ليتوانيا غيتاناس ناوسيدا الجمعة في بروكسل أن مثل هذه التدابير "ذات ضرورة قصوى على المدى القريب للتعامل مع هذه الأزمة". وكلف زعماء الاتحاد الأوروبي المفوضية - وهي الذراع التنفيذية للتكتل - بتقديم مقترحات، دون إعطاء رقم أو تحديد ما الذي يجب أن تذهب إليه الأموال في هذه المرحلة. توتر على الحدود في سياق متصل، ألقت قوات حرس الحدود البولندية القبض على 14 شخصاً على خلفية ما تردد عن قيامهم بمساعدة مهاجرين على عبور الحدود إلى بيلاروسيا. وقالت متحدثة باسم حرس الحدود لوكالة الأنباء البولندية (بي إيه بي) إن المتعلقين بينهم مواطنان ألمانيان كانا يقومان بنقل 34 مهاجرا من العراق في شاحنة صغيرة، مضيفة أن باقي المعتقلين ينحدرون من بولندا وسوريا وأوزبكستان ورومانيا وجورجيا وإيران، مشيرة إلى أنه يجري التحقيق معهم بتهمة مساعدة المهاجرين وتحريضهم على عبور الحدود بشكل غير قانوني. وفي منطقة بودلاتشيا الحدودية، جرى حتى الآن اعتقال أكثر من 160 شخصا يقومون بتهريب لاجئين. وقالت الحكومة الاتحادية الألمانية إن ألمانيا من بين الدول التي تتعامل مع تدفق لعمليات العبور غير القانونية، مشيرة إلى المسارات الجديدة. وقالت الشرطة الاتحادية الألمانية إن نحو 500 شخص دخلوا ألمانيا بشكل غير قانوني من مسار الهجرة الجديد عبر بيلاروسيا وبولندا خلال يومين. وأعلنت السلطات اليوم تسجيل ما إجماليه 3751 حالة في الثلاثة أسابيع الأولى من تشرين أول/أكتوبر. وقبل يومين فقط ، كان العدد 3262 . ع.ح./ف.ي. (رويترز، أ ف ب، د ب ا)
مشاركة :