كتبت: فاطمة علي كشفت دراسة بريطانية حديثة أن 30% من الأزواج يفضلون النوم منفصلين لعدم تمكنهم من النوم لفترة كافية طوال الليل بسبب سلوكيات شركائهم سواء قبل النوم أو ما يصدر عنهم أثناء استغراقهم في النوم، فيما توصلت دراسة ألمانية إلى أن نوم الزوجين في الفراش نفسه يؤدي إلى تحسين التفاعلات الاجتماعية ويقلل من التوتر العاطفي ويمثل دفعة إضافية للصحة العقلية والذاكرة والقدرات الإبداعية في حل المشكلات. صرح بذلك لـ«أخبار الخليج» الدكتور عبدالرحمن الغريب استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة واضرابات النوم، موضحا أن ثلث الأزواج لا يحصلون على نوعية نوم جيدة بسبب إزعاج شركائهم في الفراش، وهو ما اعتبره ظاهرة غير صحية، موضحا أن البعض من الأزواج يجد أن النوم في غرف منفصلة يجعلهم يتمتعون براحة أفضل ونوم أكثر كونهم لا يتعرضون للضوضاء التي يحدثها شريكهم في الغرفة ما يسبب لهم القلق وحرمانهم من النوم العميق. وأفاد الغريب بأن اضطرابات النوم تؤثر أيضا بشكل سلبي على كلا الطرفين وأن المشكلة الأكثر شيوعا هي الشخير، وهو ما بينته الدراسات العلمية التي تشير إلى أن 40% من النساء و57% من الرجال يعانون من الشخير أثناء النوم، ما ينعكس سلبا على جودة النوم أثناء الليل ويحول دون الدخول في النوم العميق الذي من شأنه تفعيل عمليات تجديد الذاكرة وحفظ المعلومات إضافة إلى بناء الجسم وتقوية المناعة، حيث يتم ذلك فقط من خلال عملية إطلاق الهرمونات التي يتم تفعيلها فقط أثناء النوم الليلي والعميق. وقال الدكتور الغريب إن إدمان أحد الزوجين تصفح تطبيقات الهاتف قبل النوم يقلق شريكه في الفراش ما يسبب حرمان الطرفين من الاستفادة من النوم العميق الذي تحدده الساعة البيولوجية للجسم المتمثلة في الدخول في النوم العميق خلال ساعات الليل الأولى التي يتم فيها إفراز هرمون الميلاتونين (هرمون الظلام) الذي يساعد في عملية الدخول في النوم، موضحا أن هذا الهرمون يتوقف إفرازه مع دخول ساعات الصباح الأولى ليتم بعدها إفراز هرمون السيروتونين (هرمون النهار) الذي يساعد على بدء النشاط وتحفيز الطاقة ويسمى أيضا هرمون السعادة، إذ إن الاستقرار النفسي والجسدي والصحي يرتكز على التوازن بين هذه الهرمونات. وقال إن «عكس» الساعة البيولوجية من خلال النوم نهاراً والسهر ليلاً يتسبب في مضاعفات صحية ونفسية وسلوكية منها الشعور بالخمول الدائم وتراجع في النشاط الذهني، ذلك أن تنظيم الساعة البيولوجية في الجسم يحصل في الدماغ، فإن اضطرابها يؤثّر على إفراز الهرمونات التي تسيطر على المزاج العام. لهذا السبب يعاني الأشخاص الذين يتعرضون للحرمان من النوم من المزاج السيئ والتوتر والاكتئاب ما قد يسهم في تأجيج أعراض أي أمراض عصبية أو نفسية قد يعانون منها في الأصل. وأكد الدكتور عبدالرحمن أن الحرمان من النوم يمكن أن تترتب عليه مخاطر صحية مختلفة مثل اضطرابات الدورة الدموية وأمراض القلب والسكتة الدماغية وزيادة حوادث المرور ونقص إنتاجية العمل، وتتسبب أيضا في طيف واسع من الاضطرابات النفسية والسلوكية وزيادة معدلات الطلاق، ومن أكثر الأمثلة تطرفا قد تصل إلى ما يسمى «السلوك الانتحاري»، مشيرا إلى أن قلة النوم وعدم الحصول على النوم الكافي والصحي خلال ساعات الليل يؤثر على البشرة، إذ وجد الباحثون أن الذين يحصلون على نوعية رديئة من النوم يتعرضون لجفاف الجلد والترهل وظهور الهالات السوداء وانتفاخات تحت الجفون وخاصة لدى النساء كونهن أكثر عرضة لعلامات الشيخوخة، فإذا لم يحظين بنوم كاف يصبن بعلامات الشيخوخة، كالخيوط الدقيقة ونقص المرونة والتصبغ. من جانب آخر توصلت دراسة حديثة أجراها فريق بحثي من مركز الطب النفسي التكاملي بألمانيا إلى أن مشاركة الفراش بين الأزواج يساعد على تنظيم بنية النوم والمراحل المختلفة التي يمر بها الفرد في أثنائه، وأن العلاقة الجيدة بين الزوجين مفيدة للصحة العقلية، وبينت الدراسة أن نوم الزوجين في فراش واحد يمكن أن يمثل دفعة إضافية للصحة العقلية والذاكرة والقدرات الإبداعية في حل المشكلات.
مشاركة :