بعد أن هدأت صرعة التصنيفات الأكاديمية التي قادتها إحدى الجامعات المحلية فتبعتها جامعات محلية أخرى حتى بتنا قبل سنوات نقرأ أو نسمع كل يوم عن حصول هذه الجامعة أو تلك على ترتيب متقدم في سلم الجامعات العربية والآسيوية وأحيانا العالمية حيث كان التصنيف ينسب مرة لإسبانيا ومرة لشنغهاي ومرة لزرحلة، بعد أن هدأت تلك الصرعة والتفتت الجامعات إلى مهامها الأساسية أو يفترض أنها فعلت ذلك، بدأت مصالح وجهات حكومية تدعي هي الأخرى أنها حققت على مستوى العالم مراكز متقدمة في مجال عملها، حيث أخذنا نقرأ في الصحف تصريحات عن احتلال جهة ما مركزا مرموقا وأنها تقدمت في التصنيف على ألمانيا واليابان وفرنسا وما حولها، فإذا راجع من يقرأ الخبر واقع تلك الجهة وتأمل في أوضاعها وحاول اكتشاف التحسن الذي طرأ على أدائها وما قد تحقق لها من إنجازات مشرفة جعلها تحتل تلك المكانة الرفيعة لم يتبين له وجود شيء لافت للنظر، فيقدر أن المسألة لا تعدو عن كونها «دعاية» الهدف منها تلميع صورة تلك الجهة ومن يعمل فيها من القيادات الإدارية، اعتمادا على أنه لا يوجد من يحاسبها على ادعاءاتها ومدى صدقها من عدمه بل إن المسؤولين فيها قد يجدون زرافات من المهنئين الذين ربما يكون هدفهم من التهنئة تكبير الرؤوس، وتشغيل التروس لصالح معاملاتهم المتأخرة فإذا خلوا إلى أصدقائهم وعاتبوهم على مديحهم الممجوج للمسؤولين في الجهة التي تدعي تفوقها عالميا أو إقليميا قابلوا ذلك العتاب بقولهم إنهم مضطرون لتكبير رأس (.....) حتى يظن أنه غزال فإذا ظن ذلك أنهيت معاملاتهم المركونة بسرعة البرق! جوامع ومساجد صديق من جدة لاحظ أن معظم دور العبادة الموجودة بجدة لاسيما في شمالها هي جوامع كبيرة يبعد الواحد منها آلاف الأمتار عن الآخر فلا يستطيع كبار السن والعجزة والمتقاعدون الوصول إلى تلك الجوامع إلا بسيارة وربما مع مرافق مع أن الحاجة ماسة لوجود مساجد صغيرة بين مسافة وأخرى بحيث يستطيع المجاورون لها حضور الصلوات الخمس فيها مشيا أو على كراسي متحركة ويدعو أهل الخير من بناة المساجد إلى هذا العمل الصالح وفرع الأوقاف إلى دعم اقتراحه عمليا وبالله التوفيق.
مشاركة :