لوحة «تاريخية» من القرن السابع قبل الميلاد

  • 10/24/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

داخل ردهات الجناح الأرميني في معرض «إكسبو دبي 2020»، أثار انتباه الزوار عرض نماذج مختارة لأكثر من 20 قطعة أثرية عثر عليها في أرمينيا، تمثل فترات وحقباً حضارية مختلفة لتاريخها الغني، منها لوحة تعود للقرن السابع قبل الميلاد –تحديداً في العام 782 قبل الميلاد- نقشت عليها كتابات عن مملكة إيربوني– بريفان، عاصمة أرمينيا الحالية، وتنسب لفترة حكم الملك أرغشتي الأول وهو سادس ملوك أرمينيا المعروفين، وامتدّ حكمه 22 عاماً ما بين (764-786) من القرن السابع (ق.م)، وقام بضم الممالك الصغيرة، لتعزيز وتوسيع الدولة التي أنشأها أسلافه، وشارك في العديد من الحروب ضد الملك الأشوري شلمنصر الرابع، وانتصر على الأشوريين خلال حكمه، الأمر الذي جعل من المملكة الأرمنية قوة بارزة في المنطقة في تلك الحقبة الزمنية من التاريخ. أما بقية القطع المعروضة في الجناح، فقد أثارت بدورها انتباه واهتمام وتركيز الزوار عليها قطعة قطعة، فدأبوا على التمعن فيها على اختلاف أنواعها ما بين كتب الدين والعلوم كالرياضيات والفلك وطب الأعشاب وغيرها، وقلائد الزينة، والتماثيل، وأدوات لتناول الطعام والشراب كالقرون والصحون، وتقسيمها تبعاً للعصور التاريخية المختلفة، بدءاً بعصور ما قبل الميلاد (القرن الثاني، والثالث، والرابع، والخامس، والعاشر، والحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، والواحد والعشرين، والثاني والعشرين)، ومروراً بعصور الميلاد، (القرن السابع، والعاشر، والحادي عشر، والخامس عشر، والسابع عشر، والثامن عشر). ماسح ضوئي وبعد التدقيق في تفاصيل تلك المعروضات الأثرية، يكتشف الزوار بأنهم وللمرة الأولى تتاح أمامهم فرصة التعرف على تاريخ القطعة والمواد المكونة لها بطريقة مسموعة باللغة الانجليزية، عبر إحدى تطبيقات الهواتف الذكية وتحمل اسم (SCAN WITH ARLOOPA)، وبمجرد قيام الزائر بتنزيل تطبيق ماسح ضوئي وتسليطه على «الباركود» المرافق للقطعة الأثرية، حتى يستمع فوراً إلى شرح مفصل حول القطعة وتاريخها والحقبة الزمنية التي تعود لها وغيرها الكثير. جناح أرمينيا جناح أرمينيا الكتب والمخطوطات ومن القطع الأثرية التي حرص الزائرون على التعرف عليها أكثر، مجموعة من الكتب والمخطوطات، ومنها كتاب «يوم الجمعة» وهو أول كتاب أرمني كتب باستخدام آلة طباعة في عام 1512، وكتاب آخر حول علم الفلك للمؤلف الأرمني مخيتار سباستاتسي في القرن الثامن عشر، ونشره أنتوني بورتولي في البندقية عام 1755، وكتاب ثالث حول الرياضيات للمؤلف أنانيا شيراكاتسي، وهو عالم رياضيات وفيلسوف أرمني، عاش في القرن السابع ميلادي، وكتاب رابع للناسخ يعقوب حول تاريخ «ملحمة القديس فارتان» في منطقة بتليس عام 1569، وكتاب خامس للناسخ والرسام غريغور دي مليش في منطقة سكفيرا عام 1173 ويحمل عنوان المراثي، في حين تعود المخطوطة اليدوية للقرن الثامن عشر في منطقة نوجلفا، وتدور حول طب الأعشاب في هذه الحقبة. تمثال للعصر البرونزي تمثال للعصر البرونزي رموز شمسية ومع انتهاء الزوار من التعرف على المعروضات، تلفت انتباههم قطع أثرية أخرى منها صحن مصنوع في الفترة ما بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر (ق.م) ويحمل نموذجاً رمزياً للمنظومة الشمسية، وإلهاً وثنياً على شكل امرأة، ويعود إلى الفترة ما بين القرن الثالث عشر والثاني عشر (ق.م)، وقطعة لتزيين الصدر كان يستخدمها سكان قرية كاراشامب تعود للفترة ما بين القرنين الثاني والعشرين والواحد والعشرين (ق.م)، وقلادة مصنوعة من الذهب في منطقة تدعى دبيل، وتعود للفترة ما بين القرنين العاشر والحادي عشر (ق.م)، وقلادة تحمل شعاراً يرمز إلى الشمس، صنعت على غرار قطعة الزينة المصنوعة من البرونز على شكل قرص، وقلادة كوكب الأرض وجدت في بحيرة سيفان، نسخت عليها تفاصيل كوكب الأرض الموجود في نموذج المنظومة الشمسية، وتعود إلى الفترة ما بين القرن الثاني عشر والحادي عشر (ق.م)، وقلادة أخرى على شكل الشمس. تعاويذ سرية ثم ينتقل الزوار المهتمون بالآثار لمشاهدة قطع أخرى معروضة تتيح لهم العودة بخيالهم إلى العصور القديمة التي ظهرت فيها معتقدات مختلفة مبنية على أساطير ومثيولوجيا وحكايات شعبية توارثها البشر لعبت دوراً هاماً في تشكيل هويتهم وتراثهم الشعبي الغني بالرموز والفولكلور الجميل على مر العصور، ومن المعروضات الخاصة بهذا الشأن قرون الشراب التي تعود للفترة ما بين القرن الرابع والخامس (ق.م)، وكانت تستخدم في المراسم «الليتورجية» لرمي التعاويذ السرية والعبادات، مثل قرن على شكل رأس «عجل»، وآخر على شكل رأس «ثور». تمثال برونزي لطيور تمثال برونزي لطيور تماثيل برونزية ومن القطع الأثرية التي شدت الزوار إليها أكثر، التحف والتماثيل، منها تمثال برونزي يعود للفترة ما بين القرن الخامس عشر والرابع عشر (ق.م) وهو لثلاثة طيور تقف على حامل يأتي على شكل مرساة، وتمثال آخر صغير لثور وعنزتين، يعود للعصر البرونزي، وتحديداً للفترة ما بين القرن الخامس عشر والرابع عشر(ق.م) ويرمز الثور إلى شمس الربيع وعودة الطبيعة إلى الحياة، بينما تمثل العنزتان المطر والخصوبة، في حين تمثلت التحفة الأثرية بتمثال لطائر حديدي صغير يعود إلى العصر البرونزي في منطقة لشاشين، أرمينيا، ويعود للفترة ما بين القرن الثالث والثاني (ق.م)، وتحفة أخرى تعود للقرن العاشر وتحمل أسم «الأبجدية الأرمينية» مرصعة بالذهب و 200 حجر كريم. دمج التكنولوجيا مع التقاليد بدوره، قال ماركوس أزاديان، مدير عمليات الجناح الأرميني: «ترتكز رؤية الجناح الأرميني بشكل عام على مفهوم التكنولوجيا العرقية وفكرة رسم مستقبل التكنولوجيا للدولة، انطلاقا من تقاليد الماضي، ويتألف المفهوم من مقومات شاملة تشكل الهوية الوطنية والسمات الفريدة لأي شعب وهي (التاريخ واللغة والدين والعلوم والتعليم والتطلعات العلمية والتكنولوجية)، ومن خلال الأمثلة الحية في الجناح نعرض كيفية اندماج الحلول التكنولوجية الجديدة بسلاسة مع إرث الماضي العريق». وأضاف: «لم يقتصر الجناح على تطويع التكنولوجيا فقط، وإنما حرص على تشكيل مستقبل أرمينيا بناء على تقاليدها، حيث تمتلك تراثاً قديماً وتاريخاً طويلاً من التقاليد، لكن دائما ما يتم نسيان محور امتلاك الثقافة والتراث للتقنية في ذلك الوقت، الأمر الذي دفعنا إلى التركيز على هذا المحور، لنقدمه في نهاية المطاف إلى دول العالم أجمع». شجرة الحياة أشار مدير عمليات الجناح الأرميني، إلى أن الجناح لم يقتصر أيضاً على عرض القطع الأثرية التي وجدت على أرض أرمينيا، وإنما يحتوي على شجرة ذكية تحمل أسم «الحياة» والتي ترمز إلى تمسك الشعب الأرميني بجذوره وعراقته وواقعه الحالي ومستقبله الذي يسعى إلى تحقيقه، بالإضافة إلى توظيفه لتقنيات الواقع الافتراضي، بهدف اطلاع الزائرين على تاريخ وحضارة جمهورية أرمينيا وحاضرها المبني على التكنولوجيا ومستقبلها الواعد.

مشاركة :