قال أمين الناصر، الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين في شركة أرامكو السعودية، إن إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، استهداف المملكة للوصول للحياد الصفري بحلول 2060 من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون، يعد إعلانا تاريخيا ويعني الكثير للجميع، وسيوجد منصة مناسبة لشركة أرامكو السعودية ولغيرها من الجهات في المملكة والعالم. وأعلن في جلسة "تحدي التحول في الطاقة - من كبار النفط إلى كبار الطاقة المتجددة"، أن الشركة ستحقق طموح صفر انبعاثات كربونية من عملياتنا بحلول 2050، مشيرا إلى أن الاستثمار في الغاز سيتيح لأرامكو التخلص من كثير من المواد السائلة التي يجري حرقها في المملكة. ولفت الى أن رحلة الانتقال ستكون معقدة بالنسبة للشركة متضمنة تحديات كبيرة، ولكننا على ثقة بالوصول إلى هدفنا عبر تسريع جهودنا لمستقبل منخفض الانبعاثات. وأوضح الناصر، أن تحقيق هذا المستهدف سيتطلب من أرامكو العمل على تخفيض ما يحرق من السوائل على مدار الأعوام العشرة المقبلة، والعمل بشكل أكثر في مجال الطاقات المتجددة، والاستثمار في مجال الهيدروجين. وجاءت الجلسة بمشاركة باتريك بوياني رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية، التي تناقش مواكبة التحول في قطاع الطاقة وتطوير تقنيات مبتكرة لتحويل النفط الخام إلى منتجات كيماوية، وإرساء علاقات جديدة ضمن سلاسل التوريد، وتوسيع نشاطها في إنتاج البتروكيماويات بالاستناد إلى الابتكار، وبيع أصول الطاقة، والاستثمار في إنتاج الوقود الهيدروجيني. وبين الناصر، أن أرامكو تستهدف زيادة طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يوميا، مشددا على ضرورة زيادة الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة على مستوى العالم لتحقيق المستهدفات العالمية. وأفاد بأن الاستثمار في الغاز سيتيح لنا التخلص من حرق السوائل في المملكة، والتخلص منه خلال عشرة أعوام بشكل كامل، واستبداله بغاز أنظف وبأقل انبعاثات للميثان، لافتا إلى أنه منذ 2016 يواجه العالم كارثة بسبب قلة الاستثمارات، حيث جرى صرف نحو 700 مليار دولار في 2014 والآن نحو 315 مليارا. وأكد أن هذا النزول الكبير سيكون له أثر، وأن استخدام التقنية سيساعدنا على إيجاد حلول لتقليل الانبعاثات اليوم والاستثمار في التقنيات، مضيفا أنه يوجد 12 مركزا حول العالم، منها تسعة خارج المملكة، وثلاثة في المملكة، تقوم بالتركيز على تغيرات المناخ والاستدامة وإيجاد الحلول للانبعاثات. وأكد الحاجة إلى نقلة منظمة ونظرة شاملة وسياسات تأخذ في الحسبان "المعقولية والموثوقية" لضمان الانتقال في مجال الطاقة بسلاسة ودون التعرض لأزمات. وقال الناصر: إن هناك مسارين بخصوص ثاني أكسيد الكربون، إما من خلال استهلاكه وتحويله لاستخدامات إيجابية وجمعه وحبسه والعمل على تدويره، أو من خلال العمل على إخفاء الانبعاثات. وأفصح الناصر، عن عمل أرامكو حاليا مع مصانع السيارات العالمية في بحث الطرق المختلفة لجمع ثاني أكسيد الكربون من السيارات، وخفض معدلات الانبعاثات من محركات الوقود، لافتا إلى أن أرامكو تعمل حاليا على الاستثمار في تقنيات الهيدروجين الأزرق والأخضر. بدوره، أفاد باتريك بوياني، أن لشركة توتال إعادة نظام جديد في الإنتاج، وإنشاء هيكل جديد يقوم على مساعدة مشروع التغيير المناخي، والعمل على الطاقة المتجددة بحلول 2030، وذلك لأجل التوازن في عملية الاستثمار في مجال الطاقة ودعم مشروع المناخ.
مشاركة :