ترسخت العلاقات بين مصر واليونان منذ عصر الإسكندر الأكبر، وتعتبر من أقدم العلاقات بين الدول حيث تعود لأكثر من 300 عام، ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا. حيث تنتشر الجالية المصرية فى اليونان بأعداد كبير والعكس تمامًا، وفى هذا التقرير ستوضح بوابة "الفجر" متانة العلاقة بين البلدين على مر الأزمنة. العلاقات المتبادلة بين مصر واليونان على الصعيد العسكري لم يقتصر التعاون بين البلدين على المستويات العملية فحسب، بل ساهم الموقع الجغرافي لليونان في تعزيز العلاقات المصرية اليونانية من الناحية العسكرية. ويعتبر التدريب المصري اليوناني ميدوزا احد ابرز الانشطة المعروفة والمنفذة فى اطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة، فقد نفذت القوات البحرية المصرية تدريبًا بحريًا عابرًا مع القوات البحرية اليونانية بمشاركة الفرقاطة المصرية "اسكندرية" والفرقاطة اليونانية "HS Kanaris" بالبحر المتوسط. وفي يوليو الماضي قامت مصر بتنظيم رحلة لوفد الشباب المصري اليوناني والقبرصي إلى قاعدة رأس التين البحرية بالأسكندرية، وجاء كل ذلك ضمن فعاليات المبادرة الرئاسية " إحياء الجذور NOSTOS " تحت رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. بالإضافة لقيام الوفد بجولة تفقدية لحاملة الطائرات من طراز ميسترال "جمال عبد الناصر " وعدد من الوحدات المنضمة حديثًا للقوات البحرية. وفي لقاءات سابقة للجانبين قاموا بالنظر فى آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية بجانب مناقشة عدد من الموضوعات ذات الإهتمام المشترك فى ضوء مجالات التعاون العسكرى ونقل وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين. وتجددت العلاقات فى الأيام القليلة الماضية حيث نظم البلدين تدريب عسكري لمشترك في إطار دعم وتعزيز علاقات التعاون العسكري مع الدول الصديقة والشقيقة وشمل التدريب تنفيذ العديد من الطلعات الجوية المشتركة، والتعريف بمهام العمليات الجوية بعيدة المدى (COMAO)، بالإضافة للتدريب على إدارة العمليات الجوية تحت مختلف الظروف بكفاءة عالية، وذلك لنقل الخبرات ولصقل المهارات ولتوحيد المفاهيم العملية ولتبادل الخبرات بين البلدين الشقيقين. والجدير ذكره أن المستوي العسكري المصري قد تطور كثيرًا، فقد أظهر التدريب مدى ما وصل إليه أفراد القوات الجوية المصرية من مستوى احترافي يؤهلهم لتنفيذ كافة المهام التي تنسب إليهم. تعزيز العلاقات بين مصر واليونان بالتقارب السياسي تتمتع مصر واليونان بعلاقة طيبة وتقارب شديد في الفكر تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، ويرجع ذلك لكثرة الروابط التاريخية والجغرافية والثقافية بين البلدين، بالإضافة لقوة العلاقات الدبلوماسية منذ عام 1833. وظهرت قوة العلاقات الثنائية بين البلدين عام 2014 عندما عقدت قمة ثلاثية في القاهرة لرؤساء مصر واليونان وقبرص وتقرر عقد الاجتماع الثلاثي الوزاري بعده في قبرص لتقريب وجهات النظر بين حكومة البلدين. وقد تناولت اللقاءات فحص مسار العلاقات المصرية اليونانية والاهتمام بتطويرها فى كافة المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية وفي مجالات الطاقة والاستثمارات وغيرها. وجاء كل ذلك على الصعيد السياسي فى إطار يليق بالروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين كما اتفقت وجهة نظر البلدين حول القضية الفلسطينية. كما اتفق الطرفان عام 2018 على دفع مجالات التعاون المشترك فيما يتعلق بالطاقة والتنقيب عن الغاز الطبيعي وانتقاله في البحر المتوسط، بالإضافة إلى تشكيل حصن منيع في مواجهة التطرف والإرهاب. كما قام وزير الخارجية اليوناني فى مطلع 2021 بدعوة نظيره المصري سامح شكري وزير الخارجية، لزيارة اليونان فى دعوة رسمية للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية عدد من دول المنطقة للتباحث حول الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة لإجراء مقابلات ثنائية مع عدد من نظرائه لمناقشة موضوعات التعاون الثنائي وكذا القضايا الإقليمية والدولية ذات الأغراض المُشترك، كما بحثا الجانبان سبل دفع وتطوير مجالات التعاون بين البلدين، بالإضافة إلى عدد من القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المتبادل.
مشاركة :