تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة من مصادر القوة الناعمة ما يجعلها تلفت أنظار العالم إليها، فعندما تُذكر الإنجازات غير المسبوقة والجودة والتميز، واستشراف المستقبل باحترافية، والنشاط المعرفي والابتكار، والريادة العالمية في مختلف القطاعات يكون اسم دولة الإمارات حاضراً على الدوام، وتسير دولة الإمارات بخطى ثابتة ومدروسة لتواصل تميّزها وازدهارها بما يتلاءم مع رؤيتها المستقبلية في تصدُّر دول العالم مع نهاية نصف القرن المقبل في مسيرتها. ومما لا شك فيه أن استضافة دولة الإمارات مجموعةً من المحافل والفعاليات الدولية، ومنها «إكسبو 2020 دبي» المقام حاليّاً، تُبرز الدور المثالي للإمارات في تعزيز الثقافة والتواصل بين الأمم والشعوب، وجعْل العالم أكثر ارتباطاً ببعضه بعضاً، إضافةً إلى ترسيخ مساعيها المتواصلة لتفعيل آليات الدبلوماسية الاقتصادية والثقافية والسياسية كإحدى أدوات قوتها الناعمة. وترجع أسباب تميّز وتفرّد الإمارات كتجربة ملهمة ومثال يحتذى به، وخصوصاً في مجال بناء مصادر القوة الناعمة، إلى مؤسس الدولة وباني نهضتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يعدّ «الدبلوماسية الإنسانية» إحدى الأدوات الرئيسية للسياسة الخارجية الإماراتية، ونافذتَها على العالم، وقد نجحت الدولة من خلالها في تعزيز مكانتها في المجتمع الدولي، وبناء صورة نمطية رائعة عن الدولة ومواطنيها، كما سجلت سياستُها الخارجيةُ أعلى معدلات التميز، واتسمت بالوعي والحكمة والشفافية والمصداقية، وكل ذلك أدى إلى ترسيخ علاقاتها الدولية، وجعلها تتبوأ موقعاً متميزاً على الساحتين العربية والعالمية. وهذا النهج سارت عليه القيادة الرشيدة التي أثْرَت العالم برؤيتها وطموحها وتسامحها، فأصبحت الإمارات قِبلة للجميع من مختلف أنحاء العالم، مستضيفةً على أرضها الملايين من مختلف الجنسيات والأعراق يعيشون بسلام وإخاء وتسامح. وقد حققت دولة الإمارات الكثير من النجاحات التي عظّمت قوتها الناعمة، خلال السنوات الأخيرة على وجه الخصوص، وكان من نتائج ذلك أن احتلت المركز الـ17 عالميّاً ضمن تقرير «المؤشر العالمي للقوّة الناعمة 2021»، كما تصدّرت ضمن التقرير المركز الأول عربيّاً، ومن أمثلة هذه النجاحات وأحدثها، تصنيفها ضمن أفضل 15 دولة في العالم في الاستجابة لجائحة «كوفيد - 19» التي تمثل تحديّاً لم يشهده العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945)، لكن دولة الإمارات استطاعت التعامل مع تأثيراتها السلبية بدرجة عالية من الكفاءة والتميز، على النحو الذي جعلها في صدارة دول العالم التي تتعافى بسرعة قياسية من تداعيات «الجائحة»، وتعيد الحياة بسلاسة ومتدرج إلى طبيعتها. * عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
مشاركة :