أكد الزعيم الشيعي العراقي البارز مقتدى الصدر اليوم (الأحد) أنه لن يسمح لدول الجوار بالتدخل في شأن الانتخابات العراقية، معلنا أنه سيفتح حوارا مع دول الجوار التي تتدخل في الشأن العراقي. وقال الصدر في تغريدة على حسابه بموقع (تويتر) وجه خلالها رسالة لدول الجوار "لن نسمح بتدخل أي دولة بشأن الانتخابات العراقية ونتائجها وما يترتب عليها من تحالفات وتكتلات وتشكيل الحكومة وما إلى ذلك". ووصف ما يحدث على الساحة العراقية بانه صراع ديمقراطي بين أفراد شعب واحد ولا حاجة لنا بتدخل اقليمي. وأوضح أن الدول التي لا تتدخل في الشأن العراقي سنسعى لتوطيد العلاقات معها والعمل على ايجاد مشاريع مشتركة على المستوى الامني والاقتصادي والثقافي والصحي وتفعيل الدور الدبلوماسي المشترك ولن يكون من قبل العراق اي تدخل في شؤونهم الداخلية مطلقا. وحدد عدة طرق للتعامل مع دول الجوار ذات التدخل الواضح في الشأن العراقي السياسي والأمني على حد وصفه، منها فتح حوار عالي المستوى لمنع التدخلات فان لم تستجب، سيتم اللجوء للطرق الدبلوماسية والدولية، وأشار إلى أن الطريقة الثانية "حماية الحدود والمنافذ والمطارات والتشدد في التعامل معهم (دول الجوار) والا فالوصول إلى تقليص التعاملات الاقتصادية أو غيرها من الأمور". ومضى يقول "إن صدور أي فعل يعتبر مساسا بالسيادة العراقية وسيكون بابا لتقليص التمثيل الدبلوماسي أو غيره من الاجراءات الصارمة المعمول بها دوليا واقليميا". وشدد الصدر على أن العراق لن تكون له أي تدخلات في شأن أي من الدول المجاورة ولن تكون الأراضي العراقية منطلقا للضرر عليهم وخصوصا مع الدول التي تحترم السيادة الكاملة ولا تتعامل بفوقية مع الشعب أو الحكومة. وجرت في العاشر من أكتوبر الجاري الانتخابات البرلمانية، أول انتخابات مبكرة وخامس انتخابات برلمانية في العراق منذ الاطاحة بنظام صدام حسين في العام 2003. وأعلنت مفوضية الانتخابات يوم 11 أكتوبر النتائج الاولية للانتخابات التي اظهرت فوز الكتلة الصدرية التابعة للصدر بالمركز الأول بأكثر من 70 مقعدا. وشكلت النتائج الأولية مفاجئة للعديد من الأحزاب والكتل السياسية خاصة تحالف الفتح بقيادة هادي العامري وتحالف قوى الدولة الوطنية الذي يضم رجل الدين الشيعي عمار الحكيم، ورئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي وبعض الاحزاب الشيعية الاخرى التي أعلنت اعتراضها وعدم قبولها بهذه النتائج. ومنحت المفوضية جميع المعترضين ثلاثة أيام لتقديم الشكاوى وفعلا تسلمت نحو 1400 طعن وشكوى ضد نتائج الانتخابات وبدأت بالنظر فيها وقبلت 24 طعنا من أصل 810 طعون أجرت التحقيق فيها لغاية مساء أمس، مؤكدة أنها ستنظر ببقية الطعون خلال الايام المقبلة، وبعدها ستجري عملية العد والفرز اليدوي للمحطات التي قبل الطعون والشكاوى ضدها. وتظاهر العديد من مؤيدي الأحزاب المعترضة على النتائج بعدة مدن عراقية منها العاصمة بغداد واتهموا بعض الدول بالتدخل في الانتخابات العراقية، وقامت مجموعة منهم بنصب الخيم وبدأت منذ خمسة أيام اعتصامات عند أحد مداخل المنطقة الخضراء وسط بغداد، التي تتواجد فيها المقرات الحكومية الرئيسة والسفارة الامريكية. وكان مجلس الأمن الدولي قدم التهاني للشعب العراقي والحكومة ومفوضية الانتخابات ورحب بالتقارير التي تفيد بأن الانتخابات سارت بسلاسة وشهدت تحسينات فنية وإجرائية كبيرة مقارنة بالانتخابات العراقية السابقة. وانتقد تحالف الفتح بيان مجلس الأمن الدولي معلنا رفضه لأي تدخل خارجي في كل ما يتعلق بالانتخابات. وقال في بيان "فوجئنا ببيان مجلس الأمن الذي هنأ بنجاح الانتخابات قبل أن تحسم الطعون القانونية، على الرغم من الاعتراضات الكثيرة من غالبية القوى السياسية والمرشحين وهو أمر يخرج المنظمة الدولية وبعثتها من الحيادية ويثير التساؤلات حول دورها فيما جرى ويجرى، خاصة أن المراقبين الدوليين والمحليين لا سيما بعثة الاتحاد الاوروبي قد سجلت العديد من المخالفات في يوم الانتخابات وإعلان النتائج".
مشاركة :