أقدم شاب في أواخر العشرينيات على قتل والدته نحراً بسكين في شقتها الواقعة بمنطقة الممزر بالشارقة، ما أدَّى إلى وفاتها، وبرر الجاني جريمته بأنه أمر جاءه من الله ورسوله، نظراً إلى كونها مشعوذة، وتم تحويل القضية إلى محكمة الشارقة الشرعية الابتدائية - دائرة جنايات الشارقة الشرعية، لمحاكمة المتهم الذي خلت التقارير من إصابته بأي مرض نفسي، فيما أوصت النيابة العامة في مرافعتها بتوقيع أقصى العقوبة على الجاني الذي قتل والدته التي لا ذنب لها ونحرها وهي على فراشها، بل عاش في الشقة غير آبه بوجودها مذبوحة فيها لمدة عشرة أيام، ومارس حياته بشكل طبيعي. وثبت من تقرير الطب الشرعي بوزارة العدل أنه بتشريح الجثة تبين وجود جرح ذبحي بالعنق صاحبه نزيف دموي وقطع بالقصبة الهوائية والأوعية الدموية الرئيسة، ما أدى إلى توقف بالتنفس والقلب، وانتهى بالوفاة. جثة متعفنة وتعود تفاصيل ضبط المتهم عندما أبلغ بائع في سوبر ماركت بمنطقة الممزر مركز شرطة البحيرة الشامل بوجود شخص يحمل بيده سكيناً أبيض، ويرفض دفع ثمن المشتريات التي أخذها، وأن هذه ليست المرة الأولى، بذلك تحركت دورية على الفور، وتم ضبط المتهم، ولعدم وجود أوراق ثبوتية معه، توجه الضابط المناوب ومعه ثلاثة من أفراد الشرطة إلى شقته لإحضارها، حيث اشتم الضابط عند وصوله رائحة كريهة، فيما بدا الارتباك واضحاً على المتهم، ونتيجة لذلك طلب الضابِط على الفور إذن دخول للشقة، وعند الدخول فوجئ بوجود الجثة، وكانت غير واضحة الملامح، نتيجة آثار التعفن البادية عليها، وكان لسان الضحية بارزاً خارج فمها، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة. واعترف الشاب العاطل من العمل، بحسب تحقيقات النيابة التي حصلت البيان على نسخة منها، بقتل والدته 50 عاماً بسكين المطبخ، بأن نحرها متعمداً برقبتها من جهة اليمين، وسحب السكين إلى اليسار، ومن ثم كرر الفعل مرتين، وبرر سبب قتله لوالدته بأنها ساحرة، وما قام به أمر من الله ورسوله، مشيراً إلى أنه علم بعملها في السحر من خالته المقيمة في لبنان، حيث بحث عن أعمال شعوذة في الشقة، ووجد قصاصات ورق عليها كتابات غريبة، ولفافات تخص السحر، وسأل والدته التي اعترفت بأنها تقوم بأعمال شعوذة، ما دفعه إلى ارتكاب جريمته بدم بارد. معاينة وأثناء الانتقال إلى مسرح الجريمة لمعاينة الجثة من قبل النيابة، تبين وجود أم القاتل في وضعية ممددة على ظهرها على السرير، وهناك تعفن بملامح الوجه والجسد، ووجد بالغرفة دماء متناثرة على الأرض، وعلى السرير ووسادة صغيرة بيضاء كانت بالقرب من رأس المجني عليها، ومثّل المتهم جريمته وكيفية نحره المجني عليها. وأكدت مرافعة النيابة أن التهم المسندة إلى المتهم ثابتة في حقه ثبوتاً لا يجعل هناك أي مجال للشك، وانتهت المرافعة بضرورة الوقوف صفاً واحداً في وجه المتهم، ليضربوا على يديه بيد من حديد لا رحمة فيها ولا شفقة.
مشاركة :