يخوض اللاعب الأرجنتيني انخيل دي ماريا غدا الثلاثاء مباراته الأولى على ملعب سانتياجو بيرنابيو منذ رحيله عن ريال مدريد ليواجه المجهول مع جماهير فريقه القديم الذي يكتنف الغموض طريقة استقبالهم للاعب الجديد لباريس سان جيرمان. رفض أم تكريم؟ هذا هو السؤال الذي ستتضح إجابته في الدقائق العشر الأولى قبل انطلاق مباراة ريال مدريد أمام باريس سان جيرمان في بطولة دوري أبطال أوروبا. وسيبدأ الاستفتاء على شعبية اللاعب الأرجنتيني لدى الجماهير المدريدية مع إعلان الإذاعة الداخلية لملعب سانتياجو بيرنابيو عن تشكيل الفريقين ليستمر بعد ذلك أيضا خلال اللقاء مع كل كرة يستحوذ عليها بين قدميه. وقال دي ماريا في لقاء أجراه الأسبوع الماضي مع شبكة "بي إن سبورت" التلفزيونية الرياضية: "لقد كانت أعواما رائعة .. تلقيت تصفيقا حار من الجماهير في مباراتي الأخيرة في البيرنابيو لم أكن أتصوره .. إنها ذكرى جميلة سأحتفظ بها ولكن الآن أعود مرتديا قميصا آخر مدافعا عن ألوان أخرى وسأحاول أن أقدم كل ما لدي للفوز بالنقاط الثلاث". وخطا دي ماريا بقدميه داخل ملعب البيرنابيو للمرة الأخيرة في 17 أيار/مايو 2014 في مباراة لريال مدريد أمام اسبانيول. وقامت جماهير الريال في تلك المباراة باستقباله بتصفيق حار كما فعلت مع باقي زملائه، وكان ذلك قبل أيام قليلة من نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا أمام أتلتيكو مدريد في الوقت الذي كانت تدور فيه الشكوك حول استمرار اللاعب الأرجنتيني. وكانت الشائعات تتردد في كل مكان حول مستقبل دي ماريا في تلك الآونة، فقد تفجرت تلك الشائعات بشكل واضح بعد النهائي الأوروبي في 24 أيار/مايو من ذلك العام عندما أصبحت فكرة رحيل دي ماريا عن النادي الملكي تتبلور بشكل أعمق. ويذكر أن دي ماريا فاز بلقب أفضل لاعب في المباراة التي أقيمت في مدينة لشبونة البرتغالية. وذكرت الصحافة الأسبانية أن دي ماريا اعتبر عرض ريال مدريد المقدم له بدفع مبلغ ستة ملايين و600 ألف دولار في الموسم الواحد من أجل تمديد تعاقده بمثابة إهانة. ورغب اللاعب الأرجنتيني في تقدير أكبر وطالب بالرحيل لينتقل بعد ذلك لمدينة مانشستر الإنجليزية التي تشتهر بأجوائها القاتمة للالتحاق بالفريق الذي أخفق حتى في التأهل في ذلك الموسم إلى اللعب في دوري أبطال أوروبا. ورحل دي ماريا عن ريال مدريد دون حفل وداع رسمي، حيث اكتفى اللاعب بنشر خطاب في صحيفة "ماركا" قال فيه: "للأسف سأرحل اليوم وأريد أن أوضح أن هذه لم تكن أبدا رغبتي .. أنا مثل أي شخص يعمل ويرغب في النجاح .. بعد الفوز بالكأس الأوروبية العاشرة ذهبت للمشاركة في المونديال وكنت آمل في أن ألقى اهتماما من الإدارة ولكن هذا لم يحدث". وأعرب ريال مدريد عن أسفه لرحيل لاعب شكل عاملا أساسيا في الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا العاشرة في تاريخه، ولكنه في الوقت نفسه احتفى بحصيلة بيعه التي بلغت 75 مليون يورو (82 مليون و600 ألف دولار) وهي الصفقة الأكثر ربحية في تاريخ هذا النادي. ولم يحقق دي ماريا النجاح المأمول مع مانشستر يونايتد، حيث أخفق النجم الأرجنتيني في التأقلم سواء مع الفريق أو الأجواء المطيرة في المدينة الإنجليزية لينتقل إلى ناد آخر للمرة الثانية خلال عامين متتاليين ومرة أخرى بمقابل مادي كبير (69 مليون و300 ألف دولار). ويسعى دي ماريا مع باريس سان جيرمان إلى تعويض الإخفاق في الموسم الماضي رغم أن انطلاقته مع هذا الفريق لاتزال تشوبها بعض العقبات. وتابع دي ماريا في حديثه مع "بي إن سبورت" قائلا: "دائما ما توجد انتقادات ولكن أحيانا تقوم الناس بالانتقاد لمجرد القيام بها ولأنها تتلذذ بهذا .. الانتقادات تؤلم وخاصة عندما يكون أحدهم انضم لتوه لأحد الأندية وخاض معه مباراتين أو ثلاثة بشكل جيد". ويعود دي ماريا غدا إلى البيرنابيو ذلك الملعب الذي تلقى فيه التصفيق الأكثر قوة في مسيرته رغم مرور علاقته مع الجماهير هناك بمنعطفات وتغيرات صعودا وهبوطا. وسننتظر لنتبين أثر الذكرى التي تركها دي ماريا، فهل هو أحد اللاعبين الأساسين في الانتصارات القديمة لريال مدريد أم هو أحد اللاعبين الذين غادروا الفريق من الباب الخلفي؟.
مشاركة :