وراثة فن تطريز ونسج مستقبل مشرق

  • 10/25/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تسعى السيدة وو شيو ينغ، الوريثة لفن التطريز الخاص بقومية مياو في مقاطعة قويتشو جنوب غربي الصين، إلى توريث وترويج مهارات التطريز وسط قرويات. وبفضل سياسة الحكومة للتخفيف من حدة الفقر، فتحت وو شيو ينغ ورشة لأعمال هذا النوع من التطريز، بهدف مساعدة النساء المحليات على التخلص من الفقر ليصبحن ثريات. ووُلدت وو شيو ينغ في قرية وانشوي بمدينة كالي بمقاطعة قويتشو، حيث ينتمي معظم السكان المحليين إلى قومية مياو. وترجع ثقافة أزياء هذه القومية إلى تاريخ قديم، ويتميز تطريز قومية مياو بأنه جميل ورائع للغاية ويحتوي على تاريخ القومية، ويعرف باسم "ملحمة على الجسم". وكانت وو شيو ينغ تحب فن التطريز منذ نعومة أظفارها، وتعلمت التقنيات المتنوعة الخاصة بالتطريز من كبار السن في القرية منذ أن كانت طفلة. وشاركت بأعمالها في مسابقات الحرف اليدوية الإقليمية والوطنية عدة مرات وفازت بالعديد من الجوائز. وفي عام 2015 ، لُقِّبَت بوريثة لفن التطريز الخاص بقومية مياو على مستوى مقاطعة قويتشو والذي يعد ثقافة غير مادية في هذه المقاطعة. ومع تزايد عدد الشباب الذين يختارون العمل في المدن الكبيرة لكسب الأموال، واجهت مهارات التطريز الخاص بقومية مياو صعوبة في التطور وحتى البقاء. فمنذ ثمانينيات القرن الماضي، قدمت وو شيو ينغ دورات تدريبية مسائية مجانية على مهارة التطريز في المدارس بالقرية، وشاركت بنشاط في أنشطة توريث التطريز الخاص بقومية مياو التي نظمتها الحكومة المحلية. وكانت تفكر كثيرا فيما إذا لم تستطع مهارات التطريز تحقيق عائدات مالية فعلية لممارسيها، فسيكون من الصعب توريثها على المدى الطويل. وعندما تتزوج فتاة من قومية مياو، يجب عليها ارتداء فستان مطرز بأيدي أمها والتزَيُّن أيضا بحُلِيٍّ فضية رائعة، لذلك يتعين على كل امرأة من قومية مياو إتقان مهارات تطريز معينة. وابتداءً من عام 2015، صاغت مدينة كالي خطة للتخفيف من حدة الفقر من خلال التطريز الخاص بقومية مياو، وفتحت تدريجيا سوقا من خلال إقامة العديد من المعارض والأنشطة الترويجية. وفي عام 2016، أسست وو شيو ينغ ورشة لأعمال التطريز الخاص بقومية مياو تدعى "بو لي جين". وبدعم كبير من الحكومة المحلية، قادت وو شيو ينغ السيدات المُطرِّزات للمشاركة في مختلف معارض الفنون والحرف والأنشطة التبادلية، وبيع المنتجات اليدوية. وجنت السيدات المُطرِّزات أرباحا كبيرة، مما حفز تطوير قطاع التطريز. وأخذت كثير من النساء اللواتي اعتدن العمل في الخارج لكسب الرزق الآن الإبر والخيوط. وبالإضافة إلى ذلك، عرضت وو شيو ينغ أدوات التطريز التقليدية مثل النول وآلات الغزل في ورشة التطريز، لكي يتمكن السياح من تجربة التطريز بأنفسهم، ومعرفة ثقافة التطريز لقومية مياو. وعملت الحكومة المحلية على تكييف خطة دعم قطاع التطريز الخاص بقومية مياو في مدينة كالي مع الظروف الذاتية، وكان لقطاع التطريز تأثير كبير في دفع السكان المحليين إلى الثراء، فقد اُختير كواحد من أفضل عشر حالات نموذجية للتنمية العالية الجودة للقطاعات الريفية في البلاد من قبل وزارة الزراعة والشؤون الريفية في عام 2021. ومن بين 26 مُطرّزة متعاقِدة، هناك العديد من وارثات التراث الثقافي غير المادي على مستوى المقاطعة، حيث يتلقين تدريبات منتظمة كل شهر، ولديهن طلبات على مدار السنة، وتحصل كل واحدة منهن على دخل ثابت يقرب من 500 دولار أمريكي شهريا. واشترت بعضهن شقة كبيرة وسيارة شخصية. وقالت وو شيو ينغ إنها تأمل في تمكُّن المُطرِّزات من فتح ورش التطريز الخاصة بهن في المستقبل، من أجل ترويج ثقافة التطريز لقومية مياو، ونسج مستقبل مشرق بأيديهن الماهرة.

مشاركة :