قال رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، أن ما يحصل داخل ليبيا هو صراع سياسي وليس جهوي، وذلك في أول تعليق على التوتر الحاصل داخل حكومته، وأساسا ا لخلاف بينه وبين نائبه حسين القطراني ووزرائه في إقليم الشرق، والتي باتت تهدد بتقسيم الحكومة. وأضاف الدبيبة في كلمة توجه بها إلى سكان المنطقة الشرقية، بحضور عدد من الوزراء ومسؤولي الحكومة، أنه لن يقبل "بتقسيم ليبيا بأي شكل من الأشكال أو بتفريق الليبيين"، موضحا أن "حكومته أتت لخدمة كل الليبيين وفي كل الأقاليم الجغرافية". وفي وقت سابق، اتهم نائب رئيس الحكومة القطراني، الدبيبة، بالتفرد بالسلطة والقرارات والاستحواذ على صلاحيات الوزراء و وكلاء الحكومة وتعزير المركزية في العاصمة طرابلس، كما اشتكى من إهمال رئيس الحكومة لإقليم الشرق وعدم توزيعها العادل للثروات والمخصصات، وتجاهله لمطالب وحقوق المنطقة الشرقية في ليبيا. وردا على هذه الاتهامات، تحدث الدبيبة عن التوزيع العادل بين مختلف الأقاليم الجغرافية والقبائل داخل حكومته، حيث أوضح وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء، عادل جمعة، أنها تضم 11 وزيرا من المنطقة الشرقية و 23 بالمائة من إجمالي وكلاء الوزرات، و43 بالمائة من إجمالي السفراء الذين تم تعيينهم خلال الفترة الأخيرة، إضافة إلى 29 بالمائة من التعيينات في شركات الإستثمار و 75 بالمائة في شركات النفط. وبخصوص المشاريع، تحدث وزراء حكومة الدبيبة عن تخصيص 495 مليون دينار لمنطقة الشرق ضمن برنامج "عودة الحياة"، أي بنسبة 37 بالمئة من إجمالي البرنامج، إضافة إلى تنفيذ 45 بالمائة من مشاريع المواصلات في المنطقة الشرقية، فضلا عن تخصيص 37 بالمائة من ميزانية البلدية للمنطقة، و 40 بالمائة من الأموال المخصصة لدعم مديريات الأمن. وفي السياق ذاته، أعلن الدبيبة تخصيص صندوق بمليار دينار لإعادة إعمار بنغازي، بعد الحرب التي مرت بها. ودعا الدبيبة، نائبه القطراني والوزراء الذين معه إلى العودة لمكاتبهم واستئناف عملهم، مؤكدا على استعداده مراجعة قراراته إذا كانت تستحق المراجعة وتلافي أيّ أخطاء يمكن أن تحدث في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنّه "من حق القطراني الانتقاد ولكن ليس من حقه الحديث عن فئات لم تخوّله الحق في التحدث باسمها".
مشاركة :