يومياً، وبعد بزوغ الشمس، تسأل الحاجة أم نافذ حجة ابنها مصطفى عن آخر الأخبار المتداولة، بشأن الحديث عن التوصل لاتفاق حول صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين خلف القضبان الإسرائيلية، سواء تلك التي تنشرها الصحف المحلية اليومية، أو التي تتناقلها المواقع الإلكترونية الإخبارية. الحاجة (أم نافذ)، من سكان بلدة برقة في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية، لا تتوقف عن هذا السؤال على مدار الساعة، علها تجد الخبر الذي تبحث عنه وتنتظره منذ 19 عاماً، وهو إتمام صفقة تبادل جديدة، تشمل اسم ابنها (سليم)، المعتقل داخل سجون الاحتلال منذ عام 2002، على غرار صفقة وفاء الأحرار، التي أنجزتها المقاومة الفلسطينية في تاريخ 18 أكتوبر عام 2011. سليم حجة، البالغ من العمر 51 عاماً، حكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد 16 مرة، بالإضافة إلى 39 عاماً، وهو واحد من بين 570 أسيراً فلسطينياً يقضون السجن المؤبد، الذي تبلغ مدة الحكم الواحد منه 99 عاماً، وفقاً لقانون سجون الاحتلال، ومن بينهم أيضاً الأسير وسام عباسي من القدس (26 مؤبداً و40 عاماً)، والأسير عبدالله البرغوثي من مدينة رام الله في الضفة الغربية (67 مؤبداً)، والأسير إبراهيم حامد من رام الله (57 مؤبداً)، والأسير عبدالناصر عطاالله عيسى من مدينة نابلس محكوم بالسجن المؤبد مرتين. آمال متجددة آمال أهالي الأسرى الفلسطينيين بالإفراج عنهم وتحريرهم من قيد السجان الإسرائيلي، خصوصاً أصحاب الأحكام المؤبدة العالية، باتت قاب قوسين أو أدنى، في ظل نشر تسريبات إعلامية عن مفاوضات تجري لإبرام صفقة تبادل جديدة «وفاء الأحرار الثانية»، لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال، مقابل جنود إسرائيليين تأسرهم كتائب الشهيد عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس». ويتطلع أهالي الأسرى الفلسطينيين بلهفة للحظة التي يتنفس فيها فلذات أكبادهم نسيم الحرية، لتعانق أيديهم أجساد من غابوا قسراً في غياهب سجون الاحتلال الإسرائيلي. وتقول أم نافذ حجة لـ«الإمارات اليوم» بصوت متفائل: «في كل صلاة أدعو الله وعيوني تذرف دمعاً، أن أتمكن من احتضان ابني (سليم)، ويقضي حياته في منزلنا، نتيجة الأحكام العالية التي أصدرها الاحتلال بحقه، واليوم بمشيئة الله بات الأمل قريباً، في ظل الحديث عن صفقة جديدة لتبادل أسرانا الأبطال داخل سجون الاحتلال». من جهة ثانية، يوضح مصطفى حجة أن اعتقال شقيقه الأسير في عام 2002 كان الثالث، ليمضي 26 عاماً من عمره داخل زنازين السجان الإسرائيلي. ويقول: «أخي (سليم) اعتقله الاحتلال بعد زفافه بـ80 يوماً، وكانت زوجته حاملاً، لتضع طفلها (عمر) الذي حُرم من والده وهو جنين، واليوم أصبح شاباً قضى سنوات عمره محروماً من دفء حضن والده». ويضيف: «اليوم، وبعد الحديث عن مفاوضات غير مباشرة لإبرام صفقة تبادل جديدة، انتعشت آمالنا بأن يعود (سليم) إلينا من جديد، لاحتضان ابنه الشاب (عمر)، وإكمال مشوار حياته بين والديه وإخوانه وزوجته». انتظار عودة الأب وبالانتقال إلى مدينة القدس الشريف، فإن عائلة الأسير المقدسي، أيمن الشرباتي، تنتظر بفارغ الصبر خبراً ساراً يخفف آلام الفراق الممتدة منذ 23 عاماً، لتحرر ابنها الأسير ضمن صفقة التبادل الثانية، التي تتناقل وسائل الإعلام أخباراً عنها. ويقبع الأسير المقدسي خلف القضبان منذ عام 1998، وقد حكم الاحتلال عليه بالسجن المؤبد، ليُحرم من رؤية أبنائه الأربعة، أصغرهم (يارا) التي أبصرت النور بعد شهور عدة من اعتقاله. (علاء) الابن الأكبر للأسير الشرباتي يؤكد، أن إتمام صفقة جديدة لتحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال هو السبيل الوحيد للإفراج عن والده، حتى يتمكن من العيش تحت كنفه، وينعم بحنانه برفقة أشقائه، بعد أن حُرم من ذلك قسراً عندما كان طفلاً صغيراً. ويقول علاء الشرباتي البالغ من العمر 30 عاماً: «أبي يقضي حكماً بالسجن المؤبد، وهو ما يعني استحالة الإفراج عنه في أي وقت مقبل، لكن صفقة تبادل جديدة هي الوحيدة التي تملك مفتاح الفرج، ليتنفس والدي والأسرى الفلسطينيين، خصوصاً أصحاب الأحكام المؤبدة العالية نسيم الحرية، بعد سنوات عجاف قضوها في غياهب سجون المحتل». وكان الأسير الشرباتي، البالغ من العمر 54 عاماً، قد حُرم من لقاء والديه خلف القضبان، كما منعه الاحتلال أيضاً من توديعهما بعد أن فارقا الحياة، إذ يقضي حكماً بالسجن المؤبد. أربعة أشقاء أسرى وفي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، لا تكف الحاجة الستينية فوزية الفسفوس عن البكاء طوال الوقت، بفعل حرمانها من أبنائها الأربعة، الذين يقضون أحكاماً متفاوتة داخل سجون الاحتلال منذ 21 عاماً. وتقول أم أكرم الفسفوس: «في عام 2000 باتت أمنيتي لقاء أبنائي والاجتماع بهم تحت سقف واحد ومائدة واحدة، فمنذ ذلك الوقت لم يكف الاحتلال عن اعتقال أبنائي الستة، فإن أفرج عن اثنين منهم يعتقل البقية، وهم: (أكرم) و(محمود) و(حافظ) و(كايد)، الذي تدهورت حالته الصحية نتيجة إضرابه المفتوح عن الطعام، منذ يوليو الماضي. ورغم قساوة البعد والحرمان عن أبنائها الأسرى الذين يواجهون أبشع وأقسى أنواع التعذيب والإهمال، فإنها تتشبث ببريق من أمل، في التوصل إلى اتفاق يفضي إلى صفقة جديدة لتحرير الأسرى الفلسطينيين. وتواصل الحاجة (أم أكرم) حديثها بالقول: «إن الاحتلال يتعنت أمام الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ويعتقلهم في ظروف مأساوية». • سليم حجة البالغ من العمر 51 عاماً، حكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد 16 مرة، بالإضافة إلى 39 عاماً، وهو واحد من بين 570 أسيراً فلسطينياً يقضون السجن المؤبد، الذي تبلغ مدة الحكم الواحد منه 99 عاماً، وفقاً لقانون سجون الاحتلال. • لا تكف الحاجة فوزية الفسفوس عن البكاء، بفعل حرمانها من أبنائها الأربعة، الذين يقضون أحكاماً متفاوتة داخل سجون الاحتلال منذ 21 عاماً. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :