أطلقت دار كتّاب للنشر، مساء أمس الأول، في مقر كتاب كافيه في قرية البري بأبوظبي ثلاثة إصدارات جديدة تحتفي بالقائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه،بحضور نخبة من الكتّاب والأدباء الإماراتيين. قال جمال الشحي، مؤسس دار كُتَّاب للنشر:أمسيتنا اليوم مختلفة جداً لأنها تتعلق بالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،طيب الله ثراه، مؤسّس دولة الإمارات العربية المتحدة، وسنتحدث فيها عن زايد الإنسان على ضوء ثلاثة إصدارات جديدة ستكون موجودة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهي: (زايد الدولة والإنسان للدبلوماسي) الدكتور يوسف محمد المدفعي، و(الشخصية الاستثنائية) للكاتب الروائي علي أبو الريش، و(زايد وتعليم المرأة في أبوظبي) للباحثة مريم سلطان المزروعي. وتحدث علي أبو الريش عن الشيخ زايد الشخصية الاستثنائية وقال: لا شك أن الاقتراب من شخصية الشيخ زايد، رحمة الله عليه، ليس أمراً سهلاً، لأنك تقترب من محيط ومن لا يستطيع السباحة قد يغرق، وقد يقع في زلات أو هنات، لذلك لا بد من الحذر والاحتراس في اختيار المعلومة والمفردة. وأضاف:الشيخ زايد شخصية استثنائية وليست شخصية عادية، هذه الشخصية استقت تكوينها ومقوماتها من هذه الصحراء الشاسعة، الصحراء المذهلة، صحراء العطاء والصفاء والنقاء، لذلك نجد أن هذه الشخصية أخذت وتشربت من هذا التراب، أخذت منه قوة التحمّل والقدرة على الصبر وقيمة الاحتواء للآخر. وأوضح أن شخصية الشيخ زايد لم تبن على نظريات أو أيديولوجيات وإنما جاءت بتجليات الفطرة، تجليات الإنسان الذي صفى هذه الأنا من أي شوائب أخلاقية أو قيمية، فلذلك استطاع الشيخ زايد أن يقيم هذا الصرح العظيم الذي يطلق عليه اليوم دولة الإمارات العربية المتحدة. وأشار إلى أن الشيخ زايد شيّد هذا الاتحاد العظيم وكوّن الإنسان الإماراتي وبناه بقوة الإرادة ودفعه إلى مواجهة الصحراء وقساوة الحياة، واستطاع هذا الإنسان أن يتحالف ويتكاتف ويتآلف مع تكوين هذا الصرح الشامخ. وأكد أبو الريش أن شخصية المغفور له بإذن الله الاستثنائية أصبحت تمثّل الوجدان الإماراتي الذي يحفز على العمل والبذل والعطاء، وصنع وطناً وإنساناً أصبح يتباهى أمام الآخرين كقوة استثنائية؛ فالإمارات لم تعد تلك الدولة الناشئة، بل قوة فاعلة في المحيط الإقليمي والمحافل الدولية، وهذا ما يدعو دائماً للحديث عن ظروف تكوين زايد الظاهرة الملهمة التي كوّنت شخصية متمايزة ومتفردة في العالم، ويجب أن نعتني بدراستها والانتماء إليها. وتحدث الدبلوماسي الدكتور يوسف محمد المدفعي عن بواكير العمل الدبلوماسي في الإمارات تحت قيادة المغفور له الشيخ زايد ،رحمه الله ،انطلاقاً من نشأة الدولة، وذكرياته، وقال :واكبنا التطور الذي نراه اليوم بكل بجهد وعمل والشكر لجميع الرجال الذين خدموا تلك السنوات الصعبة والسهلة في الآن نفسه، لأن وجود الشيخ زايد كان يسهل علينا كل شيء، وكان يجمعنا وينصحنا ويوجهنا ويشجعنا على العمل والإنجاز. وأضاف:واجهت دولة الإمارات صعوبات في بداية التكوين، وكنّا ننتظر من دول أن تعترف بالدولة، وكان هناك تسابق بين بعض الدول بهذا الشأن لكن طموح الشيخ زايد كان أكبر من إقامة الدولة، وكان يحلم بتأسيس اتحاد تساعي، وأصر عليه، وقد تحقّق هذا الحلم في دول مجلس التعاون. وأشار إلى أن الشيخ زايد وجّه حياته ووقته لبناء اسم كيان دولة الإمارات العربية المتحدة، ولم تكن له رغبة شخصية في السلطة، بل كان يسعى إلى بناء كيان إنساني، لذلك اهتم ببناء الوطن والمواطن وسخّر جميع الإمكانيات رغم أنها لم تكن في البدايات كثيرة، مؤكداً أن شخصية الشيخ زايد لا يمكن الإحاطة بها في كتاب واحد أو ندوة واحدة، بل تحتاج إلى ندوات متتالية وكتب حتى توفيها حقها. وأوضح أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقدّم اليوم المبادرات الدبلوماسية وتشارك في القضايا التي تهم الدول الأخرى وتستشار ويؤخذ برأيها، مؤكداً أن إلغاء تأشيرة شنغن عن الإماراتيين تعتبر مؤشراً واضحاً على ما وصلت إليه دبلوماسية الإمارات من نجاح وتطوّر وتأثير. وقدّمت الباحثة مريم المزروعي لمحة عن تعليم المرأة في أبوظبي مستعرضة بواكير نشأة تعليم المرأة في العين وأبوظبي والصعوبات التي واجهت المؤسس الراحل الشيخ زايد، رحمه الله. وقالت إن البدايات الأولى لتعليم المرأة كانت في مدينة العين خلال مدة حكم الشيخ زايد رحمه، الله لها ، حيث سخّر المبالغ المالية في خدمة التعليم والرفع من شأنه، كما عمل على إقناع أولياء الأمور بضرورة التحاق بناتهم بالمدارس، وقد واجهته في هذا السياق صعوبات جمة استطاع التغلب عليها بنجاح، فأنشأ مدرسة خاصة بالبنات وجلب لها مدرسات لهذا الغرض، واختار ملابس مدرسية توافق أولياء الأمور. واستعرضت المزروعي مسار تطور المرأة في الإمارات من خلال التشريعات القانونية وبناء المؤسسات التعليمية التي تم إنشاؤها لاحقاً بهدف الارتقاء بتعليم المرأة (جامعة الإمارات، جامعة زايد، كلية التقنية..) وسرد الدكتور محمد جمعة سالم، الذي رافق الشيخ زايد، رحمه الله ،أكثر من 35 سنة، بعض المواقف والذكريات معه والمشاريع الإنسانية والخيرية التي أنجزها، مبرزاً ما تمتع به الشيخ زايد من خصال وصفات وشمائل تربى عليها ونشأ منذ طفولته، وهو المدرسة الكبيرة التي نهل منها الجميع، مؤكداً أن وفاته كانت حدثاً جللاً تفطرت له قلوب الإماراتيين والعرب المقيمين والعالم بأسره. في آخر الأمسية وقع المؤلفون نسخاً من إصداراتهم الجديدة وأهدوها للحضور.
مشاركة :