أظهر مسح أمس، أن برنامج التحفيز الضخم الذي تبناه البنك المركزي الأوروبي، لم يسهم كثيراً في تحفيز نمو قطاع الصناعات التحويلية في منطقة اليورو، إذ لجأت المصانع مجدداً إلى خفض الأسعار، من أجل إنعاش التجارة، فيما نما نشاط المصانع البريطانية في أكتوبر لأعلى مستوى في 16 شهراً. وقد تكون نتائج المسح الضعيفة نسبياً، مخيبة لآمال صناع السياسات، بعد مرور أكثر من ستة أشهر على بدء البنك المركزي الأوروبي، ضخ 60 مليار يورو في الأسواق شهرياً، من خلال برنامج التيسير الكمي. وسجلت القراءة النهائية لمؤشر مديري المشتريات في القطاع الصناعي، 52.3 الشهر الماضي، بارتفاع طفيف عنه في سبتمبر، وعن القراءة الأولية لشهر أكتوبر، البالغة 52، لكنه يظل فوق مستوى 50 نقطة، الذي يفصل بين النمو والانكماش، لما يزيد على عامين. وقال كريس وليامسون كبير اقتصاديي ماركت ما زال تعافي القطاع الصناعي في منطقة اليورو بطيئاً بشكل مخيب للآمال. وتابع أن من السهل تصور الأسباب التي تدفع البنك المركزي الأوروبي لدراسة مزيد من إجراءات التحفيز، نظراً لضعف وتيرة نمو الإنتاج الصناعي، وتراجع نمو الوظائف إلى أقل مستوى في ثمانية أشهر، وتراجع أسعار المنتجات بأسرع وتيرة منذ فبراير. وبات في حكم المؤكد، أن يتبنى البنك المركزي الأوروبي، مزيداً من إجراءات التيسير النقدي في ديسمبر. طلبيات التصدير إلى ذلك، أظهر مسح نشرت نتائجه أمس، نمو نشاط المصانع البريطانية على غير المتوقع، ليصل إلى أعلى مستوياته في 16 شهراً في أكتوبر، بدعم من انتعاش طلبيات التصدير، بما يشير إلى احتمال تسارع النمو الاقتصادي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام. وقفز مؤشر ماركت سي.آي.بي.إس، لمديري المشتريات في قطاع الصناعات التحويلية البريطاني، إلى 55.5 في أكتوبر، من 51.8 في سبتمبر، وهو مستوى يفوق بكثير أعلى التوقعات في مسح لرويترز ببلوغه 52.5. وأشار المسح إلى أن الاقتصاد البريطاني قد ينمو في الربع الأخير من العام، بضعف الوتيرة التي نما بها في الربع الثالث، بحسب ماركت المتخصصة في جمع البيانات، رغم أن الكثير من خبراء الاقتصاد سينتظرون مسح يوم الأربعاء، الخاص بقطاع الخدمات الأوسع كثيراً، للحصول على صورة مكتملة لوتيرة التعافي. وألقت المخاوف بشأن حدوث تباطؤ اقتصادي في الصين وأسواق ناشئة أخرى، بظلالها على الاقتصاد العالمي في الأشهر الأخيرة، وفي المقابل، خفض المستثمرون توقعاتهم لمواعيد رفع أسعار الفائدة المتدنية من قبل البنوك المركزية الكبرى. وأظهر المسح، أن طلبيات التصدير الجديدة زادت إلى أعلى مستوى لها منذ أغسطس 2014. لكن المسح يتناقض مع بعض المؤشرات الاقتصادية الأخرى. ففي الأسبوع الماضي، قال اتحاد الصناعة البريطاني، إن طلبيات المصانع سجلت أكبر هبوط في ثلاث سنوات، في الثلاثة أشهر حتى أكتوبر. وعلى الرغم من الصورة الأكثر إشراقاً، التي رسمها المسح للاقتصاد، إلا أنه لا يقدم شيئاً يذكر لتغيير احتمالات إبقاء بنك إنجلترا المركزي، أسعار الفائدة دون تغيير لفترة.
مشاركة :