كشفت ليزا كامبل رئيسة وكالة الفضاء الكندية عن أن مشاريع الإمارات الفضائية مثيرة، مؤكدة أن دولة الإمارات لديها طموح كبير واهتمام باستكشاف الفضاء، وأيضاً بجلب الفوائد هنا للأرض، حيث يمنحنا الفضاء منظوراً في إنتاج الغذاء على الأرض، ويساعدنا على رؤية أنه يمكنك إطعام الناس في ظروف قاسية بعيدة أثناء محاولتنا دعم الحياة في الفضاء، كما يوضح لنا أيضاً أن توفير الصحة للأشخاص عن بُعد ممكن، وهذا ما نفعله عندما نحاول دعم رواد الفضاء. وقالت، في حوارها مع «الاتحاد»: إن استكشاف الفضاء يساعدنا في توفير الرعاية والخدمات الصحية عن بُعد على الأرض؛ لذلك نعتقد أننا نشترك في الهدف نفسه، المتمثل في استخدام الفضاء للمنفعة العامة، ولدينا شراكات مع دولة الإمارات، ونسعى لمشاركة خبراتنا على المستوى الدولي، مؤكدة أهمية الاستخدام السلمي والمستدام للفضاء. وحول أهمية الاستثمار في الفضاء، قالت كامبل: تُظهر لنا بيانات الأقمار الصناعية الكثير عن كوكبنا الأرض، وأكثر من ذلك، كما أظهرت لنا أن الأقمار الصناعية أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية؛ لذا نستخدمها للاتصالات وفي الزراعة الدقيقة، نستخدمها خاصة الآن مع تغير المناخ للمساعدة في إدارة آثار تغير المناخ على الأرض. وبالنسبة لبلد مثل كندا، فإن الاستثمار في الفضاء أمر مهم للغاية. وتابعت: لدينا الشمال الشرقي والغرب وبيانات الأقمار الصناعية مهمة جداً بالنسبة لنا، لكننا نعلم أيضاً أن الفضاء هو المستقبل حقاً، موضحة أن الاستثمار في الفضاء يعتمد على الوظائف المستقبلية للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات، وسيساعدنا حقاً على تنمية اقتصاداتنا وفي توفير وظائف ملهمة للشباب أيضاً. وقالت كامبل: نحن نعمل على Canadarm3 للبوابة القمرية، وذلك بعد أن نجح مشروع Canadarm2، حيث ساعد في بناء محطة الفضاء الدولية، ويحافظ عليها الآن، موضحة أن المشروع الجديد هو قاعدة قمرية ستتيح الاستكشاف البشري المستدام للقمر، وسيستخدم هذا النظام الآلي المستقل للغاية برامج متطورة لأداء المهام حول القمر دون تدخل بشري. وأضافت: يُعد مشروع استكشاف الفضاء الكندي - و(MDA) الأكثر طموحاً حتى الآن، وسيعمل Canadarm3 على متن «Gateway»، وهو موقع فضاء عميق يدور حول القمر، ويدعم كلا من البعثات البشرية والروبوتية إلى سطح القمر، ليكون بمثابة مختبر علمي، ويعمل كأرضية اختبار لبعثات الاستكشاف في الفضاء العميق. وتابعت: هذا هو حقاً الجيل التالي من الروبوتات الذي سنجلبه إلى الفضاء؛ لأننا حققنا نجاحاً كبيراً مع Canadarm2. لذلك نريد حقاً أن يكون الجيل القادم أكثر قدرة، ونريد إدخال الذكاء الاصطناعي في الروبوتات حتى تتمكن من القيام بالعديد من العمليات المستقلة عندما يتم تثبيتها على القمر؛ لذلك هذا هو المفتاح لنجاحنا، ولاستمرار هذا البرنامج على مدى السنوات المقبلة. وقالت ليزا كامبل: بالإضافة إلى برنامجنا لاستكشاف التقنيات المتقدمة للقمر، حيث ستكون لدينا مركبة كندية على سطح القمر في السنوات الخمس المقبلة، بالإضافة إلى العمل ضمن شراكات مع زملائنا الدوليين لرسم خريطة فعلية لمياه الجليد على المريخ تكون قادرة على تحديد الموارد على المريخ، مشيرة إلى أن التكنولوجيا الكندية رائدة في هذا المجال. وأضافت: نحن مهتمون جداً بالفضاء للمنفعة العامة؛ لذلك ندعم البنية التحتية الفضائية الجديدة، ولكن أيضاً نتأكد دائماً من أننا نساعد هنا على الأرض، موضحة أن معظم الحكومات تهتم في جميع أنحاء العالم بصحة مواطنيها، خاصة في ظل الوباء وبإطعام الناس، خاصةً مع تغير المناخ، وأنا أعلم أن الإمارات دولة مهتمة بذلك أيضاً؛ لذلك لدينا شيء يسمى تحدي الغذاء في الفضاء العميق، وهو يدعو الشركات لمعرفة كيف يمكنها زراعة الغذاء على نحو مستدام في ظروف صعبة. وأضافت: لدينا مشروع في الشمال في «نونافوت»، في مكان يُدعى جو «هافن»، ونستخدم ممارسات محلية وأيضاً تقنيات جديدة لنرى كيف يمكننا زراعة أغذية مغذية بشكل مستدام حتى في الظروف الصعبة، نحن أيضاً مهتمون جداً بصحة الفضاء العميق فلدينا مبادرة تسمى Health Beyond لدعم رواد الفضاء أثناء تحركهم بعيداً عن الأرض، وهذا يعلمنا أيضاً أن توفير الصحة للأشخاص حتى لو كانوا في أماكن نائية ممكن من خلال الطب عن بُعد والرعاية الصحية عن بُعد. تدريب رواد الفضاء الإماراتيين أكدت كامبل أن فريق وكالة الفضاء الكندية يضم 700 شخص، مشيرة إلى أن المقر الرئيس في سانت هوبيرت خارج مونتريال، ولدينا فريق يقود مكتبنا في جاتينو، وفي هيوستنفي مقر تدريب رواد الفضاء الإماراتيين، كما لدينا زملاء في واشنطن وباريس؛ لأننا نتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية. وقالت رئيسة الفضاء الكندية نحن على تعاون وثيق مع وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء، وسينضم إلينا رواد الفضاء الإماراتيون في الأشهر المقبلة لتعلم كيفية التعامل مع الذراع الروبوتية Canadarm2 في محطة الفضاء الدولية، حيث يعد المشروع جزءاً من مساهمة كندا في محطة الفضاء الدولية (ISS)، حيث شكل Canadarm2 دوراً رئيساً في تجميع المحطة الدولية وصيانتها، وهو يقوم بنقل وتحريك المعدات والإمدادات حول المحطة، ويدعم رواد الفضاء أثناء تنفيذ مهامهم خارج المحطة، كما يقوم بتحريك الحمولات الأخرى المرتبطة بالمحطة وتستخدم في عمليات الصيانة الخارجية.
مشاركة :