تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثالث على التوالي، عمليات التجريف والنبش بالقبور في المقبرة اليوسفية، الملاصقة لأسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، وسط غضب عارم من قبل المواطنين المقدسيين، الذين تجمع عدد منهم لحماية قبور موتاهم من النبش والتجريف. وطالب العشرات من المواطنين، الذين حضروا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء، المؤسسات الدولية بالضغط على الاحتلال لوقف عمليات التجريف بالمقبرة واحترام خصوصية الأموات وعدم تجريف قبورهم واحترام قدسيتها. وأكد المواطنون، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لطمس كل المعالم العربية والإسلامية في مدينة القدس المحتلة، والآن يقوم بتجريف المقابر والقبور من أجل بناء حدائق ومتنزهات على أنقاض القبور، وطالبوا السلطة الفلسطينية اتخاذ خطوات عاجلة وسريعة مع المجتمع الدولي لحماية القبور ومنع الاحتلال من تجريفها. بدوره، قال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس مصطفى أبو زهرة، إن بلدية الاحتلال الإسرائيلي بالقدس المحتلة، أغلقت المدخل المؤدي إلى صرح الشهداء في المقبرة اليوسفية بصفائح حديدية، وأحكمت إغلاقه من الجهة الغربية. وأضاف أن قوات الاحتلال بدأت بتسييج المنطقة المحيطة بصرح الشهداء، ونشرت قوات خاصة على الأسوار، ومنعت المواطنين والصحفيين من الدخول. وشدد على أن بلدية الاحتلال تسابق الزمن وتسرع من خطواتها “التهودية” للمقبرة ومحاولة طمس معالمها، قبل انعقاد جلسة محكمة الاحتلال الأسبوع المقبل لكسب القضية، وتصبح أمرا واقعا. وتسعى سلطات الاحتلال إلى تحويل هذه القطعة إلى حديقة توراتية كجزء من مشروع للمستوطنين حول أسوار البلدة القديمة، وتنظيم مسار للمستوطنين والسياح على رفات المسلمين الموجودين فيها. من جهته، حذر قاضي قضاة فلسطين، محمود الهباش، من تداعيات استمرار الجريمة التي تنفذها جرافات الاحتلال بحق المقبرة اليوسفية، مؤكداً إن استمرار هذه الجريمة قد يقلب الأمور ويزيد التوتر و يقود إلى إشعال مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال بشكل لا يتوقعه أحد. وأضاف أن ما يجري في المقبرة اليوسفية، تصعيد خطير ضد الأحياء والأموات في مدينة القدس المحتلة، وأنه جزء من مخطط التهويد الذي تنفذه دولة الاحتلال لإزالة أي معالم أثرية أو تاريخية تؤكد إسلامية المدينة المقدسة وعروبتها وخاصة في المنطقة المحيطة بالحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك. وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لإدانة ما يجري في مدينة القدس والذي لم يسلم منه رفات الأموات وقبورهم، مطالباً الجميع بالوقوف في وجه هذا العدوان المتجدد على المقابر الإسلامية في القدس. وأكد أن القيادة الفلسطينية تتحرك بكافة الاتجاهات وتتواصل مع الجميع للجم دولة الاحتلال ووقف عدوانها الإجرامي بحق المقابر الإسلامية الفلسطينية في القدس المحتلة. ودعا الهباش، منظمة التعاون الإسلامي بالتحرك الفوري في المنظمات الدولية لوقف هذا العدوان، مشيراً إلى أن دولة الاحتلال تسير بمخطط شيطاني في مدينة القدس تسعى من خلاله إلى إشعال فتيل الحرب الدينية التي ستأكل الأخضر واليابس ولن يسلم من نارها أحد ولن تكون دولة الاحتلال بمنأى عن تداعياتها. وكانت سلطات الاحتلال وخلال السنوات السابقة أقدمت على إزالة 20 قبرا تضم رفات جنود أردنيين استشهدوا عام 1967 فيما يعرف بمقبرة الشهداء، ومنعت من الدفن في أجزائها الشمالية ، كما ظهرت عظام عشرات الشهداء والموتى خلال عمليات الحفر مطلع الشهر الحالي.