بندر سري بيجاوان - (رويترز): وجه زعماء جنوب شرق آسيا انتقادات لاذعة للمجلس العسكري في ميانمار في افتتاح قمتهم الإقليمية أمس الثلاثاء التي غاب عنها ممثل ميانمار بعد أن استبعدوا الجنرال مين أونج هلاينج رئيس المجلس الذي تجاهل خارطة طريق للسلام تم الاتفاق عليها قبل ستة أشهر. وقالت رابطة دول جنوب شرق اسيا «أسيان» انها تقبل حضور شخصية غير سياسية من ميانمار لكن المجلس العسكري رفض ذلك يوم الاثنين قائلا انه لن يقبل سوى حضور رئيسه أو وزير في الحكومة. وفي إجراء غير مسبوق ضد زعيم دولة عضو في الرابطة قررت اسيان منع حضور مين أونج هلاينج الذي قاد انقلاب الاول من فبراير متسببا في اندلاع العنف والفوضى في مختلف أنحاء البلاد وكذلك لعدم وقفه الاشتباكات ورفضه السماح بدخول المساعدات الإنسانية والبدء في حوار مع معارضيه بعد أن تم الاتفاق على ذلك في أبريل. وكان القرار إهانة بالغة لجيش ميانمار وخطوة جريئة نادرة من تكتل إقليمي معروف بميثاقه القائم على الاجماع وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاعضاء. وقال رئيس وزراء كمبوديا هون سين الذي سيصبح رئيس الرابطة في العام المقبل: «اليوم لم تطرد أسيان ميانمار من إطار عمل اسيان.. ميانمار تخلت عن حقها» في الحضور. ومضى قائلا: «نحن الان في وضع اسيان إلا واحدة. هذا ليس بسبب أسيان انما بسبب ميانمار». وقالت وزيرة خارجية إندونيسيا رتنو مرصودي ان اسيان فيها مقعد جاهز لميانمار لكنها اختارت ألا تحضر. وقالت رتنو في بيان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو إلى زعماء الرابطة إنه يأسف «لموقف ميانمار غير المرحب به» تجاه جهود أسيان الدبلوماسية. ومضت تقول: «أشار الرئيس الى أنه من المهم بالنسبة لنا أن نحترم مبادئ عدم التدخل «في الشؤون الداخلية» لكن من الناحية الاخرى نحن ملتزمون بالتمسك بالمبادئ الاخرى.. مثل الديمقراطية والحكم الرشيد واحترام حقوق الانسان وأن تكون هناك حكومة دستورية». واعترض بشدة جيش ميانمار الذي حكم البلاد 49 عاما من الاعوام الستين الماضية على موقف أسيان غير المسبوق من زعيم البلاد متهما الرابطة بالتخلي عن مبادئها والسماح لنفسها بالوقوع تحت تأثير دول أخرى من بينها الولايات المتحدة. واتخذت اسيان موقفها بعد أيام من قول مبعوثها الخاص الى ميانمار بعد أن منعه المجلس الاداري للدولة الحاكم من القيام بمهامه منها الوصول الى الزعيمة المنتخبة التي أطاح بها الانقلاب أونج سان سو تشي المتهمة بارتكاب العديد من الجرائم. ويقول مبعوثو الامم المتحدة ان قوات الأمن في ميانمار قتلت أكثر من ألف شخص واعتقلت آلافا اخرين تعرض كثير منهم للتعذيب والضرب. ويقولون أيضا إن هجمات الجيش في المناطق المدنية تسببت في نزوح أعداد ضخمة من السكان عن ديارهم. ورفضت ميانمار ذلك ووصفته بأنه تقدير منحاز ومبالغ فيه وبأنه من مصادر لا يعول عليها. وتحمل ميانمار مسؤولية ذلك لمن تقول انهم «إرهابيون» مرتبطون بحكومة الوحدة الوطنية التي تعمل في الظل. واجتمع مستشار الامن القومي الامريكي جاك سوليفان يوم الاثنين مع ممثلين لحكومة الوحدة الوطنية وهي ائتلاف مكون من الجماعات الداعية للديمقراطية ومليشيات ومنظمات عسكرية لأقليات عرقية تشكلت بعد الانقلاب. وسيحضر الرئيس الامريكي جو بايدن جلسة مشتركة لقمة أسيان عبر الفيديو.
مشاركة :