يدور جدل بين موسكو والقاهرة حول أسباب سقوط طائرة الركاب الروسية في صحراء سيناء السبت الماضي، وفيما قال مصدر مصري في لجنة التحقيق في الحادث أمس الاثنين إن الطائرة لم تتعرض لهجوم خارجي كما لم يصدر قائدها أي إشارات استغاثة قبل اختفائها من على شاشات الرادار، بناء على الفحص المبدئي للصندوقين الأسودين للطائرة، أكد الكرملين أمس أنه لا يمكن استبعاد أي فرضية في التحقيق ومن بينها العمل الإرهابي. ونقلت وسائل إعلام روسية عن دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القول رداً على سؤال حول إمكانية أن يكون سبب سقوط الطائرة هو عمل إرهابي إنه لا يجوز استبعاد أي فرضية في المرحلة الراهنة من التحقيق. ونقلت قناة روسيا اليوم أنه دعا إلى انتظار النتائج بصبر، دون الانخراط في التخمين والإدلاء بتصريحات لا أساس لها حول أسباب الكارثة. في غضون ذلك، قال مسؤول بشركة كوجاليم آفيا صاحبة الطائرة المنكوبة إن الشركة ترجح تعرض الطائرة لتأثير خارجي، باعتباره التفسير الواقعي الوحيد لما أعلنه المحققون عن تفكك الطائرة وهي في الجو، قبل سقوطها على الأرض. وأعلن مسؤول في شركة متروجيت الروسية للطيران أن الطائرة المنكوبة كانت في حالة تقنية ممتازة ووحدة عمل خارجي يمكن أن يفسر الحادث. وقال الكسندر سميرنوف في مؤتمر صحفي ان الطائرة كانت في حالة تقنية ممتازة مضيفاً نستبعد حصول خلل تقني أو خطأ في القيادة. وأكد ان السبب الوحيد المحتمل هو عمل خارجي من دون ان يحدد طبيعة مثل هذا العمل، وتابع فقد الطاقم السيطرة بالكامل على الطائرة، وكانت الطائرة خارجة عن السيطرة، لم تكن تطير بل كانت تسقط، والانتقال من حالة طيران إلى حالة سقوط مرده على ما يبدو إلى ضرر جسيم لحق بهيكل الطائرة، ولفت إلى ان الطيارين لم يحاولوا الاتصال لاسلكياً بالمراقبين الجويين على الأرض. في الأثناء التقى وزير الطيران المدني المصري الطيار حسام كمال مع فلاديمير بوتشكوف وزير الطوارئ الروسي لمتابعة تطورات الحادث وجهود فرق البحث والانقاذ. ووصل الى القاهرة وفد روسي رفيع المستوى برئاسة المحقق بوزيس جوريامافنوف للمشاركة في التحقيق، كما وصل وفد ألماني من خبراء شركة إيرباص العالمية للمشاركة في التحقيق أيضا. إلى ذلك أكد مجلس الوزراء المصري أن أعمال البحث والإنقاذ في موقع سقوط الطائرة، ستنتهي اليوم الثلاثاء، مشيراً في بيان الى أن حطام الطائرة متناثر ضمن دائرة قطرها 9 كيلو مترات. وأضاف البيان: إن طائرة روسية غادرت القاهرة مساء الأحد وعلى متنها 196 جثماناً من ضحايا الحادث، وفي سان بطرسبورج بدأت العائلات في التعرف على ذويها الذين تم نقلهم إلى محرقة في المدينة. وأعلن مصدر قضائي مصري عن توقف التحقيقات مؤقتاً، إلى حين انتهاء اللجان الفنية الدولية لفحص حطام الطائرة من أعمالها، وتقديم تقاريرها، مشيراً إلى أن النائب العام سيعقد مؤتمراً صحفياً عالمياً يعلن فيه نتائج التحقيقات. وفي السياق انتهت نيابة شمال سيناء من معاينة الموقع، حيث أثبتت المعاينة أن كابينة الطائرة سليمة ومتماسكة، بينما عثر على حطام الجزء الأخير في منطقة جبلية، بالإضافة إلى متعلقات أخرى للركاب. وانتقد سامح شكري وزير الخارجية المصري قرار بعض شركات الطيران بوقف التحليق فوق سيناء، ووصف القرار بغير المسؤول، ويستبق التحقيقات الجارية، وحمل شركات الطيران التي اتخذته، مسؤولية الأضرار التي ستقع على مصر نتيجة تأثر قطاع السياحة، مشيراً إلى أن هذا الإجراء يخدم التنظيمات الإرهابية، لأنه يروج لرسائلها المغرضة بشأن الأوضاع في مصر.
مشاركة :