الدواء العجيب وشجاعة طبيب

  • 11/3/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إضافة لخريجي الكليات والمعاهد العسكرية في المملكة، فحسب ما أعلم هو أن الطالب المتخرج من كليات الطب هو الوحيد الذي يؤدي القسم الذي يعكس أهمية دوره في المجتمع فيما يخص المحافظة على الأمانة وحفظ الأسرار.. والطبيب مهما كان تخصصه هو خزنة من المعلومات الخاصة والحساسة ليس عن مرضاه فقط، بل عن أسلوب علاجه والدواء الذي يصفه. ولكننا وبين الحين والآخر نرى خروج طبيب أو من يدعي قدرته على العلاج بالكشف عن أدوية جديدة بعضها يشفي أكثر من مرض. ولكن وللأسف مهما كانت المبالغات في قدرة الدواء أو قدرة الطبيب على العلاج ستجد من يصدقهم لأنه ومن المعروف أن المريض في أحيان كثيرة لديه الاستعداد النفسي لتجربة أي شيء وخاصة لمن وصل إلى مرحلة ما يسمى (لا يوجد شيء يخسره). وقبل فترة من الزمن خرج علينا أطباء كان من الواضح على أسلوبهم التسويق والشهرة والمال يسوقون لجهاز فعال اسمه (ألفا- ستيم) لعلاج الاكتئاب. ومع أن أي شخص حتى لو كان تخصصه في الطب بإمكانه أن يبحث عن هذا النوع من الأجهزة في مواقع متخصصة لمعرفة إن كان هذا العلاج أو الجهاز جرى ترخيصه، إلا أن شجاعة الدكتور متعب العنزي وضعت النقاط على الحروف من البداية. وقطعت الشك باليقين قبل أن ينتشر هذا الجهاز الذي من الواضح أن تسويقه هو لهدف مادي. ورغم أن الدكتور متعب يعرف التبعات القانونية، إلا أنه كان واثقا من نفسه. وبالفعل كانت هناك إشكالية قانونية وانتهى الأمر لصالح الطبيب الشجاع الذي أخذ على عاتقه تبيان الخطأ من الصواب لتسويق منتج لا يعرف أحد ما هي عوارضه الجانبية. ولكن سؤالا يحير الكثير وهو لماذا يلجأ الكثير ومنهم متمرسون في العلوم الطبية والنفسية إلى تضليل مرضى كثير منهم يعاني من أمور نفسية قد تؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها. فللأسف يوجد لدينا الكثير من المرضى الذين توجد لديهم مشاكل بسيطة أو نوع من الاكتئاب ولكن خجلهم من مراجعة طبيب نفسي يجعلهم عرضة وصيدا سهلا لكل من يريد أن يستغل حالاتهم الخاصة بواسطة الترويج لأجهزة بعيدة كل البعد عن واقع قدرتها العلاجية لأي مرض نفسي. وبعكس ما يعتقد الكثير فالمريض النفسي يحتاج إلى مراعاة وعلاج أكثر من المريض بأي مرض عضوي لأن المريض النفسي دائما ينتابه القلق ويكون لديه نوع من الاكتئاب غير المبرر. وفي الوقت الحالي نحتاج إلى أكثر من طبيب شجاع لكي يقوموا بتوضيح أمور كثيرة حول ما يتم إشاعته عن أي اكتشاف لعلاج اي مرض، في وقت نرى فيه ان وزارة الصحة يجب أن تكون أكثر صرامة فيما يخص أي ترويج خاطئ لأي علاج أو اكتشاف أي دواء لأي مرض دون وجود أدلة أو شرح مفصل واعتراف من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (إف دي أى) والتي هي المعيار العالمي لأي دواء أو علاج جديد.

مشاركة :