أكد الدكتور بسام غلمان؛ مدير عام مشروع قطار الحرمين السريع، أن المشروع حصل على الموافقات اللازمة لفتح المحطات كمجمعات تجارية مُصغرة قبل بداية التشغيل الفعلي، ليتعرف المواطنون على المحطات وطرق التعامل معها. وأشار غلمان إلى أن الموعد لم يحدد بعد ولا يمكن تحديده في الوقت الراهن، لافتا إلى أنه لم يُتعمد جلب القطارات جميعها دفعة واحدة حتى انتهاء اختبارات التشغيل التجريبي على السكة، رغم أن السكة بين رابغ والمدينة جاهزة تماما لانطلاق الرحلات اليوم، مستدركا "إلا أننا ننتظر الحصول على الرخص النهائية للتشغيل من السلطات المحلية والعالمية، المؤسسة العامة للخطوط الحديدية وهيئة النقل بالسكك الحديدية العالمية، لاعتماد القطارات، وعادة ما تستغرق تلك الإجراءات من 6-10 شهور من التشغيل التجريبي، وبنهاية ديسمبر المقبل سنكون أنهيناها، وحتى الآن لم نكتشف أي خلل في عملية التشغيل التجريبي". وأشار غلمان إلى أن المشروع يضم 35 قطارا في رحلتي الذهاب والإياب بين المحطات بمعدل رحلة كل نصف ساعة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، إذ تستغرق الرحلة بين مكة وجدة 21 دقيقة، وبين جدة لمطار الملك عبدالعزيز 14 دقيقة، ومن المطار لرابغ 36 دقيقة، ومن رابغ للمدينة المنورة 61 دقيقة، أي ساعة تقريباً، وهذا في الخطط الأسوأ ومن الممكن أن تكون الرحلات أقل من ذلك. ونفى غلمان وجود أي تباطؤ في أعمال المشروع حالياً، موضحاً أن أعمال المشروع في الوقت الراهن تتفوق على جدول العمل المقرر لأعمال المشروع الإنشائية بنحو أربعة أشهر، موضحاً أن عقود المشروع ستنتهي بالكامل بنهاية ديسمبر 2016م، دون أي تأجيل إضافي، مضيفاً بل سيكون المشرع منتهيا قبل موعدة المحدد بسبعة أشهر. أما التشغيل الفعلي، فأوضح أنه لم يحسم موعده بعد، إذ يتطلب تشغيله الحصول على موافقات من الجهات الأمنية، الدفاع المدني، ومن وزارة المالية فيما يتعلق بتحصيل الرسوم، ودون تلك التصاريح لا يمكن تشغيل المشروع ونقل الركاب. وأشار غلمان إلى أن إدارة المشروع تقوم بجهود جبارة لإنجازه بالتنسيق مع الجهات الرسمية المختلفة، إذ بلغ إجمالي المخاطبات الرسمية بين إدارة المشروع والجهات الحكومية ذات العلاقة أكثر من 9000 مكتوب، منذ بداية التنفيذ وحتى نهاية العام الهجري الماضي 1436هـ. ولفت إلى أن المشروع يقوم بعمل عدد من الجهات الحكومية الأخرى ضمن الميزانية المخصصة، مثل: وزارة الدفاع الجوي، هيئة الطيران المدني، أرامكو، وزارة المياه، شركتي الكهرباء والمياه، والبلديات، إذ يمس المشروع مهام إدارة المرور والأمانات، والجهات الأمنية. وزاد: "مشروعنا مُتابع مع الجهات العليا في الدولة، ولا مجال للتأخر أو التقصير، فيوم التوقف الواحد يكلفنا 10-15 مليونا، ويوم التوقف يجعلنا نجمد أعمال المشروع بالكامل، وبالتالي لا يمكننا التوقف مهما كان، إلا إذا لظروف طارئة ومهمة"، مضيفاً أن تنفيذ طريق الحرمين كلف وحده خمسة مليارات ريال من ميزانية المشروع، حتى نهاية 2016م. وتابع: "العمل الذي أنجزناه وحدنا في المشروع لمدة سنتين سيسهم في تقدم مدينة جدة للأمام، إذ جددنا التقاطعات والكباري والجسور وبعضها كان عمرها 42 سنة واثنان منهم كانا مهددين بالسقوط، كما جددنا شبكات الكهرباء ذات الضغط العالي والمتوسط والمنخفض على حساب ميزانية قطار الحرمين، إضافة لكيبل المطار وكيبل قاعدة الدفاع الجوي وشبكات تصريف السيول والصرف الصحي وحتى شبكات شركات الاتصالات المحلية". وحول تشغيل المحطات، بين غلمان أنه سيكون ضمن عقد ائتلاف الشركة الإسبانية التي تتحمل تشغيل وصيانة وتأمين قطع الغيار وصيانة وتشغيل المنشآت لمدة 12 سنة من بعد استلام المشروع، تبدأ من 2017م، وبعدها نقرر إما أن نمدد لهم أو نبدأ بتولي إدارة المشروع عن طريق الكفاءات الوطنية، مضيفاً كما سيقوم الائتلاف الإسباني بتأجير المحال، وسيكون دخل التشغيل بالكامل للحكومة السعودية، مع استقطاع نسبة 5 في المائة للإسبان، وخلال 15-20 سنة ستغطي كل تكلفة المشروع، 46 مليار ريال. وعن نسب الإنجاز، أوضح أنها وصلت 100 في المائة في كل من محطتي المدينة المنورة ورابغ، فيما بلغت نسبة الإنجاز في محطة المطار الجديد أكثر من 85 في المائة، ومحطة جدة، وهي الأكبر وتضم المراكز الرئيسة لغرف التحكم والتدريب، وصلت نسب الإنجاز فيها 98 في المائة وبقي السور الخارجي والتشجير ومواقف السيارات فيما بلغ الإنجاز في مكة 95 في المائة وبقي التسوير وبوابات المداخل والمخارج والمواقف، ومن المتوقع الانتهاء منهما بنهاية شهر ديسمبر الجاري. أما التكلفة الاجمالية للمحطات، فقد بلغت 3178 مليون ريال في محطة مكة المكرمة، وهي الأعلى لأن حجم القطع الصخري فيها كان أكبر من البقية، كما وصلت التكلفة الإجمالية لمحطة جدة 2.9 مليار ريال، و1.75 مليار في محطة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ونحو 1545 مليون ريال لمحطة المدينة المنورة. وأشار إلى أن جميع المحطات تحتوي على عناصر التصاميم الأساسية نفسها من صالات للركاب، مسجد، أرصفة القطارات، محطات مستقلة للدفاع المدني، مهابط طيارات، محطات كهرباء، مواقف سيارات طويلة وقصيرة الأجل، محال تجارية، صالة لكبار الزوار مطاعم ومحال، إلا أن ألوان المحطات الخارجية تختلف ففي المدينة اللون الأخضر تيمناً بقبة مسجد المصطفى الخضراء، ورابغ باللون البرونزي يعكس لون البرونز والنحاس ويحاكي اللون الصناعي للمدينة الاقتصادية، ومحطة جدة باللون الوردي تعكس تنوع النسيج الاجتماعي، ومكة المكرمة باللون الملكي الذهبي كونها أقدس المدن قاطبة. أما أنظمة الإضاءة في المحطات فقد قسمت لثلاثة أنواع "سكي لايت" لليل، كما أن السقف مزود بفتحات على شكل شرائح فيها فتحات تسمح بدخول ضوء الشمس طوال ساعات النهار، وبالتالي لا تحتاج المحطات إلى الكهرباء، والنوع الثالث نجف إيطالي مصمم خصيصاً لمحطات المشروع. ولفت إلى أن المشروع حصل على عدة براءات اختراع في التنفيذ والتطبيق والطريقة الفنية التي تم بها تركيب القطبان الحديدة على المسار، مبيناً أنه روعي جميع إجراءات الأمن والسلامة للمواطنين خلال تنفيذ المشروع، نظراً لأنه يقطع أربع مدن رئيسة من وسطها. وأوضح غلمان، أنه عادة ما يتم مد قطبان السكك الحديدة فوق "فرشة" من الحصاة، إلا أن المشروع ابتكر طريقة فنية جديدة لأول مرة تنفذ في العالم وحصل بها على براءة اختراع دولية، إذ قام المشروع بإعطاء الشركة الإسبانية المسؤولة عن مد القضبان مواصفات خاصة للتنفيذ، حيث جرى مد صبة خرسانية على ارتفاع 35 سنتيمترا، ومد القطبان عليها بطريقة فنية تمنع تكدس الرمال تحت القطبان وانقلاب القطار، وذلك خوفاً على القطار الذي يقطع منطقة عواصف رملية ورمال متحركة ناعمة بسرعة 300 كيلو متر قبل وبعد رابغ. وأضاف، كما عمد المشروع على تنفيذ 12 معبرا للجمال والمواشي، ككباري خاصة لهم، تم صبغها بالألوان التي تجذبهم، حيث لا تتجه لقطع مسار القطار بالعبور من فوق القضبان، إضافة لتصميم مسار السكة الحديدية وسط الأحياء والطرقات. وروعي في تصميم "حوائط الاصطدام" أن تكون من مواد خرسانية من نوعية معينة من الخرسانة لها ثلاث فوائد، تحمي القطار أثناء سيره من المركبات خارج المسار، وتحمي مسار السيارات من خطورة خروج القطار، كما يمكن تركيب فوق الخرسانة عوازل للصوت من نوعية مُعينة من البلاستيك المُصنع بطول ذراع لحماية سكان الأحياء وراكبي السيارات من صوت القطار، وعزل صوت القطار عن السيارات. كما قام المشروع بإعادة تشكيل الجبال التي ترتفع لأكثر من كيلو لتكون على شكل مصبات مزودة بصبات خرسانية تمنع سقوط وانهيار الجبال على مسار القطار، علاوة على أن مهندسي المشروع تعمدوا رفع مسار القطار فوق عدد من الجسور لحمايته من أخطار الأمطار والسيول في المستقبل، خصوصاً أن أصغر قطار ركاب يحمل نحو 417 راكبا وأكبر واحد 834 راكبا. ومن المقرر أن ينفذ المشروع نحو 840 عبارة لتصريف السيول ضمن أعمال المشروع، مبيناً أنه تم إنجاز 836 عبارة منها وبقي أربع عبارات فقط، مشيراً إلى أن الهدف الأساس للمشروع هو حماية شرق وغرب جدة من أخطار السيول، خاصة أن الدراسات الهيدروجينية للمنطقة تشير إلى أن المنطقة تحتاج إلى عبارات مياه أكبر وأكثر من الموجودة حالياً، لأن كميات المياه التي ستمر عبرها ستكون أكبر خلال السنوات المقبلة، كما تم تنفيذ 137 جسرا من أصل 140 جسرا في المدن الأربعة، مكة جدة المدينة ورابغ، وبقي ثلاثة فقط.
مشاركة :