بعد قرارات البرهان.. السودان إلى أين؟

  • 10/28/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عاش السودانيون يوماً عصيباً، ودخل مرحلة جديدة من تاريخه لم تعرف معالمها بعد، في ظل إجراءات أمنية محكمة استبقت بيان رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الذي حل بموجبه مجلس السيادة والحكومة التنفيذية، بعد أن أعلن حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد. وقابل الشارع السوداني الإجراءات التي اتخذها البرهان بـ«الرفض»، إذ خرجت جموع غفيرة من الشباب الغاضبين إلى الشوارع، حيث وصل الآلاف من المحتجين إلى مقر القيادة العامة للجيش، كما أغلق المحتجون الطرق الرئيسة في كل مناطق العاصمة السودانية الخرطوم، وأحرقوا الإطارات، فيما دخل آخرون في اشتباكات مع قوات الأمن لإبعاد المحتجين عن مقر قيادة الجيش التي شهدت اعتصاماً في أبريل – يونيو من العام 2019 أطاح بالرئيس المعزول عمر البشير. وقال محتجون تحدثوا لـ«البيان»: إنهم سيواصلون احتجاجاتهم، وقال أحدهم: «جئنا من أم درمان واستطعنا عبور جسر النيل الأبيض»، بينما أكد آخر «لا ندعم الأشخاص ولا أية جهة كانت، وإنما هدفنا هو تحقيق مطالب ثورتنا في الحرية والسلام والعدالة». من جهته، يؤكد الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني السابق العميد الصوارمي خالد سعد لـ«البيان»، أن «ما قام به البرهان كان متوقعاً في ظل حالة الاحتقان التي كادت أن تنفجر في البلاد بسبب التشاكس بين القوى السياسية حول المناصب»، غير أنه لفت إلى أن «الإجراءات ستخلق فراغاً دستورياً في البلاد بعد حل مجلسي السيادة والوزراء وإعفاء ولاة الولايات، الأمر الذي يضع عبء مسؤولية إدارة البلاد على عاتق البرهان باعتباره الشخص الوحيد الذي بيده مقاليد الأمور في البلاد» وفق تعبيره. ويحذر سعد من خطورة المرحلة التي يمر بها السودان، والتي تتطلّب التدخل السريع من قبل العقلاء في الساحة لفتح قنوات للحوار لتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية لإدارة ما تبقى من الفترة الانتقالية، وإعادة الأمور إلى نصابها، وأضاف: «السودان يمر بمرحلة مفصلية حرجة من تاريخه، تتطلب الحكمة من كل الأطراف». وحول إمكانية إدارة الجيش للمرحلة المقبلة قال سعد: «هناك كفاءات عسكرية تتمتع بخبرات واسعة يمكن الاستعانة بها مع الكفاءات الأكاديمية للعبور بالمرحلة»، وتابع: «الجيش في العادة لديه المؤسسات التي يمكن أن تضع رؤية لإدارة الفترة المقبلة، لكن هذا لا يكفي ما لم يتم الاستعانة بالخبرات الأكاديمية الوطنية». وفيما يتعلق بوضعية الحركات الموقعة على سلام جوبا، يرى سعد أن الحركات لديها التزام دولي. بدوره أكد المحلل السياسي أحمد عبد الغني لـ«البيان»، أن الخطوة التي قام بها البرهان «محفوفة بالمخاطر والتحديات».   تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :