لم يكتف وزير الإعلام اللبناني الجديد جورج قرداحي بكسب ملايين الدولارات من القنوات الخليجية التي عمل بها على مدار السنوات الماضية، لكنه أراد أن يربح ميليشيات حزب الله الإرهابي الموالية لإيران، فجاءت كلماته أشبه بـ(الخنجر في الظهر) معبرة عن جهل فاضح وتعصب أعمى.أثارت تصريحات قرداحي التي وصف فيها حرب اليمن التي تسببت فيها الميليشيات الحوثية الإرهابية، بأنها «أصبحت حربا عبثية يجب أن تتوقف»، جدلا واسعا، وأطلقت عاصفة غضب ضده، ولا سيما أنه يتمتع الآن بمنصب رسمي ويمثل الدولة اللبنانية. ورغم محاولات الوزير اللبناني التنصل من المسؤولية والتراجع عن التصريحات الهزلية التي أدلى بها من قبل، إلا أنه (زاد الطين بلة) باعتذار أسهم في المزيد من تأجيج المشاعر، فقد ربح الملايين ووزارة الإعلام، لكنه خسر احترام شعوب الخليج.ماذا قال؟وكان قرداحي قال في تصريحات مسجلة لبرنامج «برلمان شعب» الذي يبث على قناة «الجزيرة» في معرض رده على سؤال حول موقفه مما يحدث في اليمن «شعب يدافع عن نفسه، هل يعتدون على أحد؟.. في نظري هذه الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف»، متناسيا أن ميليشيات الحوثي الإرهابية وراء إشعال الحرب، وأنها من تعتدي على المدنيين وترسل الصواريخ والطائرات المسيرة إلى الدول المجاورة.وحاول الوزير اللبناني الاعتذار والخروج من الأزمة لكنه تورط أكثر، حيث أصدر أمس، بيانا قال فيه «منذ صباح أمس، وبعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، وبعض المواقع الإلكترونية تتداول مقطعا من مقابلة أجريتها مع قناة الجزيرة أونلاين، في برنامج (برلمان الشباب)، وورد فيها كلام لي عن حرب اليمن، وقد ركزت هذه الوسائل الإعلامية على ما قلته في شأن الحوثيين ودفاعهم عن أنفسهم في وجه العدوان الخارجي».وأوضح «هذه المقابلة أجريت في الخامس من أغسطس الماضي، أي قبل شهر من تعييني وزيرا في حكومة الرئيس (نجيب) ميقاتي»، ولم أقصد ولا بأي شكل من الأشكال، الإساءة إلى السعودية أو الإمارات اللتين أكن لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء».قمع الإعلاموأشار إلى أن «الجهات التي تقف وراء هذه الحملة أصبحت معروفة، وهي التي تتهمني منذ تشكيل الحكومة بأني آت لقمع الإعلام»، وقال «ما قلته بأن حرب اليمن أصبحت حربا عبثية يجب أن تتوقف، قلته عن قناعة، ليس دفاعا عن اليمن ولكن أيضا محبة بالسعودية والإمارات».وختم بيانه بالقول «عسى أن يكون كلامي، والضجة التي أثيرت حوله، سببا بإيقاف هذه الحرب المؤذية، لليمن، ولكل من السعودية والإمارات». وأصدر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بيانا جاء فيه أن ميقاتي «يعلن تمسك لبنان بروابط الأخوة مع الدول العربية الشقيقة والمحددة في شكل واضح في البيان الوزاري للحكومة التي ينطق باسمها، ويعبر عن سياستها وثوابتها رئيس الحكومة والحكومة مجتمعة».وأضاف «أما في شأن كلام وزير الإعلام جورج قرداحي الذي يجري تداوله، والذي يندرج ضمن مقابلة أجريت معه قبل توليه منصبه الوزاري بأسابيع عدة، فهو كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا، وبخاصة فيما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب، وتحديدا الأشقاء في السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي».جهل فاضحوأعرب وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني، عن «استغرابه» للتصريحات الصادرة عن قرداحي، ووصفها بأنها «تعكس جهلا فاضحا بالشأن اليمني، وانحيازا أعمى لميليشيات الحوثي الإرهابية، وتجاهلا لدور نظام إيران وأجندته التوسعية باليمن والمنطقة، في إدارة الانقلاب وتفجير الحرب وتقويض جهود التهدئة ووقف إطلاق النار وإحلال السلام».وقال في سلسلة تغريدات عبر حسابه على تويتر»نؤكد أن تلك التصريحات انتهاك سافر لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية الذي تحرص عليه اليمن في تعاملها مع دول العالم، لا سيما العربية ولبنان على وجه الخصوص، وأنها تتعارض ونداءات المجتمع الدولي، وآخرها البيان الصادر عن مجلس الأمن بشأن دعوة ميليشيات الحوثي لوقف إطلاق النار دون قيد أو شرط». وأضاف «نطالب حكومة وشعب لبنان الشقيق بتحديد موقف واضح من تلك التصريحات التي تسيء لعلاقات البلدين، وتخالف الموقف الرسمي اللبناني والإجماع العربي والإقليمي والدولي في دعم الحكومة الشرعية والشعب اليمني في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، وكذا القرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية».استنكار يمنيوأعلن وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، أنه وجه سفير بلاده في بيروت بتسليم الخارجية اللبنانية رسالة استنكار على تصريحات صادرة عن وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي في أحد البرامج التلفزيونية حول الأزمة اليمنية.وأضاف أن التصريحات «تعد خروجا عن الموقف اللبناني الواضح تجاه اليمن وإدانته للانقلاب الحوثي ودعمه لكافة القرارات العربية والأممية ذات الصلة»، مشيرا إلى أنهم لن يصمتوا على تلك التصريحات.بن مبارك قال على «تويتر»: «وجهت سفيرنا في بيروت بتسليم الخارجية اللبنانية رسالة استنكار على التصريحات الصادرة عن وزير الإعلام اللبناني، في إحدى البرامج التلفزيونية، والتي تعد خروجا عن الموقف اللبناني الواضح تجاه اليمن وإدانته للانقلاب الحوثي ودعمه لكافة القرارات العربية والأممية ذات الصلة».قراءة سطحيةورفض الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور نايف الحجرف، تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، وقال إنها «تعكس فهما قاصرا وقراءة سطحية للأحداث في اليمن». وطالب، في بيان، الوزير اللبناني بالرجوع إلى «الحقائق التاريخية وقراءة تسلسلها»، ودعاه إلى «عدم قلب الحقائق»، وطالبه بالاعتذار عما صدر منه من تصريحات مرفوضة.واستنكر السفير اليمني في لبنان عبدالله عبدالكريم بعد لقائه السفير السعودي وليد البخاري، تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي فيما خص الأحداث في اليمن، معتبرا أن «بيانه أمس زاد الطين بلة»، وكشف «سأتوجه إلى وزارة الخارجية اللبنانية لتقديم احتجاجنا على ما صدر عن وزير الإعلام ونحن نستنكر هذا الكلام، وتصريحه بالأمس زاد الطين بلة، إذ لم يقدم أي اعتذار، بل أكد على ما أدلى به».قالوا عن تصريحات قرداحي: الاستعانة بصديق«صرحت بأنك لم تقصد الإساءة للسعودية والإمارات»1 - هل تظننا حمقى؟2 - هل أنت أحمق؟3 - هل تصدق أنك وزير؟4 - هل تعتقد أنك ذكي؟بإمكانك الاستعانة بجمهور الضاحية أو الاتصال بصديق من التيار الحر.. بانتظار جوابك النهائي».عبد الرحمن بن مساعدشاعر سعوديلئيم«مؤسف ما قاله قرداحي.. ما قاله ليس رأيا، بل التفاف على موقف متعصب لزعران إيران ونكران لأياد كريمة مدت له.. اللئيم تمرد».ناصر القصبيفنان سعوديانكشف«اليوم كشفت تصريحاته الداعمة للحوثيين ضد دول الخليج حقيقة ارتهانه لمحور إيران. ليس كل إعلامي يستأهل منصب وزير أو بمستوى تعاطي الشأن العام!.. أقيلوه».مي شدياقإعلامية لبنانية