عارضت الولايات المتحدة أمام المحكمة البريطانية التي تنظر في طلب تسليمها مؤسس "ويكيليكس" جوليان أسانج مخاطر إقدامه على الانتحار وسعت إلى طمأنتها حول المعاملة التي سيلقاها في سجونها. محتجون يطالبون بعدم تسليم أسانج إلى الولايات المتحدة بعد سبع سنوات في السفارة الإكوادورية في لندن وسنتين ونصف سنة في سجن بلمارش الشديد الحراسة، حقق الأسترالي يوليان أسانج البالغ 50 عاما والذي يعتبره أنصاره ضحية التعدي على حرية التعبير، خطوة كبيرة نحو الحرية في كانون الثاني/يناير الماضي. يومها رفضت القاضية فانيسا باريتسر طلب تسليمه لواشنطن بسبب خطر انتحاره فيما يواجه عقوبة السجن لمدة 175 عاما في الولايات المتحدة . وخلال الجلسة المقرر أن تستمر حتى الخميس، تأمل الولايات المتحدة في إقناع المحكمة العليا في لندن بإلغاء القرار الذي أصدرته فانيسا باريتسر. وفي اليوم الأول من المرافعات، الأربعاء (27 أكتوبر/ تشرين الأول/ 2021)، أكد المحامي الذي يمثل الحكومة الأميركية، جيمس لويس، أن أسانج "ليس لديه تاريخ من المرض النفسي الخطير والدائم"، قائلاً إن حتى الخبراء المعينين من قبل دفاعه لم يجدوا سوى أنه "يعاني درجة متوسطة من الاكتئاب". وأضاف أن الاسترالي لديه "كل الأسباب لتضخيم أعراضه" وحذر من اتخاذ قرار بناء على مجرد تكهنات بشأن مصيره في حال تسليمه. وشدد المحامي على تأكيدات واشنطن بأن أسانج سيحصل على الرعاية النفسية اللازمة من ناحية، ومن ناحية أخرى لن يتعرض لإجراءات خاصة ولن يتم احتجازه في سجن مرهوب شديد الحراسة في كولورادو يشار اليه باسم "الكاتراز". ورد الدفاع عن أسانج بأن هذه التأكيدات لن تمنع من سجنه في منشأة مماثلة وكرر أن الولايات المتحدة ليس لديها "أساس موثوق" لجعل المحكمة تتراجع عن رفض التسليم. وتابع أسانج الجلسة عبر الفيديو من سجنه في بلمارش. ويحظى الأسترالي بدعم عدد من المنظمات المساندة لحرية الصحافة، بعد نشره منذ 2010 أكثر من 700 ألف وثيقة سريّة عن النشاطات العسكرية والدبلوماسية الأميركية، في العراق وأفغانستان على وجه الخصوص. واعتُقل أسانج في نيسان/أبريل 2019 بعد سبع سنوات أمضاها في سفارة الإكوادور في لندن التي لجأ إليها بعد انتهاك شروط كفالته، خوفا من تسليمه إلى الولايات المتحدة أو السويد حيث واجه قضية بتهمة اغتصاب طعن فيها وأسقطت في ما بعد. وعبرت صديقته ستيلا موريس عن "قلق كبير" لأنها رأته "نحيلًا جدًا" عندما زارته السبت في السجن. وقالت المهم هو معرفة ما إذا كان القضاء البريطاني "سيسلم صحافيًا إلى الدولة التي خططت لاغتياله" . وأضافت في حضور عشرات من أنصاره الذين تجمعوا امام المحكمة العليا "أتمنى ان تضع المحكمة حدا لهذا الكابوس". ووافق القضاء البريطاني على النظر في الاستئناف الأميركي على وجه الخصوص بعد التشكيك بمصداقية الخبير الذي أدلى بشهادته لصالح أسانج. فقد اعترف الطبيب النفسي مايكل كوبلمان بأنه "أخفى" أن موكله أصبح أبًا لطفلين أثناء احتجازه في السفارة الإكوادورية. بعد جلسات الاستماع، يتوقع صدور القرار بعد مداولات تستمر عدة أسابيع. يشكل هذا الاستئناف إحدى آخر الفرص أمام واشنطن التي لن يكون أمامها في حال خسرت الطعن سوى رفع دعوى أمام المحكمة العليا البريطانية دون ضمان قبولها. ولكن حتى في حال كسبت الطعن فإن القضية لن تنتهي وستحال إلى محكمة أدنى للنظر مجددًا في الدعوى. ف.ي/أ.ح (د.ب.ا، ا.ف.ب، رويترز)
مشاركة :