بعد أيام قليلة تتجه أنظار شعوب العالم نحو العاصمة الإيطالية روما معلقين آمالهم على قادة أقوى عشرين اقتصاداً في العالم سالكين كل الطرق وكأن لسان حالهم يقول «كل الطرق تؤدي إلى روما». كما هو معروف للجميع أن واقع عالم ما بعد الجائحة مليء بالتحديات القديمة والشكوك السياسية والاجتماعية والاقتصادية الجديدة.الإنسان والكوكب والنمو الاقتصادي الركائز الرئيسية الثلاث التي اختارتها الحكومة الإيطالية لرئاستها لمجموعة العشرين في عام 2021، والتي يجب معالجتها معاً، لأننا لا نستطيع فصل أي من هذه الكلمات الثلاث عن الأخرى. بعبارة أخرى إذا لم نتصرف بسرعة، وإذا لم نتحرك الآن، نحن لا نخاطر بوجود عدد أقل من الأشخاص الأصحاء على كوكب غير صحي فحسب، بل نخاطر أيضاً بالنمو الاقتصادي في السنوات والعقود القادمة.ملف الإنسان يكمن في معالجة عدم المساواة وتعزيز تكافؤ الفرص في الصحة والتعليم والعمالة والتنمية البشرية، بدءاً من الفئات الأكثر ضعفاً. أما فيما يخص الكوكب فيتمثل في بناء مجتمعات أكثر مرونة، والمخاطر التي يواجهها كوكبنا، لذا يتطلب الأمر تطوير عالم أكثر أماناً واستدامة واستعادة التوازن بين الناس والطبيعة. فيما يخص النمو الاقتصادي ينبغي النظر إليه على أنه أداة لضمان الازدهار للجميع، حيث تعد التقنيات الجديدة والتحول الرقمي من المحركات الهائلة للازدهار وتحسين نوعية الحياة، لذا يجب أن يسعى المجتمع الدولي إلى جعل الرقمنة فرصة للجميع.حتماً، لن يكون من السهل العثور على حلول متعددة الأطراف، حيث تستمر التوترات في الارتفاع على المستوى الدولي والأهم من ذلك أنه سيتعين اتخاذ خيارات صعبة في نفس الوقت للناس وكوكب الأرض والنمو الاقتصادي. لذا عند السعي لإيجاد التوازن الصحيح بين الناس والنمو الاقتصادي، نحتاج أيضاً إلى تضمين الكوكب في المعادلة، والتأكد من تحقيق أي انتعاش قادم من خلال الاستثمار الصديق للمناخ، مع الاستدامة في جوهرها.تساؤلات كثيرة معقدة وشائكة تحيط بهذه القمة: هل سيكون هناك إجماع على شطب ديون الدول الفقيرة؟ كيف يمكن إدارة الآثار الاجتماعية والاقتصادية لعالم أكثر تفاوتاً وديوناً وتفتتاً، ناهيك عن تداعياتها السياسية؟ كيف نواجه تحديات طويلة الأجل، مثل تغير المناخ والتحول الرقمي، إذا كنا عالقين في التعامل مع حالات الطوارئ، ولا سيما الأزمة الصحية؟< Previous PageNext Page >
مشاركة :