توافقت مصر ورومانيا على «أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى حلول (سلمية) للقضايا الإقليمية، بما يحفظ بالمقام الأول كيان الدولة الوطنية». كما توافق البلدان على «أهمية إيجاد حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي». جاء ذلك خلال مباحثات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الروماني كلاوس يوهانيس في القاهرة أمس. ووفق إفادة لمتحدث الرئاسة المصرية بسام راضي فإن «الرئيس السيسي أعرب عن تطلع مصر لتعزيز التعاون الثنائي مع رومانيا في ضوء تنامي العلاقات الثنائية وتبادل الزيارات رفيعة المستوى، وعلى رأسها زيارة الرئيس السيسي إلى بوخارست في يونيو (حزيران) 2019 والتي كانت أول زيارة لرئيس مصري لرومانيا منذ 15 عاماً». وأكد المتحدث الرئاسي أن «المباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة الاقتصادية والتجارية، بما يتناسب مع مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين، إلى جانب تبادل الخبرات والمعلومات وتشجيع الاستثمارات، حيث تم التوافق بشأن أهمية العمل على عقد الجولة الرابعة للجنة المشتركة المعنية بتطوير مجمل أوجه التعاون الاقتصادي والفني على المستوى الثنائي، فضلاً عن الإشادة بانعقاد المنتدى الاقتصادي المصري - الروماني على هامش الزيارة الحالية للرئيس الروماني ليمثل حلقة وصل بين رجال الأعمال وممثلي الشركات الكبرى من البلدين»، مضيفاً «تم التباحث بشأن التعاون في مجال الطاقة بمختلف أنواعها، وذلك في ضوء حرص البلدين على تنويع وتأمين مصادرهما من الطاقة، وسعي مصر في هذا الإطار لكي تصبح مركزاً إقليمياً لتداول الطاقة في شرق المتوسط، وكذا رومانيا لكي تصبح مركزاً إقليمياً للطاقة في منطقة البلقان وشرق أوروبا». كما تباحث الرئيسان حول «فرص تعزيز التعاون في مجال السياحة وسبل زيادة حركتها، وتطرقا أيضاً إلى سبل التعاون في مجالات الزراعة، والصناعة، وكذا التعاون العسكري والأمني». وبحسب بيان للرئاسة المصرية أمس فقد «أكد الرئيسان على أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى حلول سلمية للقضايا الإقليمية، بما يحفظ بالمقام الأول كيان الدولة الوطنية، وقد تم في هذا الإطار التأكيد على التطلع لعقد الاستحقاق الانتخابي في ليبيا في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بما يتيح للشعب الليبي فرصة اختيار حكومة موحدة تحفظ أمن واستقرار ووحدة وسيادة ليبيا، مع التشديد على أهمية الالتزام بمقررات الأمم المتحدة ذات الصلة بسحب جميع عناصر المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية». كما ناقش الرئيسان أيضاً ملف «الأزمة السورية» وتأثيرها على استقرار المنطقة، والجهود الحالية للمبعوث الأممي بغية التوصل لتسوية سلمية لهذه الأزمة. كما تناول اللقاء أيضاً «آخر تطورات جهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وتحقيق التهدئة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث تم التوافق بشأن أهمية إيجاد حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً لمقررات الشرعية الدولية». وأضاف المتحدث الرئاسي المصري أن «الرئيس السيسي استعرض خلال المباحثات الجهود المصرية في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف»، مشيراً إلى «أهمية قيام المجتمع الدولي بالتعامل مع جذور هذه (الآفة) من خلال مقاربة شاملة تتضمن كافة الأبعاد والأسباب». كما تم أيضاً «تبادل وجهات النظر بشأن ظاهرة (الهجرة غير المشروعة)، حيث أكد الرئيس السيسي حرص مصر على مكافحة تلك الظاهرة»، مشيراً إلى «الجهود المصرية للتصدي بنجاح لانتقال اللاجئين عبر البحر المتوسط، وذلك من منطلق مسؤولية مصر تجاه مواطنيها وكذلك تجاه أمن شركائها»، مؤكداً «أهمية التعامل مع ملف الهجرة في إطار من المسؤولية المشتركة وتحمل الأعباء، وعدم التركيز على الحلول الأمنية فقط دون معالجة جذور المشكلة الاقتصادية والتنموية في دول المصدر». من جانبه؛ أعرب الرئيس يوهانيس عن «حرصه لاستمرار التنسيق والتشاور بين البلدين في مختلف المجالات، وكذلك التطلع لتطوير وتعزيز علاقات رومانيا مع مصر ذات الحضارة والتاريخ العريق، إلى جانب دورها المحوري بقيادة الرئيس السيسي لإرساء دعائم الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية». ووفق بيان الرئاسة المصرية «ثمن الرئيس الروماني الجهود المصرية في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، والتجربة المصرية الناجحة في مجال مكافحة (الهجرة غير المشروعة)»، مؤكداً «الحرص على مواصلة التعاون مع مصر على مختلف المستويات للتصدي للتحديات التي تواجه ضفتي المتوسط»، مشيداً بـ«جهود مصر لتعزيز جسور الحوار بين الدول الأفريقية والعربية ودول الاتحاد الأوروبي، والتأكيد على حرص رومانيا على دعم موقف مصر ونقله إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك في ضوء كونها إحدى أهم دول الجوار للقارة الأوروبية، وفي ظل العلاقة المباشرة بين الأمن في أوروبا والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية».
مشاركة :