أكد مختصون أن التحايل باستخدام حسابات الآخرين في تطبيق «توكلنا» لتمكينهم من دخول المنشآت يعرضهم إلى المساءلة القانونية، وعقوبتها قد تصل مدة السجن فيها إلى 3 سنوات أو غرامة مالية قدرها مليونا ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين، مشيرين لـ «اليوم»، إلى أهمية تفعيل منع دخول أكثر من هاتف على نفس الحساب واستخدام المنطقة الجغرافية والأرقام السرية المشفرة. نقلة نوعيةوقالت الأستاذ المساعد في علوم الحاسب والذكاء الاصطناعي، بجامعة جدة د. إيمان الظاهري، إن تطبيق توكلنا من التطبيقات التقنية التي أحدثت نقلة نوعية على كافة المستويات والذي أطلقته الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» في البداية لمساندة الجهود الحكومية لمواجهة فيروس كورونا، ومع ذلك يواجه التطبيق تحديات في التعامل السلبي معه، وذلك باستخدام البعض خصوصا غير المحصنين لحسابات آخرين من معارفهم لتمكينهم من الدخول للمنشآت التي تمنع دخول غير المحصنين والتي تعتبر مخالفة قانونية يعاقب عليها النظام وتعرض المخالفين للمساءلة القانونية.رقم سريوأضافت الظاهري: يمكن حصر وتقليل الطرق الممكنة لانتحال الحسابات ومنها تفعيل منع دخول أكثر من هاتف على نفس الحساب، كما يمكن مسح الباركود آليا لتحليل البيانات التي قد تشير إلى احتمالية انتحال حساب شخص آخر كأن يستخدم في مكان وبعد وقت قصير في مكان بعيد جغرافيا أو مدينه أخرى، إضافة إلى الاستفادة من آخر تحديثات الأجهزة الذكية التي تمكن الشخص فقط بالضغط على الرقم السري عند إرساله ويتم إدخاله تلقائيا لتسجيل الدخول.عقوبة تعزيريةوقال الباحث القانوني فيصل الشاطري: يعتبر انتحال شخصية الغير، جريمة يعاقب عليها القانون في النظام الجزائي السعودي، ومن يدخل المنشآت الحكومية أو الخاصة أو المحلات التجارية وهو يستخدم صفة غيره في تطبيق توكلنا قد خالف الأنظمة والتعليمات وارتكب جريمة يعاقب عليها النظام وهي عقوبة تعزيرية تعود لقاضي الموضوع الذي ينظرها حسب ملابسات الجريمة والتي قد تصل مدة السجن فيها إلى 3 سنوات أو غرامة مالية قدرها مليونا ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين، لافتا إلى تحذير النيابة العامة في موقعها الرسمي وعبر وسائل التواصل الاجتماعي من انتحال شخصية الغير وقد وعدت مرتكبها بالمساءلة الجنائية وكذلك من قام بالمشاركة وقام بتحريض غيره أو ساعده أو اتفق معه كمن أعطاه معلوماته الشخصية في تطبيق توكلنا فإنه يعتبر شريكا له في الجريمة ويعرض نفس للمساءلة القانونية.تجاوز الأنظمةوقال المتخصص في علم الجريمة د. عبدالعزيز آل حسن، إن بعض الفتيات يستخدمن بيانات الدخول لفتاة أخرى بتطبيق «توكلنا» مستغلة عدم ظهور الصورة والتهرب من القواعد الصحية والنظامية التي تلزم جميع أفراد المجتمع بتطبيقها وإظهار حالة التحصين الكامل بجرعتين للسماح بالدخول للأماكن العامة بشتى صورها، جاهلة أنها وقعت في عدة أخطاء وهي أولا: انتحال صفة شخصية لشخص آخر واستخدام بياناته للتحايل وتجاوز الأنظمة مما يجعلها عرضة للعقوبة حسب نظام الجرائم المعلوماتية، ثانيا: الإضرار بالشخص الذي تم انتحال هويته إن تم ذلك بموافقته، ثالثا: إحالتها للجهات المعنية وتسجيل بياناتها والتحقيق معها مما قد يؤثر على مكانتها الأسرية والاجتماعية، رابعا: التسبب في نقل العدوى وانتشار الفيروس والتهرب من أخذ اللقاح مما سيلحق الضرر بالآخرين وبذات الشخص وبأسرته.شائعات وأكاذيبوأضاف: لعل الدافع لانتحال الشخصية يعود إلى عدم الثقة بالنفس أو الانجراف خلف الشائعات والأكاذيب التي تروج بشكل زائف وخاطئ وغير مثبت علميا ولا طبيا خطورة أخذ لقاح فيروس كورونا، أو قد يكون الدافع الانخداع بالذات وأنها قادرة على تجاوز الأنظمة أو أنها إن تم كشف حيلتها سيتم العفو عنها بدون اتخاذ أي إجراء، وكل هذا من نسج الخيال والثقة الزائفة بالذات، ولا بد لنا جميعا أن نقف ضد هؤلاء وعدم إتاحة الفرصة لهم لتجاوز الأنظمة بدافع مساعدتهم أو محبتهم أو التعاطف معهم.
مشاركة :