حمل المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية محمد حسين، أمس الأربعاء، الأمتين العربية والإسلامية المسؤولية الكبرى حول استهداف الاحتلال للمقدسات الإسلامية وتدنيس حرمتها. وقال المفتي حسين في بيان صحفي مقتضب وصل "الرياض" نسخة منه: "استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمقابر الإسلامية في القدس المحتلة، يأتي في إطار محاولاته تغيير الطابع الجغرافي والديمغرافي في المدينة". وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثالث على التوالي أعمال التجريف في المقبرة اليوسفية، الملاصقة لأسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة. وتنبع أهمية الموقع الجغرافي للمقبرة بقربها من سور القدس وباب الأسباط الذي يعد أهم مداخل البلدة القديمة، إضافة لأنها تضم قبورا لجنود أردنيين وضريح الجندي المجهول. يذكر أن بلدية الاحتلال تنفذ أعمال حفر وتجريف بالمقبرة منذ عدة سنوات، وفي عام 2014 منع الاحتلال الدفن في جزئها الشمالي، وأقدم على إزالة عشرين قبرا تعود إلى جنود أردنيين استشهدوا عام 1967، فيما يعرف بمقبرة الشهداء ونصب الجندي المجهول. وتسعى سلطات الاحتلال إلى تحويل هذه القطعة إلى حديقة توراتية كجزء من مشروع للمستوطنين حول أسوار البلدة القديمة، ولتنظيم مسار للمستوطنين والسياح على رفات المسلمين الموجودين فيها. وفي الحادي عشر من الشهر الجاري، وأثناء عمليات حفر قامت بها طواقم بلدية الاحتلال ظهرت رفات وعظام عشرات الشهداء والموتى المسلمين، وبعد أن هب المقدسيون لرفض هذه الأعمال، أغلقت شرطة الاحتلال المكان. من جهة ثانية، قال د. مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، أمس الأربعاء: إن إعلان إسرائيل عن إنشاء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة بالإضافة الى هجمة التهويد التي تشنها حتى على المقابر الفلسطينية، هي بمثابة دق المسامير الأخيرة في نعش اتفاق أوسلو، وضربة قاضية للمراهنة على المفاوضات وحل وسط مع الحركة الصهيونية، ونسف لكل ما سمي ب "حل الدولتين". وانتقد البرغوثي المواقف الأميركية والدولية التي تقتصر على إصدار البيانات والاستنكارات التي لم ولا تؤثر في الحكومات الإسرائيلية العنصرية المستمرة عمليات التوسع الاستيطاني. وأكد البرغوثي أن حكام إسرائيل العنصرية لن يردعوا إلا بمقاومة مخططاتهم وفرض عقوبات ومقاطعة حقيقية عليهم، وأن الولايات المتحدة تستطيع لو أرادت ردع إسرائيل، الإعلان على الأقل عن وقف جميع المساعدات المالية لها والتي تمثل المساعدات العسكرية الجزء الأكبر منها. من جهة أخرى، وجهت الولايات المتحدة الثلاثاء وللمرة الأولى منذ سنوات، انتقادات حادة إلى اسرائيل بشأن مستوطناتها، مؤكدة أنها تعارض "بشدة" البناء الجديد في الضفة الغربية المحتلة. وجاء رد فعل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بعد أربع سنوات منحت خلالها الولايات المتحدة في عهد دونالد ترمب، إسرائيل ضوءا أخضر للعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى أن وزير الخارجية السابق مايك بومبيو زار مستوطنة في نهاية فترة ولايته. وحذرت وزارة الخارجية الأميركية في عهد بايدن مرارا من بناء المستوطنات. وقد انتقدت الثلاثاء إسرائيل بشدة بعد إعلانها عن بناء وحدات استيطانية جديدة.
مشاركة :