تحذير فلسطيني من تداعيات تجريف السلطات الإسرائيلية "مقبرة إسلامية" في القدس

  • 10/27/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

واصلت بلدية القدس الإسرائيلية لليوم الثالث على التوالي أعمال تجريف في المقبرة اليوسفية الإسلامية وسط تحذيرات فلسطينية من تداعيات ذلك على حرمة الأموات وتدنيس القبور وتهويد المدينة المقدسة. وقال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في السلطة الفلسطينية مصطفى ابو زهرة، في تصريحات للصحفيين إن بلدية القدس الإسرائيلية أغلقت أحد مداخل المقبرة اليوسفية بصفائح حديدية وبدأت بتسييج المنطقة ونشرت قوات خاصة على الأسوار ومنعت المواطنين من الدخول. وأضاف ابو زهرة أن البلدية تحاول التسريع بتهويد المقبرة وطمسها قبل انعقاد جلسة للمحكمة الإسرائيلية الأسبوع المقبل للنظر في القضية التي قدمناها بوقف أعمال التجريف في المقبرة والتسبب في تدمير الأضرحة والقبور فيها. وتقع المقبرة عند مدخل باب الأسباط الذي يعد أهم مداخل البلدة القديمة في القدس الشرقية. وبحسب أبو زهرة، فإن بلدية القدس وسلطتي حماية الطبيعة وتطوير القدس الإسرائيليتين تمنع الدفن في المقبرة منذ عام 2014 وتقوم منذ ذلك الحين بتنفيذ أعمال حفر وتجريف بالمقبرة، حيث أقدمت على إزالة 20 قبرا تضم رفات جنود أردنيين قتلوا العام 1967، مضيفا أن عمليات التجريف تزايدت في الأيام الأخيرة ولا زالت مستمرة. ونشر نشطاء فلسطينيون على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أمس الثلاثاء مقطع فيديو لسيدة فلسطينية تحتضن قبر ابنها بعد أن علمت أن عمليات التجريف الإسرائيلية ستزيله. وحاول عناصر الشرطة الإسرائيلية إبعادها بالقوة عندما ألقت بجسدها على الأرض متشبثة بضريح القبر وهي تجهش بالبكاء. ورفض المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية التعليق على الحادث. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن السلطات الإسرائيلية تسعى إلى تحويل المنطقة إلى حديقة كجزء من مشروع سياحي أكبر ملاصق لأسوار البلدة القديمة. وحذرت أوساط فلسطينية اليوم من تداعيات عمليات التجريف في المقبرة. وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة رئيس دائرة شؤون القدس عدنان الحسيني، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن ما يحصل في القدس من إجراءات إسرائيلية هدفها "تهويد المدينة". وتابع الحسيني أن عمليات التجريف في المقابر هو جزء من سلسلة ممارسات يومية ضد الفلسطينيين في المدينة المقدسة بهدف ترحيلهم، منتقدا موقف المجتمع الدولي حيال ذلك. من جهته، اعتبر مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، أن مواصلة عمليات التجريف في المقبرة "جريمة قد تقلب الأمور وتزيد حالة التوتر". وقال الهباش في بيان إن الممارسات الإسرائيلية في المقبرة جزء من مخطط التهويد الذي تنفذه إسرائيل لإزالة أي معالم أثرية أو تاريخية تدلل على إسلامية وعروبة المدينة المقدسة خاصة في المنطقة المحيطة بالحرم القدسي والمسجد الأقصى. ودعا الهباش المجتمع الدولي ومنظمة التعاون الإسلامي إلى العمل على وقف عمليات التجريف وإدانة ما يجري في القدس. إلى ذلك، قالت وزارة شؤون القدس في السلطة الفلسطينية في بيان صحفي إن السلطات الإسرائيلية لا تكتفي فقط بالتجريف بل عملت على تغيير أسماء الشوارع في القدس. واعتبر البيان أن ما يجري في القدس "عدوان وحرب مفتوحة على تاريخ وثقافة وهوية المدينة وعلى كل ما هو فلسطيني وعربي بهدف سرقة تاريخ المدينة وترحيل سكانها". وطالب البيان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بالتدخل من أجل وقف "العبث" الإسرائيلي بثقافة وتاريخ المدينة المقدسة. وفي السياق، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية منع السلطات الإسرائيلية الليلة الماضية عقد أنشطة رياضية وثقافية في القدس بحجة أنها تقام بدعم ورعاية السلطة الفلسطينية. وقالت الوزارة في بيان إن منع الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والاجتماعية في القدس وحرمان الفلسطينيين من التجمع الاجتماعي السلمي لأي هدف كان هو "أبشع أشكال الاحتلال الإحلالي العنصري". واعتبرت أن القرار حلقة متقدمة من حلقات استكمال عمليات تهويد القدس وتفريغها من الفلسطينيين وإغراقها بالمستوطنين والمدن الاستيطانية الضخمة على طريق تكريس فصلها من الجهات الأربعة عن محيطها الفلسطيني وربطها بالعمق الإسرائيلي. وطالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد أن القدس الشرقية جزءاً لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وهي عاصمة دولة فلسطين. والقدس واحدة من قضايا الوضع النهائي للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل والمتوقفة منذ نهاية مارس من العام 2014. ■

مشاركة :