ينعقد هذا اللقاء السنوي للدول العشرين الصناعية الذي غالبا ما يواجه انتقادات بانه ناد مغلق للقوى الاقتصادية لا تصدر عنه أية قرارات ملموسة، عشية مؤتمر الأمم المتحدة حول التغير المناخي (كوب26) الذي يبدأ الأحد في غلاسكو في اسكتلندا (بريطانيا). وكان رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراغي دعا في مطلع تشرين الأول/اكتوبر إلى "التزام من مجموعة العشرين بضرورة الحد من ارتفاع حرارة الارض على 1,5 درجات" الهدف الأكثر طموحا لاتفاق باريس. لكن دول مجموعة العشرين التي تمثل 80% من انبعاثات العالم، متفاوتة جدا في مجال التنمية الاجتماعية-الاقتصادية والطاقة والطموح المناخي. بعضها يستهدف حيادية الكربون في 2050 والبعض الآخر في 2060. يقول الباحث في معهد شاتام هاوس أنطوني فروغات إنه إذا لم تلتزم مجموعة العشرين بهاتين النقطتين (1,5 درجة وحيادية الكربون في 2050) "فليس لدينا أي أمل في بلوغ أهداف" اتفاق باريس. من جهة اللقاحات، من غير المنتظر صدور إعلان مدو: المجموعة الدولية تعهدت خلال قمة في أيار/مايو في روما بتقديم مليارات الجرعات الى الدول الأكثر فقرا في 2021 و2022. التحدي الآن بات في توزيعها وتلقيح السكان المعنيين في ظل هيكليات صحية متداعية أو غير موجودة في معظم الأحيان. واذا كانت مجموعة العشرين ستجد دافعا للارتياح مع مصادقتها على الضريبة العالمية بالحد الادنى البالغة 15% على الشركات المتعددة الجنسيات بعد اتفاق 136 دولة من منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، فإن العمل الأكبر لا يزال يتعين القيام به بحيث بات على كل دولة الآن ان تدخل هذا الاتفاق العالمي في تشريعاتها الخاصة. - عودة الى تعددية الأطراف- يرى ماريو دراغي أن القمة "تشكل عودة الى العمل المتعدد الأطراف بعد سنوات قاتمة من الانعزالية والعزلة المرتبطة بالأزمة الصحية". وقال الأربعاء "سنناقش التحديات الأكثر تعقيدا في زمننا، مع هدف إيجاد حلول طموحة مشتركة". سيعمل الرئيس الأميركي جاهدا في روما على طي صفحة حقبة ترامب والانطواء الأميركي، إذ إنه سيلتقي البابا فرنسيس الجمعة ثم دراغي وأخيرا نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في أول لقاء ثنائي بين الرئيسين بعد أزمة خطيرة في منتصف أيلول/سبتمبر مع فرنسا على خلفية صفقة غواصات. في المقابل، سيكون الرئيس الصيني شي جينبينغ غائبا وسيتحدث عبر الفيديو فيما يثير تباطؤ النمو الصيني قلق حكومات وأسواق مالية على المستوى العالمي فيما تبقى العلاقات متوترة مع واشنطن والأوروبيين. سيغيب أيضا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يواجه أزمة تجدد انتشار الوباء في روسيا وسيتحدث أيضا عبر الفيديو. ويقول الاستاذ الجامعي في "سيانس بو باريس" برتران بادي لوكالة فرانس برس "من جانب شي، هناك رغبة في عدم الظهور بشكل المتسرع للانضمام الى مجموعة بايدن. ومن جانب بوتين، الأمر أوضح فهو يريد إبداء ازدرائه النسبي لمثل هذا النوع من التجمعات، علما انه تم فصله من مجموعة السبع وانه يفضل، مثل شي، نوعا آخر من المنظمات مثل منظمة تعاون شنغهاي". أما الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي عدل للتو عن طرد عشرة سفراء غربيين بينهم سفير الولايات المتحدة، فقد عبر عن أمله في لقاء الرئيس الأميركي في غلاسكو. سيحضر الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. من جانب آخر، ستكون هذه قمة مجموعة العشرين الأخيرة التي تحضرها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل برفقة خليفتها المحتمل الاشتراكي-الديموقراطي أولاف شولتس وزير المالية في الحكومة المنتهية ولايتها.
مشاركة :