تستعد الأراضي الفلسطينية لانطلاق مهرجان “أيام فلسطين السينمائية” الدولي في نسخته الثامنة، بعد أن تعطلت فاعلياته العام الماضي بسبب جائحة كورونا. وأصبح مهرجان “أيام فلسطين السينمائية” الدولي، الذي تنظمه مؤسسة “فيلم لاب فلسطين” منذ العام 2014، تقليدًا سنويًا منذ ذلك الحين. وأكد المدير الفني لمؤسسة “لاب فيلم فلسطين”، المخرج حنا عطا الله، أن المهرجان يهدف إلى تنمية الثقافة السينمائية، وذلك من خلال عروض الأفلام المحلية والدولية في المدن الفلسطينية، إلى جانب عقد حلقات نقاش وورش عمل احترافية وبرامج متخصصة للجيل القادم. ترابط رغم الحواجز قالت المديرة التنفيذية للمؤسسة، علا سلامة، إن الاستعدادات تجري على قدم وساق لإنجاز كافة الأمور الفنية واللوجستية، مشيرةً إلى أن المهرجان ينظم في 5 مدن، على رأسها: العاصمة القدس، إضافة إلى رام الله، وبيت لحم، وحيفا، وغزة، وتتوزع العروض على 14 موقعًا، من ضمنها: مدينة الناصرة التي تستضيف عددًا من العروض، للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور. وأضافت سلامة أن “أيام فلسطين السينمائية” هو المهرجان الوحيد في العالم الذي ينظم بصورة متزامنة في عدة مدن ومواقع، نظرًا للواقع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وصعوبة التنقل بين المحافظات داخل الضفة الغربية، أو بين الضفة الغربية وقطاع غزة، بفعل الحواجز العسكرية الإسرائيلية. وأكدت أن المهرجان نجح على مدار الدورات السابقة في تجاوز جميع المعوقات والوصول إلى الجمهور الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده. البناء على نجاحات متراكمة من جهته، قال المدير الفني لـ “فيلم لاب فلسطين” ومدير المهرجان، حنا عطا الله، إن الدورة الثامنة من مهرجان “أيام فلسطين السينمائية” الدولي، تواصل البناء على النجاحات المتراكمة التي حققتها الدورات السابقة من المهرجان. المخرج الفلسطيني حنا عطا الله وأشار إلى أن المهرجان يأتي انطلاقًا من الرؤية الاستراتيجية لـ”فيلم لاب فلسطين”، والتي تهدف إلى تعزيز الثقافة السينمائية في فلسطين من خلال توفير مساحة مثالية لإنتاج وعرض الأفلام، وتبادل الخبرات والتعلم والمشاركة والإلهام، وصولًا إلى صناعة سينمائية منتجة وحيوية في فلسطين قائمة على صنّاع أفلام مهنيين ومبدعين، وخلق بنية تحتية تدعم وجود صناعة سينما محلّيّة ذات استمراريّة عالية. وأضاف عطا الله أن ريع عروض الأفلام في مدينة القدس المحتلة سيذهب إلى مسرح “الحكواتي”، كمساهمة رمزية من المؤسسة لدعم صمود المسرح كـ”صرح ثقافي مهم” في القدس، في ظل الظروف المالية الصعبة التي يعيشها والتي باتت تهدد استمراريته، داعيًا كافة المؤسسات الثقافية المحلية والعربية والدولية إلى مساندة المسرح كي يتمكن من تجاوز الأزمة. أفلام متنوعة ويتضمن برنامج الدورة الثامنة للمهرجان مجموعة من الأفلام الروائية والوثائقية المحلية والعربية والعالمية، الطويلة والقصيرة، والتي تعرض لأول مرة في فلسطين، إضافة إلى أفلام خاصة بالأطفال والعائلة بهدف نشر وتعزيز ثقافة السينما وأهميتها لدى الأجيال القادمة. وأوضحت المديرة الفنية، المخرجة ليلى عباس، أن إدارة المهرجان تحرص كل عام على استقطاب أحدث الإنتاجات السينمائية المحلية والعربية والعالمية، لإتاحة الفرصة أمام الجمهور الفلسطيني للإطلاع على مجموعة من الأفلام التي تعكس التجارب الثقافية الغنية، ما يساعد في بناء جسور التواصل الثقافي الفني والإنساني، ويخلق فرصًا للتعاون والتبادل السينمائي بين فلسطين والعالم، لافتةً إلى أن الأفلام التي تعرض في المهرجان لا تتوافر بسهولة على منصات “الفيديو حسب الطلب”. ليلى عباس وأكدت عباس أن تجربة مشاهدة الأفلام في المهرجانات السينمائية ودور العرض، لها ما يميزها مقارنة مع مشاهدة الأفلام عبر التلفاز أو من خلال منصات “الفيديو حسب الطلب” والتي باتت تغزو العالم حاليًا. وتابعت أن المهرجان يشكّل فضاءً للتواصل الاجتماعي والإنساني ومساحة للنقاش مع الفنانين والمخرجين وصنّاع السينما، وتبادل الآراء والأفكار. نسخة سادسة من “طائر الشمس” ويشهد المهرجان هذا العام، النسخة السادسة من مسابقة “طائر الشمس” للأفلام القصيرة والوثائقية وللانتاج السينمائي. ويشارك في المسابقة نخبة من الأفلام القصيرة والوثائقية الطويلة لصنّاع أفلام فلسطينيين أو لأفلام يتعلق موضوعها بفلسطين، حيث ستشرف لجنة فنية متخصصة تضم فنانين ومخرجين فلسطينيين وعرب وأجانب، على مراجعة الأفلام المتقدمة للمسابقة وفقًا للمعايير المطلوبة، ومنح جائزة لأفضل فيلم قصير، وأخرى لأفضل فيلم وثائقي طويل. كما ستمنح اللجنة جائزة “طائر الشمس” للإنتاج، والتي تبلغ قيمتها 10 آلاف دولار، لدعم انتاج أفلام روائية قصيرة لصنّاع أفلام فلسطينيين أو أفلام يتعلق موضوعها بفلسطين. وتوفر مؤسسة “فيلم لاب فلسطين” دعمًا عينيًا لهذه الأفلام من أجهزة ومعدات تصوير وصوت وخدمات ما بعد الإنتاج. وأعلنت إدارة المهرجان قائمة الأفلام والمشاريع المشاركة في النسخة السادسة من السادسة من مسابقة “طائر الشمس”، بفئاتها الثلاث: الوثائقية الطويلة، والأفلام القصيرة، والمشاريع قيد الإنتاج لهذه الدورة التي ستفتتح في الثالث من شهر نوفمبر القادم في قصر الثقافة في مدينة رام الله . وأكدت المديرة الفنية للمهرجان، المخرجة ليلى عباس، لـ”الغد” أن جوائز “طائر الشمس” الفلسطيني ستعود في هذه الدورة بنسخة متكاملة، بعد أن اقتصرت العام الماضي على المشاريع قيد الانتاج خلال الدورة الاستثنائية للمهرجان بسبب القيود التي فرضتها جائحة كورونا. وأشارت إلى أن الجوائز انطلقت في العام 2016 لتحتفل بالإنتاجات الفلسطينية والدولية التي تتخذ من فلسطين موضوعًا لها وتسرد روايتها. جائزة الأفلام الوثائقية وقالت المديرة التتنفيذية لمؤسسة “لاب فيلم فلسطين”، علا سلامة، إن لجنة الاختيار اختارت سبعة أفلام لتتنافس على جائزة “طائر الشمس” للأفلام الوثائقية في النسخة الحالية، جميعها يوثّق حكايات اللجوء والنضال ومعاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال. والأفلام المتنافسة هي: “ رحلة الآخرين ” للصحفي والمخرج التشيلي جيمي فلاريل إزكويردو، و” كما أريد ” للمخرجة الفلسطينية سماهر القاضي، و” فدائيين، نضال جورج عبدالله ” لمجموعة “ فاكارم ” وهي مجموعة من صانعي الأفلام الوثائقية المنخرطين سياسًا في محاربة كل أشكال الهيمنة، و” شجرة فادية ” للمخرجة البريطانية سارة بدينجتون، و” لقمة عيش ” للمخرجة والمنتجة الفلسطينية مروة جبارة طيبي، و” فلسطين الصغرى.. يوميات حصار ” للمخرج الفلسطيني السوري عبد الله الخطيب، و” يافا.. أم الغريب ” للمخرج والباحث الفلسطيني رائد دزدار. وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة: منسقة معهد آرسنال للسينما وفن الفيديو ستيفاني شولتيه ستراهاوس، والمخرج والمنتج الفلسطيني رائد أنضوني، والباحث والأكاديمي واستاذ علم الاجتماع سليم تماري. جائزة الإنتاج وتتنافس ستة مشاريع قيد التطوير على جائزة “طائر الشمس” للإنتاج وهي: “ بين موت بين ” للمخرج وسيم خير، و” سينما.. حبي ” للمخرج إبراهيم حنضل، و” بنات آوى ” للمخرج سعيد زاغة، و” إيقاع أو قصة شعر ” للمخرج مجدي العمري، و” العرس في برلين ” للمخرجة فرح أبو خروب، و” وجود ” للمخرجة دينا ناصر. وتضم لجنة تحكيم الجائزة: مستشارة النصوص سيلينا أوكوما، والفنان الفلسطيني خالد حوراني، والمنتج السينمائي التونسي فيصل الحصائري. جائزة الأفلام القصيرة أما جائزة “طائر الشمس” للأفلام القصيرة فيتنافس عليها 15 فيلما ، هي: “ ابن الشوارع ” للمخرج محمد المغني، و” يافا ” للمخرجة ندى العمري، و” سرّي مرّي ” للمخرج لؤي عواد، و” بيت لحم 2001 ” للمخرج إبراهيم حنضل، و” أورانوس ” للمخرجة آية أحمد المتربيعي، و” المتوّج بأوراق الغار ” للمخرجة حياة أمجد لبان، و” 120 كم ” للمخرج وسيم خير، و” عدد ” للمخرج أكرم الوعرة، و” ليل ” للمخرج أحمد صالح، و” روزا ” للمخرجة سهى أعرج، و” ليوان: قصة مقاومة ثقافية ” للمخرجة دوريس حكيم، و” غدًا يأتي الحب ” للمخرج ركان مياسي، و” منع أمني ” للمخرج محمد المغني، و” القفزة ” للمخرجة شروق حرب، و” ثلاثة مخارج منطقية ” للمخرج مهدي فليفل. وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة: الممثل العالمي علي سليمان، والممثلة العالمية ياسمين المصري، والمخرج الفرنسي لادج لي. ملتقى “صنّاع السينما” الفلسطيني ويُنظّم على هامش المهرجان، النسخة الرابعة من ملتقى “صنّاع السينما” الفلسطيني، حيث يناقش المشاركون على مدار 3 أيام، الدروس المستفادة من تجارب صنّاع السينما محليًا وإقليميًا وعالميًا، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المركبات المؤثرة في عملية بناء عجلة الإنتاج السينمائي، وصولًا إلى بناء رؤية مستقبلية لصناعة السينما في فلسطين. المخرج مؤيد عليان وقال مدير الملتقى، المخرج مؤيد عليّان، إن: “الملتقى يشهد هذا العام سلسلة من اللقاءات والورشات المتخصصة في الإنتاج السينمائي، مع التركيز على كيفية تعزيز البنية التحتية للإنتاج لدعم صناعة سينما محلية، خصوصًا وأن قطاع السينما في العالم بأسره يحاول الآن تجاوز تداعيات جائحة كورونا والنهوض من جديد”. وأضاف عليّان أن الملتقى وعلى مدار الدورات الماضية، نجح في استقطاب العشرات من مخضرمي صناعة السينما الدوليين والعرب والمحليين، للإطلاع على ظروف الإنتاج في فلسطين وليتمكنوا من فهم التحديات والمصاعب التي يواجهها صنّاع الأفلام الفلسطينيون، كما أتاح للعديد من صناع الأفلام فرصًا للتشبيك والإنتاج المشترك بين فلسطين ودول عدة. “أيام فلسطين السينمائية” في الجونة واختارت لجنة التحكيم المكونة، من الممثلة رزان جمال، ومديرة “مهرجان عمان السينمائي الدولي– أول فيلم” ندى دوماني، وصانعة الأفلام ميسون المصري المشروعين الفائزين وهما: مشروع “ سلامة الطائر ” لمحمد القصبي ومحمد كاتب من مصر، ومشروع “ الخيط الأحمر ” لسامر بطيخي وحياة أبو سمرة من الأردن، وحصل كل منهما على جائزة قيمتها 20 آلاف دولار، وخدمات عينية في مرحلتي الإنتاج وما بعد الإنتاج، حيث جرى إعلان النتائج خلال حفل اختتام منصة الجونة السينمائية، ضمن مهرجان الجونة السينمائي في مصر. أفلام أطفال وصُمم برنامج “حكايات طائر الشمس” انطلاقًا من الحاجة لإنتاج أفلام أطفال بجودة عالية في المنطقة العربية، حيث أكدت “فيلم لاب فلسطين” منذ تأسيسها، أهمية تطوير محتوى عربي للأطفال واليافعين، ضمن برنامج “الجيل القادم”. وقال المدير الفني لمؤسسة “فيلم لاب فلسطين”، حنا عطا الله، إن تنظيم النسخة الثانية من برنامج “حكايات طائر الشمس” ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، منح البرنامج بعدًا إقليميًا أسهم في تسليط الضوء على حاجتنا لإنتاج أفلام للأطفال واليافعين ذات محتوى عربي. وأشار إلى أن هذا البرنامج الذي انطلق في نسخته الأولى من فلسطين عام 2020، استجابةً لاحتياجات مجتمع صناعة الأفلام، حمّس صُناع الأفلام على استكشاف أهمية رواية القصص لجمهور الأطفال واليافعين. وأوضح عطا الله أن اللجنة تلقت 51 طلبًا من كتّاب وصانعي أفلام من ست دول عربية هي: فلسطين، مصر، لبنان، الأردن، العراق والسودان، من بينهم 20 كاتبة وصانعة أفلام، لافتًا أن مراجعة الطلبات لم تكن سهلة، وأظهرت من جهة اهتمامًا كبيرًا بإنتاج أفلام الأطفال، ولكن من جهة أخرى، أظهرت أيضًا أن كتابة السيناريو للأطفال لازال مجالاً بحاجة للتطور، مما زاد إيماننا بأهمية المشروع حتى نتمكن من تقديم أفلام عربية للأطفال بإبداع وجودة. واختارت اللجنة خمسة مشاريع واعدة تتحدث عن الأطفال واليافعين والعائلة من مشاريع المشاركين، والذين عملوا بجد على كتابة النصوص وترتيب ملفات الإنتاج وخطط التمويل والتوزيع خلال الأسابيع القليلة الماضية. وشاركت المشاريع المختارة في ورشة عمل متخصصة، قبل أن تعرض المشاريع أمام اللجنة التي منحت الجائزة لمشروعي “ سلامة الطائر ” من مصر و” الخيط الأحمر ” من الأردن. يذكر أن برنامج “حكايات طائر الشمس”، الذي أطلقته مؤسسة “فيلم لاب فلسطين” بالتعاون مع سينيفيليا للإنتاج، وقدمت هذه النسخة بالتعاون مع مهرجان الجونة السينمائي ومؤسسة دروسوس هو برنامج سينمائي للتطوير والإنتاج على أحدث مستوى يهدف إلى تطوير أفلام تحفّز الخيال والتفكير لدى جمهور الشباب في العالم العربي.
مشاركة :