قائد عسكري يمني يدعو إلى تأمين «قاعدة العند» العسكرية الاستراتيجية

  • 11/3/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

دخلت التطورات العسكرية في محافظة تعز اليمنية في مرحلة متقدمة من العمليات المتعقلة بحسم المعركة ودحر الميليشيات الحوثية والقوات المتمردة والموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، وذلك بعد الإعلان عن مشاركة قوات التحالف في العمليات البرية الحالية في تعز، وببدء هذه العملية العسكرية الواسعة، بات هناك ما يشبه الالتحام بين جبهات القتال في محافظات تعز ولحج وعدن، خاصة أن الممر الرئيسي لوصول قوات التحالف ودعمها العسكري إلى تعز، كان عن طريق لحج وعدن. وتفرض الجغرافيا المتقاربة والترابط السكاني بين سكان تعز ولحج، بدرجة رئيسية، ارتباطا وثيقا بين جبهتي القتال في هاتين المحافظتين، ورغم أن لحج تعد محافظة محررة منذ أغسطس (آب) الماضي، فإنه ما زالت هناك جيوب للحوثيين في مناطق تقع على خط التماس بين تعز ولحج، وما زالت محاولات الميليشيات الحوثية مستمرة لفتح جبهات قتال هناك، دون فائدة. وفي حين أشارت المعلومات، الأيام الماضية، إلى بدء مشاركة طيران يمنيين جنوبيين في العمليات الجوية لقوات التحالف، انطلاقا من القاعدة العسكرية، فإن خبراء عسكريين أكدوا لـ«الشرق الأوسط» على الأهمية الاستراتيجية والقصوى لقاعدة العند العسكرية الاستراتيجية في محافظة لحج الجنوبية، لخدمة العمليات العسكرية الحالية في تعز، والتي ستجري في عدد من المحافظات الأخرى. واعتبر اللواء الركن قاسم عبد الرب العفيف، رئيس هيئة الأركان العامة الأسبق في جنوب اليمن (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية - سابقا)، أن دخول قاعدة العند في الخدمة «يعتبر تطورا عسكريا كبيرا سيخدم المجهود الحربي في الاتجاهات الأساسية، الغربية والوسط والشرقية، لأن هذه القاعدة التي تم بناؤها في بداية سبعينات القرن الماضي، وفقا للسياسة الدفاعية الرامية إلى تأمين غطاء جوي للعاصمة عدن والمناطق المجاورة لها، وفي نفس الوقت لتأمين الدعم الجوي للقوات المسلحة في المناطق الغربية والوسطى إضافة إلى المهام الأخرى، مؤكدا أنه تم اختيار الموقع بعناية فائقة لأنه يمثل موقعا حيويا مناسبا من كافة النواحي وكنت حينها قائدا للقوى الجوية والدفاع الجوي وبعدها تم إنشاؤها شاملة كل الخدمات الفنية، بما في ذلك مدينة متكاملة للعاملين في تلك القاعدة. لكن القائد العسكري الذي كلف باختيار موقع إنشاء القاعدة بمساعدة لجنة فنية، في حقبة السبعينات من القرن الماضي، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن القاعدة العسكرية في حاجة ماسة للحماية الأمنية التي «تشمل إبعادها عن مدى المدفعية والصواريخ القريبة المدى وغير ذلك من أنواع الحماية القريبة - البعيدة، حتى تتمكن من تنفيذ المهام القتالية في مختلف الجبهات في الشرق والوسط والغرب في حدود القطر القتالي للطائرات المستخدمة». ولفت العفيف إلى أهمية «استدعاء الطواقم الفنية، بما في ذلك الطيارون المقاتلون الذين تمت إحالتهم إلى التقاعد المبكر وهم جاهزون للقيام بالمهام القتالية في كل الظروف، كونهم مؤهلون تأهيلا شاملا وفي كافة الظروف الجوية». وردا على سؤال حول إمكانية استخدام القاعدة العسكرية في العمليات الحالية في تعز، رد اللواء العفيف بالقول إنه «يمكن استخدامها في الوقت الراهن في تقديم الدعم القتالي للمقاومة الشعبية في تعز المخا والحديدة وإب والبيضاء ومأرب وحتى ذمار وصنعاء وصعدة، أي القيام بتنفيذ عمليات قصف من القاعدة للمنشآت العسكرية المعادية وأي أهداف أخرى تتطلبها المعركة»، وأشار إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه قاعدة العند في عمليات ملاحقة ومطاردة «جماعات الإرهاب بمختلف أشكالها وفي حدود القطر القتالي للطائرات المستخدمة، كما يمكن أن تقوم بتقديم الدعم اللوجستي من تلك القاعدة وأيضا القيام بمهام الإنقاذ والاستطلاع وغير ذلك». وحول ما يفترض على القيادة اليمنية القيام به لتكون القاعدة العسكرية في جاهزية كاملة، قال اللواء العفيف إن «على القيادة الشرعية القيام بإصدار قرارات تسمي فيها قيادة القاعدة من أبرز الكوادر القيادية على وجه السرعة وبعد ذلك تقوم بتأمينها بالحراسات الكافية وتزويدها بالمعدات الفنية الخاصة بتأمين الطيران وهي معروفة ومحدده، كما يجب تأمينها بكتائب الصواريخ المضادة للطيران لحمايتها من الهجمات الجوية المحتملة، إضافة إلى توفير كافة المستلزمات لضمان التحليقات من كافة التموينات المعروفة جيدا، التي يحددها الطاقم القيادي للقاعدة». يذكر أن قاعدة العند تحررت من قبضة الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح في أغسطس الماضي، وأنها كانت واحدة من أهم القواعد العسكرية في المنطقة، وقد استخدمها السوفيات لسنوات طويلة إبان الحرب الباردة، كما أنه وقبل سيطرة المتمردين الحوثيين عليها مطلع العام الحالي، كانت تستخدمها قوات أميركية خاصة في ملاحقة والتنظيمات الإرهابية، كتنظيم القاعدة.

مشاركة :