ناجيات من سرطان الثدي: المعنويات أوّلاً

  • 10/29/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عندما علمت الناجية من سرطان الثدي مليكة علي بإصابتها، لم تفكِّر في وضعها بقدر ما فكرت فيما ستؤول إليه حياة ابنتها الصغيرة، وكان عمرها آنذاك 5 سنوات، لكن الدعم النفسي الذي وفَّره لها المستشفى بالتنسيق مع جهات تطوعية، حيث حظيت طفلتها برعاية خاصة، خفَّف من صدمتها لتُقبل على العلاج. وهكذا خاضت التجربة فتغلّبت على السرطان وتماثلت بسرعة للشفاء. وهذا دليل على أن دعم مريضات سرطان الثدي معنوياً، لا يقل أهمية عن تلقي العلاجات الطبية، ولاسيما أنه يخفِّف من معاناتهن خلال رحلة العلاج. في معظم الأحيان تقع مريضة سرطان الثدي تحت آثار نفسية تنجم عن المرض قبل وخلال تلقي العلاج، ما يستدعي التدخّل والمساعدة من العائلة والأصدقاء والمقرّبين أو من المتطوِّعين في المجتمع، بحيث يساعدونها على تحمّل أعباء العلاج وتخفيف بعض المسؤوليات عنها، فيما تعمل المريضات على دعم بعضهن البعض وتغيير بعض الأفكار المغلوطة. سارة الشيباني سارة الشيباني التحلّي بالصبر سارة الشيباني سفيرة جمعية رعاية مرضى السرطان «رحمة»، تشجِّع السيدات على الكشف المبكر، وذلك بالحديث عن تجربتها منذ بداية اكتشاف مرضها بالسرطان ورحلة علاجها وشفائها في «مستشفى توام»، إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة». تعمل على نشر التوعية عن أهمية الفحوص المبكرة وتتطوَّع لمساعدة المريضات والإجابة على أسئلتهن. وتعتبر سارة، الناجية من سرطان الثدي منذ 8 سنوات، أن هذا النوع من المساندة له دور في التعافي والامتثال للشفاء، موضحة أن رحلة العلاج تتطلّب الصبر والتحمّل، وهي التي تمكّنت من هزم سرطان الثدي، باتت اليوم تزرع الأمل في نفوس نساء اختار المرض الخبيث أن يستوطن أجسادهن داخل الدولة وخارجها، بحيث تخصِّص وقتاً كبيراً لمساعدتهن والرد على استفساراتهن. وقالت: إن الدعم النفسي هو أولى الخطوات الصحيحة في رحلة العلاج المتّعبة جسدياً ونفسياً، وأنا أتنقّل طوال السنة بين المصابات وأروي تجربتي مع المرض وأحاول إخراجهن من الضغوط النفسية وحالة التوتر والقلق التي تنتابهن جراء اكتشاف إصابتهن بالسرطان. وأسعى لرفع معنوياتهن لعبور الطريق نحو الشفاء، وخصوصاً أن التغيير الكبير الذي يطرأ على المظهر الخارجي للمصابات، وفي مقدمته فقدانهن للشعر، هو أكثر ما يؤثِّر على نفسيتهن ويتطلّب التحلّي بالصبر والقوة من أجل تقبّل وضعهن الجديد ومواجهة الداء. رعاية الأطفال وبالحديث عن دور الدعم في التعافي، أشارت لينا فضل جعفر ناجية من سرطان الثدي، أن أطفالها كانوا أوّل من خطر في بالها عندما تأكّدت إصابتها، لكن وجود زوجها إلى جانبها رفع من معنوياتها. وبالرغم من صعوبة تقبّل المرض في البداية، إلا أن الدعم المعنوي والمادي وخطة العلاج أمور جعلتها تتحمّل صعوبة المرض. لينا جعفر لينا جعفر وذكرت أن توفّر متطوِّعين أو اختصاصيين اجتماعيين لتقديم الرعاية لأبناء المريضات، يجعلهن أكثر إقبالاً على العلاج، مع ضمان من يتحمل عنهن جزءاً من المسؤولية، عبر تخصيص الفعاليات للأطفال والترفيه عنهم وإبعادهم عن أجواء التوتّر في البيت نتيجة لانشغال والداتهم بالعلاج. وأشارت لينا إلى أن جمعية أصدقاء السرطان واكبت رحلتها مع العلاج وقدّمت لها الدعم والمساندة، من اختصاصيين نفسيين وأنشطة ورحلات مع مصابات أخريات، ما ترك أثراً كبيراً في نفسيتها، وانعكس إيجابياً على حياتها وأسرتها. الاطمئنان من جهتها قالت الناجية دلال قاسم أبو همام إن كلمة سرطان مرادفة للموت عند كثيرين، ما يجعل معظم النساء يغرقن بسهولة في بحر الأفكار السلبية بعد اكتشاف إصابتهن بالمرض، ويقعن في إرهاق نفسي كبير في حال لم تجد الواحدة منهن المساندة النفسية والدعم المعنوي والاحتضان. وأكّدت أن دعم زوجها لها أثناء رحلة العلاج، جعلها تشعر براحة نفسية كبيرة، بحيث كان يعتني بالأبناء وشؤون البيت أثناء غيابها، لافتة إلى أن مرضها كان له وجه مشرق، وجعلها تقدِّر الحياة وزاد أسرتها ترابطاً ومحبة. التشجيع وتحدّثت خولة محمد عن تجربتها مع المرض وكيف حاربت السرطان بمفردها حتى لا تتسبَّب بالألم لوالديها، لافتة إلى أن العامل المعنوي مهم جداً في التعافي، وقد وجدت الدعم المادي والمعنوي من جمعية أصدقاء السرطان والمساندة من المريضات أنفسهن، حيث كن يتقاسمن التجارب ويشجعن بعضهن. وذكرت أنها أجرت 3 عمليات وأخفت مرضها عن أهلها وإخوانها الموجودين معها في المدينة نفسها، وكانت تصارع بمفردها. عايدة العوضي عايدة العوضي دور الأهل أكّدت الدكتورة عايدة العوضي، طبيبة أورام في مستشفى «توام»، أن توفير الدعم المعنوي والنفسي لمريضات سرطان الثدي يسهم بشكل كبير في التعافي، ويعمل على تحسين الحالة الاجتماعية للفئات المتضررة وإعادتها إلى الحياة الاعتيادية. وأوصت مريضات السرطان بالاطلاع جيداً على كل جوانب العلاج والأعراض الجانبية الناتجة عنه، وذلك استعداداً للمواجهة النفسية. وأوضحت أنه يتعيّن على محيط المريضة من الأسرة والمقرّبين احتضانها بالكثير من الحب لرفع معنوياتها، ولاسيما أنها قد تصل إلى أوج درجات الاكتئاب أثناء العلاج الكيماوي، ما يستدعي تقديم الدعم الكامل لها خلال تلك الفترة. التطوّع تحدّثت الدكتورة سهيلة الأميري استشارية علم الأمراض في مختبر المرجع الوطني التابع لمبادلة للرعاية الصحية، عن الدعم النفسي والمعنوي من الأهل والمجتمع المدني، الذي يلعب دوراً كبيراً في التعافي والإقبال على العلاج. سهيلة الأميري سهيلة الأميري واعتبرت أن المساندة لا يقتصر تقديمها على حالات الطوارئ فقط، ولكنها تمتد لتشمل أطفال المريضات، ما يسهم في تحسين حالتهن وإعادتهن إلى حياتهن الطبيعية، داعية الناجيات من سرطان الثدي إلى التطوّع ومساعدة بعضهن للتخفيف من عبء المرض على المصابات حديثاً. وذكرت أن كثيرات يرفضن العلاج إذا لم يجدن من يساعدهن ويخفِّف عنهن الحِمل ومسؤولية الأطفال، مشدِّدة على أهمية الكشف المبكر الذي يسرِّع في عملية الشفاء، ويقلِّل من المضاعفات.

مشاركة :