منتدى سيهات الأدبي يحتفي بديوان حزنائيل للشاعرة فاطمة الدبيس

  • 10/28/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

احتفى منتدى سيهات الأدبي "عرش البيان" بديوان الشاعرة المبدعة فاطمة الدبيس، والذي جاء عنوانه مُلفتاً للقرّاء ومُدهشاً في كلّ محتوياته، حيث أطلقت عليه بـ (( حزنائيل )) وهذا الإسم له دلالته الإسمية والأسماء لا تُعلل كما يقولون، إلا أن الديوان شكّل مجموعة ضخمة النصوص توزعت على الأشكال الثلاثة ألا وهي العمودي والتفعيلي والنثري، وقد أحيا هذه الأمسية الإحتفائية مجموعة من الشعراء والنقاد في مكتبة جدل بأم الحمام، لصاحبها الوجيه الأستاذ علي الحرز، وهو غني عن التعريف حيث يُشتهر بمكتبته التي اعتبرها الكثير من المتابعين أيقونة لا يمكن أن تُنسى أو تُتجاهل لأن هذه المكتبة أحيت الكثير من المناسبات الوطنية والوحدوية لجميع الأطياف المشاركة على مستوى النشاط الثقافي المنوّع، كالفن التشكيلي بأنواعه، والكتابة الثقافية والاجتماعية والفكرية والفلسفية من قبل الكُتّاب والمفكرين والمثقفين، وكذلك النشاطات الأدبية كالقصة والرواية والشعر والنثر والنقد الأدبي، وكانت هذه الأمسية التي أدهشتني أيّما إدهاش وبالذات تلك المقاطع الشعرية التي تم الإنصات إليها جيداً بصوت الشاعرة المبدعة فاطمة عبد الله آل دبيس المحتفَى بها وبديوانها في هذه الأمسية الجميلة، حيث تلقى الحضور هذه المقاطع بين فقرات القراءات النقدية بكل إعجاب وتصفيق، وقد بدأ الحفل بكلمة لصاحب المكتبة الأستاذ علي الحرز، رحب فيها بالضيوف الكرام، ثم قدم مقدم الحفل الشاعر حسين الشافعي مشاركة الناطق الرسمي لمنتدى سيهات الأدبي "عرش البيان" الشاعر والكاتب المعروف عقيل بن ناجي المسكين، حيث ألقى قصيدة ترحيبية مهداة للشاعرة المُحتفى بها فاطمة الدبيس، وقد عنونها بـ ( نداء بين ألف أغنية) ومن ضمن ما قال فيها موجهاً خطابه للشاعرة: فلْتُشعِلي الدُّنيا نشيدَ "حَدَاثَةٍ" أمَلاً يُغذّي الغَرْسَ والآنَاءَا أدَبٌ مِنَ الشُّعراءِ، بحرٌ هائجٌ والمَوجُ غطَّى دَانةً عَصماءَا بُورِكتِ - فاطِمُ - بالجَزيلِ مِنَ الجَنَـى حُلْواً، يُضاهِيْ روضَةً غنَّاءَا ثم قدم المقدم مشاركة الأستاذ الشاعر فريد النمر، حيث قرأ ورقته النقدية التي عنونها بـ (حزنائيل بين اللغة والتصوير المثقف والتجريب )، مُفصلاً رأيه في ملامح شخصية الديوان، وما يضمه من النصوص الشعرية، ومما قاله: "فالنصوص في هذه المجموعة المتنوعة والمتسلسلة تسلسل الغيب الوجود والإغتراب الكوني والمعنونة بحزنائيل أو كما هي مفهرسة "بوحي حزنائيلي " متعدد في تعداده الإثنين والثلاثين وحيا مهدى ومختوما بأبديته يشعرنا بلون الفرشاة الروحية الملونة لخصل الإبداع في بوحها الجمالي والتراجيدي والتي هبطت من أقاصي المخيلة الفلسفية تارة ومن الحب الإلهي في تصوفه الخاطف أو رومناتيكية الزمان والمكان والحبيب الإنساني على اختلافه ومكانات التجلي للحظة العابرة أو الحالمة الملهمة للجمال فيها كنسيج يغزل كلماته عبرأقصى ما تعتمله الروح من دهشة التعبير الحر والمنطلق وغير المحرم لفضاء النص في عدميته اللامتناهية سواء كان عمودا شعريا أو تفعيلة أو نثرا مموسق متسق الأفكار والأشعار البكرية". وبعد ذلك تحدث الشاعر والناقد هادي رسول مُركّزاً على عمق الثقافة الشعرية التي تتحلى بها الشاعرة فاطمة الدبيس، ومما قاله عن ديوان الشاعرة: "تستحضر الدبيس أساطيرها في رؤيا النص متسقة في نسيجه الرؤيوي المتأمل وتذوب ثقافتها القرائية في دلالات النص، كان نص الدبيس نصاً مثقفاً، والنص المثقف لا يقدّم تنظيرات ومفاهيم معلبة، إنما تذوب ثقافة الكاتب في نصه الأدبي ويلتقطها المتلقي بإشاراتها العميقة والكثيفة. ومما قاله هادي رسول: " تؤنسن الدبيس الأبد وتحاوره وتلعب معه الشطرنج، ولها فضاءاتها الشاغرة التي تنزّ الوحدة على الأرصفة القديمة، هي مشغولة بثنائيات الأبد والعدم، الليل والشمس، الموت والحياة". أما الشاعر والناقد محمد مهدي المادح عضو منتدى سيهات الأدبي فقد تحدث عن ابتكار اللغة عن الشاعرة، ومما قاله: "لا يختلف أحدٌ أنَّ اللغة العربية من أهمِّ خصائصها اختلاق اللفظ وتحميله بالمعاني، هذا الدور المفقود اليوم يعد مستهجناً رغم انبهار المتلقي بالجديد من الكلام، لكن لازال العقل الجمعي يرفض الخروج عن كلمات القاموس ولا يقيم وزناً لهذا التلاقح اللفظي الذي يشبه تماما اندماج خلية بأخرى ليشكل مخلوقاً آخراً ممتدا من ذات النسيج الذي انطلق منه ليكون أحد أفراد تلك السلالة التي انبثق منها. لقد نجحت الشاعرة فاطمة الدبيس في تجاوز عقبة القوالب العقلية وحواجز القاموس الصلبة (الاسمنتية) وأسلاك الاحتكار الشائكة لظاهر اللفظ واستطاعت ببراعة أدبية أنْ ترفد اللغة العربية بمفردة جديدة عبأتهُ بالحزن المقدس ، تاركةً المتلقي في صراع مع مفردة حزنائيل منتصرةً لولادة مفهومٍ في ذهنه، نابعاً من حريته في تشكيل وجهٍ جديدٍ لمعنى أصيل". بعد ذلك ألقى الشاعر عبد الله جعفر آل إبراهيم عضو منتدى سيهات الأدبي، قصيدة ترحيبية بالشاعرة المُحتفى بديوانها ومما قال فيها: أحيي بنبضِ حروفِ همسِكِ صورةً كادت تكونُ كسائر الأمواتِ ولْتَنفُخي روحَ الحياةِ بجسمِها حتى تعودَ كرونق المِشكاةِ بِالنور تُرسلُ للظلام رسالةً تقضي برفع ستائر الليلاتِ ثم ألقى الكاتب والشاعر علي مكي الشيخ كلمة بعنوان (حزنائيل .. أُنثى المجاز .. والمثاقفة الشعرية)، ومما أثاره في هذه الكلمة النقدية قوله: "هنا نحن أمام شاعرةٍ تشاكسُ وتتمرد وتثير الخلاف لا حدود لإبداعها فهي تنسبُ لحرائق الأسئلة لا إلى جليد الإجابات ، تشكلُ الفلسفةُ جزءًا مِنْ مقومات ثقافتها منفتحة على أبعاد الفكر الإنساني تواجه الأسئلة العنيدة والتي قد تستعصي عليها إجاباتها بأسئلة مثلها فتنفتح لها فضاءات أخرى أكثر جمالاً وتعقيدًا وهي بهذا تحاور وعي النص المقروء، ونجدها دائمًا تحقق ثيمة الغاية اللا مدركة ..أو الهدف اللامتناهي". وألقى الأستاذ علي الحرز مداخلة تحدث فيها عن النظرية التعادلية التي تطرق إليها توفيق الحكيم في كتابه (التعادلية) حيث قال: "هنا ثنائية في عالم الشعر، ومن المعروف أنه لدينا البلاغة، ولدينا قوة الشعر، بحيث لا تغطى البلاغة على الشاعرية من جهة، ولا تطغى الشاعرية على البلاغة من جهة أخرى، وإلا سيكون هناك اختلال ما في النص الشعري بين المعنى والمبنى، والمطلوب هو التوازن، وربما الشريف الرضي قد سبق ما ذهب إليه صاحب كتاب التعادلية توفيق الحكيم التي تطورها عن الفيلسوف الفرنسي " جان باتيست روبينو" عندما قال الشريف: منتصباتٍ كالقنا لا تُرى عيا من القول ولا أفنا لا يفضل المعنى على لفظهِ شيئاً، ولا اللفظ على المعنى ومن المداخلات مداخلة للأستاذ فؤاد نصر الله رئيس تحرير مجلة إبداعات، حيث شكر فيها كل الشعراء والنقاد والمشاركين في هذا الاحتفاء الجميل، الجدير بالذكر ان الحضور تمثل في بعض أعضاء منتدى ابن المقرب العيوني، وبعض أعضاء منتدى الكوثر الثقافي، إضافة إلى حضور بعض شخصيات المجتمع. وقد ساهم في التغطية الاعلامية في المنتدى الاعلامي / خالد السقا ابوفيصل الذي يبدع بحضوره في جميع المناسبات

مشاركة :