أكد مدير شرطة محافظة الجموم سابقا العميد متقاعد محمد عبد الله المنشاوي أن مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت من أكثر الوسائل التي استغلها الإرهابيون لدعم أفكارهم وتسهيل تواصلهم وتنفيذ أعمالهم. وشدّد المنشاوي في حديث خصّ (الجزيرة أونلاين) إنهم اعتمدوا عليها كوسيلة إعلامية مفتوحة لا حدود لها لبث أخبارهم ودعاياتهم، وللتغرير بالآخرين وخاصة صغار السن ومن يمر بأزمات نفسية للانتماء إلى فكرهم المنحرف فاستفادت المنظمات الإرهابية كثيراً من التقدم التقني وأصبحت غير محدّدة لا بقيود الزمان ولا بقيود المكان، كما استغلّت هذه العصابات الإرهابية الإمكانيات المتاحة في وسائل الإنترنت في تخطيط وتمرير وتوجيه المخططات الإجرامية، وتنفيذ وتوجيه العمليات الإجرامية بيسر وسهولة، وكذلك في تجنيد المغرر بهم وتسميم أفكارهم وتوجيههم لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. وأوضح المنشاوي أنه يمكن النظر لمواقع التواصل الاجتماعي كمهدد للأمن الاجتماعي، وخاصة في المجتمعات المغلقة والشرقية، حيث أنّ تعرُّض مثل هذه المجتمعات لقيم وسلوكيات المجتمعات الأخرى، قد تسبب تلوثاً ثقافياً يؤدي إلى تفسخ اجتماعي وانهيار في النظام الاجتماعي العام لهذه المجتمعات. وقال إن هناك خطوات لحماية الأطفال والشباب من الانحراف تبدأ ليس بعد ولادتهم بل حتى قبيل اختيار شريكة الحياة وثاني تلك الخطوات: حسن تربيته وتنمية الوازع الديني فيه والتركيز على الرقابة الذاتية وان الله مطلع على جميع أفعالنا وتصرفاتنا، أما الخطوة الثالثة وهي عدم التطرف فنحن امة وسطا ويجب أن نتوسط في جميع أمورنا فلا نتطرف في المنع أو المنح، ولنأخذ مثلا موضوع الانترنت فهنا يجب أن لا نمنع أبنائنا تماما من استخدام الانترنت، ولا أن نسمح لهم باستخدامها بحرية كاملة دون رقيب أو حسيب، بل بفضل أن يكون الاستخدام بوجود احد الوالدين لمساعدتهم في معرفة مواقع السوء واجتنابها، والأمر صحيح مع القنوات الفضائية فمنعها ليس حلا خاصة في ظل انتشارها فالمنع وسيلة لزيادة الرغبة في الشيء ولكن السماح بمشاهدة قنوات محددة وبحضور الوالدين يساعد على تحليل وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي يحاول الآخرون غرسها في أبنائنا، بدلا من انجراف الأبناء إلى رفقاء السوء لمشاهدة واستخدام ما يتم منعه من الوالدين. وقال المنشاوي إن الحوار أفضل وسيل للإقناع وحضور الوالدين أمر مهم في تصحيح المفاهيم وتوضيح الرؤيا. أما الخطوة الرابعة فيمكن تلخيصها في الحرص وعدم التخوين، بمعنى انه يجب أن نراقب أبنائنا عن قرب، سرا وعلنا، لمعرفة تصرفاتهم وسلوكهم وتقييم المعوج منها وتنمية الصحيح فيها، بينما الخطوة الخامسة تتمثل في المثل الدارج من أمن العقوبة أساء الأدب، ولذلك يجب إن تكون هناك عقوبات محددة وواضحة لمن يخالف التعليمات ويقع في المحظور، وهذا لا يعنى إيقاع عقوبة بدنية قاسية بل يستحسن تدرج العقاب بدءً الشفهي مرورا بالحرمان من المزايا والمكافئات، وانتهاء بالعقوبات البدينة غير المبرحة، فالهدف ليست العقوبة أو الانتقام، بل التصحيح والإفهام.
مشاركة :