اختتمت أمس فعاليات النسخة الثانية والسبعون من المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية 2021، الحدث الفضائي الأبرز في العالم الذي استضافته منطقة الشرق الأوسط للمرة الأولى. وعلى مدى خمسة أيام، استقطب المؤتمر ما يزيد على 6,500 شخص من عشاق الفضاء والوفود الذين يمثلون أكثر من 110 دول، حيث كانت هذه النسخة التي حملت شعار «إلهام، ابتكار، واكتشاف لفائدة البشرية»، حافلة بالأحداث والاجتماعات وفرص التعاون، إلى جانب الإعلان عن الكثير من المستجدات والتحديثات والمزيد غيرها. وكان المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية قد انطلق في 25 أكتوبر، وجرى تدشينه بحفل افتتاح كبير بحضور الوفود ورؤساء وكالات الفضاء وبرلمانيين وشركات عارضة من جميع أنحاء العالم. وشارك في الحدث رواد فضاء من الإمارات العربية المتحدة وروسيا والولايات المتحدة. 90 شركة واشتملت نسخة هذا العام على برنامج مكثف تضمن عدداً من العروض التقديمية الفنية والجلسات النقاشية والاجتماعات الثنائية، كما شهد مشاركة رواد فضاء من الإمارات العربية المتحدة وروسيا والولايات المتحدة. وتم تخصيص يوم مفتوح لاستقطاب عامة الناس، إلى جانب تنظيم معرض على هامش المؤتمر جذب ما يزيد على 90 شركة عرضت منتجاتها وخدماتها المتخصصة من شتى أنحاء العالم، إضافة إلى مشاركة 46 شركة لأول مرة. وأعلن مركز محمد بن راشد للفضاء التوصل إلى علاقات شراكة مع كل من «تاليس ألينا سبيس» Thales Alenia Space و«إيرباص» Airbus و«سبيس إكس» SpaceX والمكتب الأممي لشؤون الفضاء الخارجي (UNOOSA) ووكالة الفضاء الأوروبية «إيسا». وأتاح المؤتمر فرصة سانحة للمركز لتقديم المزيد من التحديثات حول مشروع القمر الاصطناعي (MBZ-SAT)، حيث يشارك من خلاله بنشاط مع الشركات الإقليمية، في إطار مسعى طموح لبناء مركز محلي للشركات المتخصصة في تصنيع المنتجات والتجهيزات الفضائية. وفضلاً عن ذلك كله، نظم المركز جلسة مباشرة مع أعضاء طاقم مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء (المهمة رقم 1)، وقدم خلالها شرحاً حول هذه المهمة التي تتواصل لمدة ثمانية أشهر، والتي سيتم إجراؤها في المجمع التجريبي الأرضي بمعهد الأبحاث الطبية والحيوية بأكاديمية العلوم الروسية في العاصمة موسكو، اعتباراً من 4 نوفمبر 2021. وأعلنت مؤسسات دولية مختلفة عن شراكات في هذا الحدث، ومنها الإعلان الصادر عن «بلو أوريجين» Blue Origin و«بوينغ» Boeing و«سييرا سبيس» Sierra Space بالتعاون مع شركاء آخرين، لبناء بؤرة استيطانية تجارية خارج الأرض تسمى «الحيد المداري» Orbital Reef، حيث من المقرر بدء تشغيل هذا المشروع في أواخر العقد الحالي. وفي الوقت نفسه، وقعت مجموعة «إيدج» الإماراتية مذكرة تفاهم مع «لوكهيد مارتن» الأميركية، الشركة العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا، لاستكشاف آفاق الشراكة الصناعية في قطاعي الطيران والدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة. وأعلنت شركتا «لوكهيد مارتن» و«نانوراك» عن عزمهما لبناء محطة فضائية ستحمل اسم «ستارلاب». وخلال الحدث، أعلنت دول أخرى أيضاً عن مشاريع وعلاقات تعاون، وكان من أبرزها توقيع وكالة الفضاء البولندية على اتفاقيات «أرتميس» التابعة لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، لتنضم بذلك إلى قائمة متزايدة من الموقعين الذي أخذوا على عاتقهم مسؤولية التعاون في أجل الاستكشاف السلمي والآمن للقمر. وكان البرنامج التقني الشامل للمؤتمر الدولي للملاحة الفضائية 2021 ثرياً في محتواه، بعد أن تم اختياره بدقة من قبل المجموعة التوجيهية للجنة البرنامج الدولي للمؤتمر. وتضمن البرنامج 183 جلسة فنية، و1442 متحدثاً مسجلاً، و18 جلسة خاصة، و12 كلمة رئيسية، وما يزيد على 150 عرضاً تقديمياً تفاعلياً. تعزيز الريادة وقال يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: «نعرب عن فخرنا لاستضافة أول مؤتمر دولي للملاحة الفضائية في الوطن العربي وتنظيمه هنا في إمارة دبي. ومن خلال العمل المشترك والانفتاح والاحترام والتسامح إزاء المواقف المتنوعة للآخرين، فقد كانت نسخة هذا العام مفيدة للغاية، كما أسهمت في تعزيز الريادة والإبداع والتعاون العالمي في العديد من المجالات والشراكات في قطاع الفضاء. ومع استمرارنا في البناء على الأفكار التي تمخضت عن نسخة هذا العام من المؤتمر، ستواصل دولة الإمارات العربية المتحدة مسيرتها الهادفة إلى تعزيز مستقبل قطاع الفضاء لصالح البشرية». وقال سالم المري، نائب المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، رئيس اللجنة المحلية المنظمة للمؤتمر الدولي للملاحة الفضائية 2021: «في الوقت الذي نعلن فيه عن اختتام أول مؤتمر دولي للملاحة الفضائية يقام في منطقتنا العربية، فإننا نجمع على حقيقة ما اشتمل عليه من فعاليات مهمة، ولاسيما أننا شهدنا على مدار الأيام الخمسة الماضية تنظيم الجلسات النقاشية وطرح الأفكار السباقة التي تركز على هدفنا الجماعي المتمثل في جعل صناعة الفضاء أقوى وأكثر شمولاً، لتكون قادرة على الاستجابة للاحتياجات الحالية والتطلعات المستقبلية للبشرية جمعاء. إننا على يقين تام من أن المناقشات وتبادل الأفكار لن تتوقف هنا مع اختتام النسخة الحالية من المؤتمر، لكننا نعرب عن سعادتنا التامة لتوفير هذه الفرصة وإطلاق العنان لهذه المناقشات. ويطيب لنا أن نتقدم بأطيب أمانينا لمدينة باريس التي ستستضيف النسخة القادمة من المؤتمر، كما نتقدم بشكرنا الجزيل للجميع على مشاركتهم في هذا الحدث الاستثنائي». علم الاتحاد قدم يوسف حمد الشيباني وسالم المري، وعدنان الريس، مدير برنامج المريخ 2117 في مركز محمد بن راشد للفضاء، وعائشة الملا، الرئيس المشارك للجنة المنظمة المحلية للمؤتمر، مدير المشروع، المدير بالإنابة لإدارة الاتصالات المؤسسية في مركز محمد بن راشد للفضاء، وغريبة سالم، مدير مشروع المؤتمر، اختصاصية قسم تطوير الأعمال في مركز محمد بن راشد للفضاء، عَلَم الاتحاد إلى ليونيل سوشيه، رئيس اللجنة المنظمة المحلية لنسخة المؤتمر 2022 من باريس المدينة المستضيفة لنسخة العام القادم، بحضور باسكال إرينفروند، رئيس الاتحاد الدولي للملاحة الجوية، وكريستيان فايتشنجر، المدير التنفيذي للاتحاد.
مشاركة :