الرياض – (العربية نت) و(الوكالات): قتل 13 شخصا بينهم طفل في هجوم صاروخي شنّه المتمردون اليمنيون واستهدف منزل زعيم قبلي موال للحكومة المعترف بها دوليا جنوب مدينة مأرب الاستراتيجية، حسبما أفادت مصادر عسكرية وطبية لوكالة فرانس برس امس الجمعة. وقال مسؤول عسكري حكومي إن «صاروخا باليستيا حوثيا استهدف منزل الشيخ عبداللطيف القبلي في الجوبة (جنوب مأرب) مساء الخميس الماضي خلال اجتماع مع زعماء قبائل يقاتلون إلى جانب الحكومة». وأضاف ان «13 شخصا بينهم طفل قتلوا في الهجوم»، في حصيلة أكّدها مصدر طبي في المنطقة. ومأرب، عاصمة المحافظة الغنية بالنفط التي تحمل الاسم نفسه، هي آخر معقل للحكومة المعترف بها دوليًا في شمال البلد الغارق في الحرب. وبحسب المسؤول العسكري، قُتل في الهجوم الصاروخي أربعة من زعماء القبائل، مشيرا إلى أنّ الجوبة تشهد معارك محتدمة منذ أيام. وكتب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني على تويتر إن ما لا يقل عن 12 شخصًا قتلوا في الهجوم بينهم اثنان من أبناء الشيخ القبلي الذي بقي مصيره مجهولا. ويشن التحالف الذي تقوده السعودية دعما للحكومة اليمنية الشرعية حملة جوية شرسة منذ اكتوبر لمنع المتمردين من الوصول إلى مدينة مأرب. من جانب آخر، خاضت قوات الجيش اليمني، امس الجمعة، معارك عنيفة لدحر مليشيات الحوثي في مختلف الجبهات القتالية جنوب وغرب محافظة مأرب شمال شرقي البلاد. وأفشلت قوات الجيش والمقاومة الشعبية هجمات للانقلابيين في جبهات القتال جنوب محافظة مأرب، تكبّدت على أثرها المليشيات خسائر بشرية ومادية فادحة، وفق المركز الإعلامي للجيش. كما كسرت هجوماً للحوثيين في جبهة الكسارة غرب مأرب، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من عناصر المليشيات وتدمير آليات ومعدات قتالية تابعة لها. إلى ذلك شنت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، بالتزامن مع المعارك، عدة غارات جوية، مستهدفة تجمعات ومواقع متفرقة للمليشيات الحوثية جنوب وغرب مأرب، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الحوثيين وتدمير دبابة ومخزن ذخائر وثلاثة أطقم بما عليها من عتاد، بحسب المركز الإعلامي للجيش اليمني. يأتي ذلك بعد ساعات من تعامل قوات الجيش مع مجموعة من عناصر مليشيات الحوثي أثناء محاولتهم التسلل باتجاه مواقع عسكرية في جبهة الكسارة. وانتهت العملية، وفق مصادر عسكرية، بسقوط غالبية العناصر المتسللة بين قتيل وجريح، فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار. من جانبه ، طالب وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان اليمني، أحمد عرمان، المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل والفاعل لوقف التصعيد الحوثي ووقف قصف الميليشيات العشوائي المتكرر على الأحياء السكنية والأعيان المدنية في محافظة مأرب، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين بينهم نساء وأطفال، وتهجير أكثر من 10 آلاف أسرة خلال أكتوبر الحالي. وقال عرمان لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، امس الجمعة، إن «استهداف مليشيات الحوثي للمنازل والأحياء السكنية في مأرب وقصفها بالصواريخ وقذائف المدفعية، والتي كان آخرها الجريمة التي ارتكبتها أمس الأول الخميس باستهداف منزل الشيخ القبلي البارز عبداللطيف القبلي نمران في منطقة العمود بصاروخ باليستي، ما تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى، تعد جرائم حرب وانتهاكات صارخة للقوانين والمواثيق الدولية». يذكر أن مليشيات الحوثي تشن منذ فبراير 2021 هجمات على محافظة مأرب الاستراتيجية والغنية بالنفط، رغم التنديدات الدولية التي حذرت من المخاطر الهائلة، التي تهدد آلاف النازحين الذين لجأوا إلى مأرب هرباً من الصراعات في بقية مناطق البلاد. ولطالما اعتُبرت مأرب بمثابة ملجأ للكثير من النازحين الذين فروا هربا من المعارك أو أملوا ببداية جديدة في مدينة ظلت مستقرة سنوات، ولكنهم أصبحوا الآن في مرمى النيران في ظل تصاعد القتال للسيطرة عليها. وتشير الحكومة إلى وجود نحو 139 مخيّما في مدينة مأرب والمحافظة التي تحمل الاسم ذاته، وقد استقبلت نحو 2.2 مليون نازح.
مشاركة :