أحمد بوعسلي لـ«أخبار الخليج»: الشباب البحريني شغوف ويؤمن بالعمل الجماعي تختتم اليوم 30 أكتوبر الجاري فعاليات النسخة السابعة من برنامج القيادات الشابة الذي نظمه المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في البحرين بالتعاون مع وزارة شؤون الشباب والرياضة ومجموعة من منظمات المجتمع المدني خلال الفترة من أغسطس إلى أكتوبر بهدف رفع قدرات الشباب والمساهمة في إحداث التغيير في البيئة المحيطة بهم. «أخبار الخليج» التقت أحمد بوعسلي «مبعوث الشباب للتنمية» أحد المشرفين على تنفيذ البرنامج الذي تحدث قائلا: إنه انخرط قبل عامين في برنامج «مبعوثي الشباب للتنمية» بموجب اتفاقية بين مركز الشباب العربي والمكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتأهيل 11 شابا من الدول العربية للتعاون مع الأمم المتحدة في دعم قضايا التنمية المستدامة، مشيرا إلى انه حرص على المشاركة في هذا البرنامج ايمانا منه بأهمية تحقيق الاستدامة في دول الخليج العربي وحجم التحديات والفرص المتاحة أمام هذه الدول. وأضاف أنه حصل من خلال المكتب الإقليمي للبرنامج الانمائي على فرص تدريب وتأهيل مختلفة لرفع القدرات التي تركزت على التعامل مع فئة الشباب ثم بدأ تفعيل ما تعلمه من خلال انخراطه في برنامج القيادات الشابة، وهو أحد البرامج التي أطلقها المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2015 لبناء أكثر الشبكات ديناميكيةً في المنطقة التي تعمل على تلاقي الشباب والابتكار والتنمية المستدامة، حيث يعمل البرنامج على الاستثمار في الشابات والشبان في جميع أنحاء المنطقة العربية لإطلاق إمكاناتهم ليصبحوا مبدعين اجتماعيين وقادة ومفكرين وقوة للتغيير في مجتمعاتهم وبلدانهم وفي المنطقة على وجه العموم. وتابع قائلا: نحن نعمل بالتعاون مع وزارة شؤون الشباب والرياضة لتفعيل البرامج المرتبطة بالشباب، ويحرص البرنامج الإنمائي على التعاون مع الجهات الحكومية في مختلف البرامج التي ينفذها، مضيفا أن دورنا من خلال مكتب البرنامج الإنمائي في البحرين نقل رؤية الاستراتيجية العالمية للشباب 2030 إلى المملكة، بمساعدة خبراء الأمم المتحدة، حيث نستقي الأفكار من المكتب الإقليمي ونطوعها وفقا لاحتياجات الشباب البحريني. وأضاف أن برنامج القيادات الشابة في نسخته السابعة يرفع شعار إحداث التغيير من الداخل، ويركز على الصحة الشاملة والنفسية، حتى يكون صانع التغيير قادرا على معرفة ذاته وتوجهاته في الحياة وتطلعاته إلى التغيير. وأشار إلى أن البرنامج كان منصة فعالة للجمع بين الجهات الحكومية مع منظمات المجتمع المدني، حيث تعتبر وزارة شؤون الشباب والرياضة شريكا رئيسيا لبرنامج القيادات الشابة، وانضم الى هذه السنة ممثلو الشركاء المحليين الفاعلين من ايزك البحرين، المبرة الخليفية، نادي روتاراكت البحرين، جمعية أيادي الإغاثية، جلوبل شايبرز المنامة، بالإضافة إلى خريجتين من البرنامج في نسخته السابقة، من أجل طرح وتصميم وتطوير البرنامج ليتناسب مع موضوع هذا العام. ولفت بوعسلي إلى أن البرنامج الذي استغرق شهرين، في البداية يتم تعريف المشاركين من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و30 سنة، بالموضوعات والتحديات التي تواجه مملكة البحرين، ثم تم تقسيمهم إلى 7 فرق يعملون على فكرة مبتكرة سواء اجتماعية أو بيئية من اختيارهم تناسب موضوع العام الحالي، ثم يقومون بصياغة المشاريع والحلول لكل فكرة، ثم يتم عرض هذه المشاريع على لجنة تقييم تضم ممثلي الجهات المشرفة على البرنامج. وتطرق إلى أنهم يحرصون من البداية على عدم تقييد أفكار الابتكار الاجتماعي، وذلك حتى يمكننا من مساعدة الشباب في فهم التحديات بصورة شاملة وتأثيراتها، على سبيل تغير المناخ والكربون والبيئة الصحراوية وكيفية توصيل هذه التحديات للمجتمع المحيط بهم، لافتا إلى أن كل فريق يقوم بإجراء البحوث حول فكرته ويلتقي بالخبراء والمواطنين والمقيمين في المملكة للوصول إلى التصور الشامل لها. وأوضح أنه قدم محاضرة للمشاركين حول آلية التفكير النظمي والتي تساعد الشباب في التعرف على التحديات والأفكار بشكل منظم، مشيرا إلى أنهم اعتمدوا منهجية جديدة هذا العام تقوم على سرد القصص حول فكرة التحدي والابتكار في مواجهته، لجذب المجتمع له، حيث يمكن ذلك من خلال شخصية معينة تطرح المشكلة والحلول أمام المتلقين. ونوه بفريق المدربين والخبراء الذين قدموا كل التسهيلات أمام الفرق المشاركة في هذه النسخة، ومنهم خبراء في الصحة الشاملة. وكشف بوعسلي عن أنه سيتم اختيار 3 فرق فائزة سوف تحصل على تدريب وإرشاد إضافي مدة شهر قبل المشاركة في المنتدى الإقليمي لبرنامج القيادات الشابة، والذي سيقام هذا العام عبر الاتصال المرئي «عن بعد» بسبب جائحة كورونا، وستكون هناك محطات للتواصل بين الشباب من مختلف الدول، ومساعدتهم في التعرف على التحديات التي تواجه المنطقة، كما يوفر هذا المنتدى الفرصة أمام الشباب البحريني لشرح أهم تحديات والابتكارات المطلوبة للمملكة أمام بقية دول المنطقة. وحول التعامل مع جائحة كورونا، قال بوعسلي إننا حرصنا على الاستفادة من التقنيات التكنولوجية في استمرارية البرنامج وخلق التفاعل بين الشباب، لأننا نؤمن أن البرنامج يقوم على الشراكة بين المدرب والمشارك في البرنامج، منوها بدور المكتب الإقليمي للبرنامج الإنمائي في توفير البرامج التدريبية حول برامج الاتصال المرئي التي تسهم في خلق التفاعل. وأوضح أن الجائحة أسهمت في تبني الشباب أفكارا جديدة حول التحديات الحقيقية في البحرين، حيث تركزت مشاريع العام الماضي حول كيفية التعلم عن بعد، مشيرا إلى أن الجائحة أسهمت أيضا في بروز أهمية الصحة النفسية التي لم يكن من المألوف التحدث عنها في مجتمعاتنا العربية في السابق، وهو الأمر الذي تم التركيز عليه في النسخة الراهنة من برنامج القيادات الشابة، كما لاحظنا أن هناك رغبة شبابية كبيرة هذا العام في العمل الجماعي، والبعض يتبنى مواجهة التحديات في البحرين عبر تشارك الشباب معا، ايمانا منهم بأن أهداف التنمية المستدامة لن تتحقق من دون تعاون كل دول العالم. وحول قياس تأثير نجاح البرنامج، كشف أحمد بوعسلي عن أنه شارك في اعداد تقرير حول قصص النجاح المتحققة بين الشباب بعد انخراطهم في البرنامج خلال السنوات الماضية، واكتشفنا أن البرنامج أسهم في تغيير أسلوب تفكير كثير من الشباب بشأن التحديات، وأصبحوا أكثر تفاعلا مع قضايا المجتمع، وحققوا نجاحات على المستوى الفردي. ولفت إلى أن الكثير من الأجيال الجديدة باتت منشغلة بالتعليم سواء الأكاديمي أو المهني، أو التعلم من الحياة، وكذلك هناك اهتمام بالصحة النفسية والبيئة، مضيفا أن الشباب والشابات في البحرين حاليا يمتلك أفقا واسعا ولديهم اطلاعا واهتماما لافتا بقضايا التنمية المستدامة. وأكد بوعسلي أن الشباب البحريني لديه شغف قوي ويرغبون في إحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم، وهذا التغيير ليس بعيدا عن وجهة نظر المجتمع، كما أنهم يؤمنون بالعمل الجماعي والتكاتف من أجل مواجهة التحديات التي يتأثر بها الجميع، مشيرا إلى أنهم حريصون على التعاون لتحقيق التنمية المستدامة، ويفكرون بصورة خارج الصندوق في كثير من القضايا، ويحتاجون بعض من التهيئة والتوجيه فقط. وجدد تأكيده على دور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في خلق المنصات التي تجمع بين الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، منوها باتفاق البرنامج الإنمائي ومبرة عبدالرحيم الكوهجي التي تحرص على دعم ابتكارات الشباب، لافتا إلى أن الأمم المتحدة توفر الخبراء والمتخصصين في جميع المجالات بما يسهم في بناء ورفع القدرات لدى المشاركين في برامجها المتعلقة بالتنمية المستدامة، وبما يسهم في نقل الأفكار العالمية إلى الواقع المحلي. كما أشاد بتعاون وزارة شؤون الشباب والرياضة مع الأمم المتحدة في جميع الفعاليات، منوها باهتمام الحكومة البحرينية وبرنامجها بالتنمية المستدامة. وأعرب بوعسلي عن سعادته بتجربته مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على مدار عامين، ساعدته في نقل تعليمه الأكاديمي إلى أرض الواقع، وفي نفس الوقت تعرفت على الشباب بصورة أكبر والمشكلات التي تواجههم وكيفية تفكيرهم، كما وفرت له التجربة التعرف على عدد كبير من الشباب من مختلف دول المنطقة العربية. ومع اقتراب انتهاء مهمته كمبعوث شبابي للتنمية، دعا بوعسلي الشباب إلى المبادرة للالتحاق بهذه الفرصة لمواصلة العمل على تمكين الشباب والانخراط في كل البرامج التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وضمان استدامة التطوير لهذه الفئة.
مشاركة :