مصر تدخل على خط أزمة السودان

  • 10/30/2021
  • 20:03
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

فيما تصاعدت وتيرة الأحداث واشتعلت المظاهرات مجددا في السودان، دخلت الجارة مصر على خط الأزمة في السودان، وبدأت وساطة من خلف الكواليس لتهدئة الأوضاع وتشكيل حكومة جديدة، بعد فرض حالة الطوارئ من قبل القوات المسلحة.وتسعى أطراف إقليمية ودولية عدة إلى دفع قيادة الجيش السوداني على تشكيل حكومة مدنية أو إعادة حكومة عبدالله حمدوك مع إجراء بعض تعديلات لاستكمال خارطة الطريق، والخروج من المأزق الذي تعيشه البلاد. ونقلت وكالة رويترز الإنجليزية عن مصدر أمني في المخابرات المصرية، بأن مسؤولين بمن فيهم رئيس المخابرات عباس كامل تحدثوا مع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، ومحمد حمدان دقلو خلال اليومين الماضيين في محاولة لاستعادة الهدوء والتوسط في تشكيل حكومة جديدة.ولفتت رويترز إلى أن أحد الوزراء في الحكومة المنحلة أكد أنهم لا يعارضون التنحي عن مناصبهم، شرط أن يشكل حمدوك بمفرده الحكومة المقبلة.حمدوك جاهزوبالتوازي مع الوساطة المصرية، تشكلت في الخرطوم، لجنة من الشخصيات الوطنية للقيام بجهود الوساطة، وعقدت اللجنة اجتماعات عدة مع الجيش والمدنيين، من أجل الخروج من الأزمة والوصول إلى حل سياسي.وكشفت مصادر لقناة (العربية) أن رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك مستعد للتفاوض بشأن تشكيل حكومة جديدة شريطة أن يتراجع الجيش عن الإجراءات التي اتخذت الاثنين الماضي، والإفراج عن المعتقلين.وتشير المصادر إلى أن المواقف المتضاربة تشير إلى صعوبة التوصل سريعا لاتفاق ينهي الأزمة، إذ قال الجيش للوسطاء «إنه لن يفرج سوى عن المحتجزين الذين لا يواجهون اتهامات جنائية في تكرار لتصريحات أدلى بها البرهان هذا الأسبوع».عودة حمدوكوألمح قائد الجيش عبدالفتاح البرهان إلى فرص العودة لعبدالله حمدوك على رأس الحكومة، وقال في خطاب أمس الأول «الليلة دي أرسلنا له ناس وقلنا له... كمل معانا المشوار»، مضيفا «أرسلنا ناس يتفاوضوا معه وما زال لدينا أمل»، وتابع «قلنا له احنا نضفنا لك الميدان الآن... وأنت حر في تشكيل الحكومة، ولن نتدخل إطلاقا».وكرر في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك» أمس قوله «إن الحكومة الجديدة سيقودها تكنوقراط، ولن نتدخل في اختيار الوزراء»، كما أوضح أن «رئيس الوزراء الذي سيتوافق عليه من مختلف قطاعات الشعب السوداني، سيختارهم، ولن نتدخل في من يختاره».وذكر أن حكومة عبدالله حمدوك عجزت عن معالجة الأزمات في البلاد، لافتا إلى أن إبعاد رئيس الحكومة عن منزله في بداية الحراك كان بسبب وجود معلومات حول استهدافه.وتابع البرهان «الحكومة فشلت في التوافق على قيام المجلس التشريعي وقيام حكام الولايات وفشلت حتى في احتواء القوى السياسية».ليس انقلاباونفى البرهان، أن تكون القرارات التي اتخذها قبل أيام، والتي شملت حل مجلسي السيادة والحكومة الحاكمين للفترة الانتقالية، بمثابة انقلاب عسكري، معتبرا أنها «تصحيح للمسار».وقال «من يظن أن هذا انقلابا فهو غير صادق، لأننا موجودون بالسلطة، وإذا كان هناك انقلاب كنا لنتغير نحن أيضا، ولكن ما حدث تصحيح للمسار والعملية الانتقالية».وحول الانتقادات الدولية لتحركاته الأخيرة، أضاف البرهان أنه توقع مثل هذه الردود لأن الإعلام جزء كبير منه غير صادق وغير أمين، ينقل وقائع وحقائق لا ينظر إليها العالم.وأوضح أن الإعلام كان مضللا، مشيرا إلى أن كثيرا من الحقائق غير معلومة للناظر إلى الخريطة السياسية السودانية.وحول مدى أهمية القرارات الأخيرة لاستقرار السودان، أجاب بأنه «بالنظر للخريطة السياسية والاجتماعية، كان بها خلل كبير في مسار الفترة الانتقالية، حيث عجزت خلالها الأحزاب المكونة للائتلاف، عن التوافق على أي من موضوعات الساعة».إغلاق الخرطوموأغلقت غالبية المحلات التجارية أبوابها في العاصمة السودانية الخرطوم أمس، خشية وقوع أعمال عنف، بعدما دعت المعارضة إلى تظاهرات، وقال شهود عيان «إن الأجهزة الأمنية انتشرت بكثافة لتأمين المنشآت والمواقع الهامة، بعد أيام من إعلان الجيش السوداني حل مجلسي الوزراء والسيادة، سبقه اعتقالات طالت سياسيين ينتمون لأحزاب كانت تحكم السودان خلال الفترة الماضية، بحسب موقع السودان الآن الإخباري، وذكرت المصادر أن خدمات الانترنت مقطوعة بشكل كلي منذ إيام.وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن دعم بلاده للمواطنين السودانيين في سعيهم لتحقيق الديمقراطية، وقال «إن الولايات المتحدة تواصل دعم الشعب السوداني في كفاحهم السلمي لتحقيق الديمقراطية»، وأضاف بلينكن «إن قوات الأمن السودانية يجب أن تحترم حقوق الإنسان.. أي عنف ضد المتظاهرين السلميين غير مقبول».تحذير من العنفودعت وزارة الثقافة والاعلام في حكومة عبدالله حمدوك السابقة أمس، منسوبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية السودانية إلى الامتناع عن استخدام العنف تجاه المواطنين الرافضين لتقويض الانتقال الديمقراطي والإجراءات التي أعلنها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، وشملت حل مجلسي السيادة والوزراء، وفرض حالة الطوارئ.وقالت الوزارة في بيان «نجدد دعوتنا إلى جماهير الشعب السوداني، وصناع ثورة ديسمبر المجيدة، للتمسك بالسلمية التي عرفوا بها، والتعبير بأدواتهم المجربة لإعادة مسار ثورتهم من الانقلابيين».وأكدت أن الذهاب في سيناريو العنف، سيرتد على الذين يقفون خلفه، وشعبنا الذي هزم النظام البائد الاستبدادي قادر على هزيمة كل آلات القتل والترويع، ومواصلة تحقيق حلمه بوطن ديمقراطي حر.

مشاركة :