حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من ارتفاع قياسي للغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي مجددا مقارنة مع الرقم الذي تحقق في العام الماضي، مشددة على أن معدل الزيادة السنوي أعلى من المتوسط خلال الفترة 2011-2020، وهو ما استمر خلال العام الحالي.. صرح بذلك د. هشام عبدالغني موسى مدير المكتب الإقليمي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في المنطقة العربية. وأضاف أن نشرة غازات الاحتباس الحراري الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية كشفت أن تركيز ثاني أكسيد الكربون وهو أهم غازات الاحتباس الحراري بلغ 413.2 جزءا في المليون في عام 2020 ويمثل نسبة 149 في المائة من مستوى ما قبل الحقبة الصناعية، وبلغت نسبة الميثان 262 في المائة، ونسبة أكسيد النيتروز 123 في المائة من المستويات في عام 1750، عندما بدأت الأنشطة البشرية في الإخلال بالتوازن الطبيعي للأرض. ولفتت النشرة إلى أن التباطؤ الاقتصادي الناجم عن جائحة كوفيد-19 لم يكن له أي تأثير ملحوظ على مستويات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي ومعدلات نموها، وإن كان هناك انخفاض مؤقت في الانبعاثات الجديدة، مؤكدة أنه طالما استمرت الانبعاثات فستستمر درجة الحرارة العالمية في الارتفاع، مشيرة في جانب ارتفاع درجات الحرارة إن هذا يعني حدوث المزيد من ظواهر الطقس المتطرفة، بما في ذلك الحرارة الشديدة وسقوط الأمطار وذوبان الجليد وارتفاع مستوى سطح البحر وتحمض المحيطات، وما يرتبط بذلك من آثار اجتماعية واقتصادية بعيدة المدى. وأشارت النشرة إلى القلق من أن قدرة النظم الإيكولوجية الأرضية والمحيطات على العمل كـ«بالوعات» قد تصبح أقل فعالية في المستقبل، مما يقلل قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتكون بمثابة حاجز ضد مواصلة الارتفاع في درجات الحرارة. وتبين النشرة أنه في الفترة من عام 1990 إلى عام 2020، زاد التأثير الإشعاعي -تأثير الاحترار على مناخنا- بسبب غازات الاحتباس الحراري الطويلة العمر بنسبة 47 في المائة، إذ شكّل ثاني أكسيد الكربون حوالي 80 في المائة من هذه الزيادة. وقال البروفيسور بيتيري تالاس الأمين العام لمنظمة الأرصاد الجوية إن نشرة غازات الاحتباس الحراري تتضمن رسالة علمية صارخة للمفاوضين بشأن تغير المناخ في مؤتمر الأطراف السادس والعشرين، وفي ظل المعدل الحالي للزيادة في تركيزات غازات الاحتباس الحراري، سنشهد زيادة في درجة الحرارة بحلول نهاية هذا القرن تتجاوز بكثير الزيادة المستهدفة التي حددها اتفاق باريس بأن تكون أعلى من مستويات ما قبل الحقبة الصناعية بمقدار يتراوح بين 1.5 درجة مئوية ودرجتين مئويتين.. فنحن بعيدون كثيراً عن المسار الصحيح. وتابع: «إن كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي خرقت القيمة البارزة البالغة 400 جزء في المليون في عام 2015، وبعد خمس سنوات فقط، تجاوزت 413 جزءاً في المليون، وهذا أكثر من مجرد صيغة كيميائية وأرقام على رسم بياني. ولهذا الأمر تداعيات سلبية كبيرة على حياتنا اليومية ورفاهيتنا، وعلى حالة كوكبنا، وعلى مستقبل أولادنا وأحفادنا». وتابع: «تضع العديد من البلدان حاليا أهدافا محايدة للكربون، ويؤمل أن يشهد مؤتمر الأطراف السادس والعشرون زيادة كبيرة في الالتزامات. وعلينا تحويل التزامنا إلى عمل سيكون له تأثير على الغازات التي تؤدي إلى تغير المناخ. وعلينا إعادة النظر في نظمنا الصناعية والخاصة بالطاقة والنقل وطريقة حياتنا ككل. والتغييرات المطلوبة ميسورة التكلفة اقتصاديا، وممكنة من الناحية التقنية. فليس هناك وقت نضيعه».
مشاركة :