ما هي أهم المهارات التي عليكم تلقينها لأطفالكم؟ وما هو العمر المثالي للبدء بذلك؟

  • 10/31/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هذا المقال بقلم شانون كاربنتر هو مؤلف كتاب "The Ultimate Stay-at-Home Dad"، وشارك في استضافة برنامج "Dadhouse Podcast". ويعيش مع عائلته في ولاية ميزوري الأمريكية. دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- علّمت ابنتي التي تبلغ من العمر 12 عامًا، كيفية تغيّير بطارية سيارة عند الساعة الثامنة مساء، في موقف للسيارات تابع لمحل بقالة.  إنها إحدى المهارات الكثيرة التي أرغب في أن تتقنها حتى تعرف كيف تتعامل مع موقف مشابه إذا تعرّضت له مستقبلًا. كما أريدها أن تتآلف مع محرّك السيارة. ويُدرك الأهل أن ثمّة الكثير من المهارات التي يُفترض تلقينها للأطفال، ولكن قناعتي هذه ترتبط بطفولتي. وعلّمني والداي كيفية غسل ملابسي، لكنّ أحدًا لم يشرح لي عن الصحة العقلية. كنا نتكتّم على مشاكلنا ونكتفي بالحديث عنها بين الأخوة، بالإضافة إلى الاعتقاد الصارم أنّ الرجال الحقيقيين لا يبكون. ولم يخبرني أحد عن الأمور المالية. وهذا ما قد يشرح لِمَ أخذت قرض سيارة بفائدة مرتفعة نسبتها 22%، عندما كنت في الرابعة والعشرين من عمري. وما يزيد الأمر سوءًا بالنسبة ليّ أنّ والديّ يعملان في مجال المحاسبة. واليوم، في الأربعين من عمري، أشعر بغصّة كلّما تذكرت ذلك. وهناك الكثير من المهارات التي نريد تلقينها لأطفالنا مثل إصلاح السيارة، والأمور المالية، والطبخ، والصحة العقلية، وقد تبدو لنا صعبة في غالبية الأحيان. وأحيانًا كثيرة نتساءل: ما هي المهارة التي يمكنهم اكتسابها بأنفسهم؟ وكم من الوقت نحتاج حتى نعلّمهم إيّاها، ومتى نتراجع لنفسح لهم فرصة اكتسابها من خلال تجربتهم؟ وأواظب على تدريس مهارات الحياة هذه لأطفالي الثلاثة منذ سنوات. ولم أوزّع الأعمال وفقًا للجندر، إذا قال لي مرة شخص ذكي: "لا تهتم أطباق الطعام بنوع الجنس". لذا، حرصت على إعطاء أولادي، ذكورًا وإناثًا الأسس التي يحتاجونها حتى يصيروا بالغين مستقلين. ولا تخف لأنك لم تبدأ باكرًا بتعليم أولادك، لأنّي اكتشفت من خلال تجربتي أنّ السنّ المثالية هي المرحلة المتوسطة من المدرسة. أمّا المهارات التي عملت على أن يكتسبوها فهي: مهارات الحياة تبدأ في المنزل Credit: Maria Sbytova/Adobe Stock بدأت في سنّ مبكرة بتدريب أطفالي على القيام بالأعمال المنزلية، لأنّني رفضت إرسال أيّ منهم إلى الحياة من دون أن تكوت لديهم القدرة على العناية بأنفسهم بالحد الأدنى. وبدأنا بمهام صغيرة، مثل تعليمهم كيف يحضرون البيض، أو يضعون الملابس في الغسالة. ومن خلال تعريضهم البسيط لهذه المهمات، تمكّنوا من التآلف مع هذه الأعمال، واكتساب مهارة، وتحقيق الثقة. ولا تقلق إذا لمست تراجعًا، أو افتقارًا في الحماسة. فالمواظبة والصبر، هما المفتاح، فالتزم بهما. وبعد مرور سنوات في هذه التجربة، صار بإمكان ابني البالغ من العمر 13 عامًا إعداد طبق بسيط. كما أنّه مسؤول عن تحضير طعام العشاء ليلة كل أحد، مع ما يتضمّن ذلك من تخطيط، وشراء المواد اللازمة، وإعداد الطعام. أما ابنتي التي تبلغ من العمر 15 عامًا، فهي مسؤولة عن إطعامنا ليلة السبت، كما تساعدني في صيانة السيارة. وكلّ من أطفالي الثلاثة مسؤول عن غسيله. وتناصر جيسيكا لاهيي، مؤلفة كتاب "هبة الفشل" (The Gift of Failure) تعليم أطفالنا الاستقلالية، لأنّ ذلك سيساعدهم في الانخراط بالأعمال التجارية في حياتهم، وتعلّم كيف يتحولون إلى أشخاص كفوئين. ولفتت لاهيي إلى أنهم بذلك يتعلمون كيفية حلّ مشاكلهم والتعامل مع فشلهم. كل شيء يتّصل بالفواتير ويمكن أن تكون الأمور المالية إحدى الأمور التي يحظّر التطرّق إليها من قبل العديد منكم، على غرار قرض السيارة ذات الفائدة المرتفعة الذي أخذته. ويصعب عليّ تلقين هذه المهارة لأنّي لا أتقنها. لكن من المهم أن يكون هناك محو أمية مالية، والتأكد من اكتساب الأطفال لذلك. وفي هذا الصدد، قالت المديرة التنفيذية لائتلاف "Jump$tart Coalition" لورا ليفين، إنّ لمحو الأمية المالية تأثيرًا طويل الأمد حين يتعلّم الأهل والأطفال معًا ذلك. ونصحت ليفين، على غرار لاهيي، بالبدء بأعمال صغيرة ومراقبة أداء الأطفال في الصفوف المتوسطة، إذ قالت: "تدريبهم باستخدام تطبيق، أو بطاقة ائتمان طلابية. والتعليم من مستوى ابتدائي، مع الحفاظ على السلامة، وإدراكهم لتداعيات تصرفاتهم، كلها أمور مهمة"، موضحة: "حتى تلفت انتباه طفلك، تأكّد أنه معني بحديثك الذي يحاكيه بطريقة ما، بحيث بإمكانه التماهي مع المثل الذي تقدّمه". وهناك أعمال جوهرية عليهم القيام بها لأنها متوقعة منهم كأفراد من العائلة. لكن هناك أعمال مدفوعة لدى القيام بها حول المنزل، مثل تنظيف مرآب السيارة، أو تنظيف سيارة الوالدة بعد أسبوع طويل من العمل. ويمكن للطفل جمع المال لتمويل عطلته. هم أحرار بصرف هذا المال كما يشاؤون، ولكنه تبيّن لي أنهم عندما يكون لديهم مالهم الخاص، يُصبحون أكثر اقتصادًا، فضلًا عن أنه يمكننا تنمية عادات الادّخار التي سترافقهم عند البلوغ. تعليم إدارة الصحة العقلية Credit: Adobe Stock وأخيرًا، على غرار الأمور المالية، يواجه العديد من الأهالي وقتًا عصيبًا عند التحدث عن الصحة العقلية، ولا يتناولون الموضوع إلا عندما يبلغون مستوى الأزمة، ولكن تعلّم إدارة صحتنا العقلية مهارة حياة لا يمكنني تجاهلها. ويمكن لهذه المهارة التأثير على أي مجال في حياة الأطفال مثل: الاهتمام بنظافتهم الشخصية، وإدارة أموالهم على نحو مسؤول. كيف نبدأ بإثارة هذه المواضيع؟ هناك جواب بسيط لكن تطبيقه صعب. نخبر الأطفال عن الصحة العقلية عندما نتحلى بالصدق معهم، ونظهر لهم معاناتنا. ونستهل الموضوع من خلال إعطاء أمثلة صغيرة يسهل فهمها. لكن نريهم أنه لا بأس في أن نتمتع بالهشاشة، وأنهم ليسوا وحدهم. وننطلق من ذلك حتى نعالج الصحة العقلية مثلما نعالج الصحة الجسدية. وبعد التحدث إلى الكثير من الآباء، أشار غالبيتهم إلى أنّهم يوجّهون أبناءهم من خلال إعطائهم أمثلة. ما يعني أن نقوم بفحص صحتنا العقلية بأنفسنا وأن نتحلى بالصدق مع من يحيطون بنا.

مشاركة :