أكد مشاركون في الملتقى الحواري الرابع (الملك.. القائد.. الإنسان) أن التطلعات والتوجيهات الملكية السامية تعبّر عن منهجية استشرافية بعيدة المدى في التخطيط الاستراتيجي الحكيم، استطاعت أن تأخذ بالمملكة إلى آفاق رحبة من التطوّر والتميّز في قطاعات التعليم والصحة والإسكان والمجتمع والاقتصاد. مؤكدين أهمية المشروع الإصلاحي لجلالته كمرتكز أساسي تنبثق منه جميع القوانين والتشريعات المتطورة والخطط والبرامج الرائدة في المجالات كافة. وشارك في الملتقى الذي نظمة مجلس النائب ابراهيم النفيعي، أمس، عدد من المسؤولين والنواب والدبلوماسيين والتجار والشخصيات، إذ استعرضوا الانجازات التي حققتها المملكة على الاصعدة والمجالات كافة، وركّز على نجاحات المملكة الباهرة في المجال الصحي خلال جائحة كورونا. وأشار المتداخلون خلال الملتقى الى النقلة التشريعية للمملكة، ومنها قانون العدالة الإصلاحية وقانون العقوبات البديلة، والتي تعكس مدى حرص جلالة الملك المفدّى في الدفع قدما لتطور وازدهار المملكة على الاصعدة والمجالات كافة. كما تضمنت الفعالية جلستين منفصلتين، تناولت الجلسة الاولى مداخلات من عدد من الشخصيات المهمة، وهم الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار، والدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، الى جانب المستشار مال الله الحمادي ممثل المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان. وفي مداخلتها تطرقت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة الى الجهود الكبيرة التي يبذلها الفريق الطبي في مواجهة جائحة كورونا، معتبرة أن الهدوء الذي رافق فترة الجائحة هو هدوء محفز لإعادة جدولة استراتيجيات الثقافة، مبينة الحرص على طرح افكار ومبادرات تتلاءم مع خصوصية هذه الفترة مبينة مدى حرص الهيئة على الحفاظ على الإرث الحضاري والتراثي والثقافي في مملكة البحرين. كما استعرضت عددا من المبادرات، منها مبادرة (ضوء على) التي تهدف لعرض قطعة من القطع التراثية من مخازن المتحف، كما بيّنت الشيخة تميز مملكة البحرين في التعبير الثقافي بدليل تسجيل 3 مواقع بحرينية ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وختمت حديثها بتقدير دعم صاحب الجلالة للقطاع الثقافي، الى جانب حرص الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار على رفع اسم المملكة أمام العالم وفي جميع المحافل. من جانبه، أكد الدكتور مصطفى السيد على استراتيجية رعاية الأيتام ودعمهم في سبيل خلق أعضاء فاعلين في المجتمع لخدمة الوطن، كما تطرق الى دور جلالة الملك في تخليد العمل الانساني والاهتمام بملف التعليم. وأكد أن العمل جارٍ على تضمين مبادئ العمل الإنساني في كتاب خاص سيدرس في البحرين ومصر، مع الاهتمام بالحوار والتفاهم وإيجاد الحلول والحرص على عمل الخير ونشر ثقافة العمل من أجل الإنسانية. واستعرض تجارب المؤسسة الملكية في رعاية الأيتام والأرامل والمساعدات الإنسانية والاجتماعية، بما في ذلك المساعدات الخارجية والعمل الإنساني خارج الحدود، منها على سبيل المثال لا الحصر تخصيص 8 ملايين لصالح غزة، والتي ضاعفها جلالة الملك إلى 21 مليونا، في دعم مباشر لغزة، وغيرها من قصص الخير في دول أخرى. من جهته، أثنى المستشار مال الله الحمادي على قانون العقوبات البديلة الذي استفاد منه 3000 شخص حتى الوقت الراهن، الى جانب قانون العدالة الإصلاحية اللذين يرسخان مفاهيم حقوق الإنسان، ويقدمان مملكة البحرين كنموذج متقدما في التشريعات الإنسانية. كما تطرق إلى جدوى رفع سن الطفل إلى 18 سنة، وإنشاء نيابة خاصة ومحاكم عدلية للأطفال، مشيدا بوجود ضمانات قانونية متقدمة للطفل تتوافق مع الاتفاقيات الدولية. وختم حديثه بتقدير توجيهات جلالة الملك لعمومية وشمولية الرعاية الصحية لجميع المواطنين والمقيمين خلال الجائحة، ما يعكس الروح الأبوية ومكانة البحرين كبلد للمساواة وحقوق الإنسان دون تمييز. وفي الجلسة الثانية للملتقى، تحدث عدد آخر من الشخصيات هم عبدالرحمن عسكر الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشباب والرياضة، والدكتورة جليلة السيد الرئيس التنفيذي لمراكز الرعاية الصحية. إذ تحدث عبدالرحمن عسكر عن الاهتمام الذي يناله القطاع الرياضي منذ عام 2009 من قبل الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، وكذلك الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية. كما تحدث عسكر عن أبرز التطورات في القطاع الرياضي والشبابي، منها التوجّه للاحتراف الرياضي والحصول على ما يفوق 3000 ميدالية رياضية، والنجاح في قيادة البحرين لاتحادات آسيوية وعربية، لافتا إلى الرؤية المستقبلية بأن تكون البحرين عاصمة للرياضة. بينما تناولت الدكتورة جليلة السيد الرئيس التنفيذي لمراكز الرعاية الصحية الأولية الجدول الزمني لمراحل الخطة الصحية في مواجهة جائحة كورونا، الى جانب بروتوكولات العلاج وتوفير جميع المتطلبات الصحية اللازمة وتقديم التسهيلات المختلفة للمواطنين. كما أكدت السيد قدرة المملكة على الاستدامة وتوفير الرعاية الصحية للجميع، موضحة ان فحوصات كورونا قد تجاوزت ثلاثة أضعاف عدد السكان، مؤكدة التزام المملكة بالاستمرار بدورها الريادي، مشيدة بوجود كادر وطني ممثل بالمتطوعين أسهم في هذا الاداء المتميز. كما تداخل أحمد الفلاسي سفير السعادة بدولة الإمارات العربية المتحدة مؤكدا على دور دول مجلس التعاون في تقديم الإسهامات الخيرية لجميع دول العالم، مستعرضا مشاريعهم الخيرية الجديدة. من جانبه، اثنى السفير ياسر شعبان سفير جمهورية مصر العربية على الانجازات الكثيرة التي حققتها مملكة البحرين، خاصة في مجالي الصحة والتعليم، مبينا التقدم الكبير للملكة في مجال حقوق الإنسان. كما تم خلال الملتقى تكريم عدد من المسئولين بوزارة الصحة، الى جانب عدد من الشخصيات المهمة والسفراء، وممثلي الصحف ووسائل الاعلام المحلية.
مشاركة :