أقامت الجمعية البهائية الاجتماعية، يوم أمس الأول السبت، احتفالاً بمناسبة الذكرى المئوية لتخليد أعمال عبدالبهاء عباس أفندي الذي تبوأ مكانة فريدة متميزة بين أهل عصره، وعرفه العالم الغربي باسم عبدالبهاء، ووصفته العديد من الشخصيات في الشرق والغرب بأسمى الأوصاف، إذ قال عنه الشيخ محمد عبده إنه «روح السلام»، وكان يمتاز بسرعة الخاطر وسعة العلم، كما وُصف بأنه «سفير للإنسانية والسلام». من جانبه، أكد الدكتور بديع جابري رئيس مجلس إدارة الجمعية البهائية الاجتماعية ان المناسبة تدعو لاستذكار الهوية الوطنية التي تعتبر القيم الإنسانية العليا أساس المواطنة في مملكة البحرين، فقال: «بمحبة غامرة نحيّيكم في هذه المناسبة التي تدعو لاستذكار الهوية الوطنية التي تعتبر القيم الإنسانية العليا أساس المواطنة في مملكة البحرين. إننا نحيي معًا ذكرى من كرّس حياته لخدمة البشرية وقدّم أعمالاً جليلة من أجل نشر بذور المحبة والسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وقدم تحديًا إزاء الافتراضات البالية وتعصبات العصر عن طريق قيامه بمناصرة وحدة البشر قولاً وعملاً، قبل أكثر من قرن من الزمان، ودفع لنضج أكبر وتكافل أعظم لعُرى المحبة بين أتباع جميع الأديان». كما قام جابري بالترحيب بالحضور وتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان، نيابة عن المحفل الروحاني المركزي للبهائيين في البحرين، وهو أعلى هيئة تمثل البهائيين في مملكة البحرين، إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد على رعايته السامية لحفل الاستقبال، وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على دعم سموه اللامحدود. مؤكدًا «أن مشهد التنوع الذي نراه أمامنا الآن لهو أروع مثال لما جسدته حياة عبدالبهاء عباس من إيمان مطلق بالله، وبأن الدين يجب أن يخلق المحبة والوحدة بين الناس ويمكّنهم من تجاوز خلافاتهم. عندما يروج الدين للخُلق المستقيم والرحمة والمغفرة ونبل الافكار، يصبح من الممكن توفر أرضية مشتركة بين المؤمنين من جميع الأديان للعيش وخدمة المجتمع جنبا إلى جنب». بعد ذلك ألقى الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي كلمة أوضح فيها بن قيم التعاون والتآخي والاحترام المتبادل بين مختلف الأمم والحضارات والأديان متأصلة في مملكة البحرين، إذ إن الرؤية الثاقبة لقيادة مملكة البحرين المتمثلة في حضرة صاحب الجلالة الملك، ومساندة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزارء، رسخت دعائم التسامح والتعايش والوحدة والاتحاد مع البشر كافة على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم، إذ إن مملكة البحرين توفر أرضية خصبة للازدهار والاستقرار على اساس مستدام. وأضاف قائلا ان مناسبات مثل الذكرى المئوية لاحياء اعمال عبدالبهاء عباس الجليلة من أجل البشرية هي في الحقيقة فرصة للاحتفاء بقيم المحبة الخالصة والوحدة الحقيقية التي توطد أواصر الألفة بين جميع الاطياف في المجتمع البحريني، مشيرا إلى دور كل فئات المجتمع في النهوض بالوطن وصونه وحمايته والحفاظ على عراقة تاريخه. كما تم خلال الحفل تقديم فقرة فنية جميلة بالرسم على الرمال تعكس حياة عبدالبهاء عباس الحافلة التي جسدت إيمانه بأن الأديان كلها فيضٌ إلهيٌ من ينبوع واحد، وأن وحدة الجنس البشري هي الإرادة الإلهية لهذا العصر وهي الضامن الوحيد لراحة ورخاء أهل العالم. وشهد الحفل معرضا يعكس ما قام به عبدالبهاء عباس من اعمال جليلة من اجل البشرية ومختارات مما قيل عنه من علماء وادباء ومشاهير عصره في الشرق والغرب، كالشيخ محمد عبده وجبران خليل جبران وامين الريحاني، كما شمل المعرض مقتطفات من آثاره الكتابية عن المحبة والوحدة بين البشر. ويعتبر عبدالبهاء عباس سفير الانسانية والسلام الذي قام بنشر قيم المحبة والوحدة في شرق الأرض وغربها قبل أكثر من قرن من الزمان، وألقى مئات الخُطب في دور العبادة للأديان المختلفة وفي أشهر الجامعات العالمية وفي مؤتمرات للسلام. تحدث خلال تلك اللقاءات والمحادثات عن وحدانية الله، ووحدة وتآلف الأديان، ونبذ التعصبات بكافة أنواعها، والمبادئ الأخلاقية والقيم الروحية التي تخلق التعاون والتآلف وتزرع المحبة والوداد في النفوس، وفي اجتماعاته كان يصر على أن تكون مفتوحة لجميع الأجناس والطبقات والأعراق والأطياف. حضر الحفل الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، والشيخ هشام بن عبدالرحمن بن محمد آل خليفة محافظ العاصمة، وعلي بن الشيخ عبدالحسين العصفور محافظ الشمالية، وأعضاء من مجلسي النواب والشورى ورجال الدين من مختلف المذاهب والأديان وقادة الرأي ورؤساء الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية، وذلك بفندق فورسيزنز خليج البحرين.
مشاركة :