الخرطوم – الوكالات: أغلق متظاهرون مناهضون لإجراءات العسكر في السودان الطرقات في العاصمة الخرطوم أمس غداة نزول عشرات الآلاف إلى الشوارع للمطالبة بحكومة مدنية و«إسقاط حكم العسكر» بعد نحو أسبوع على انقلاب الجيش. وكان الجيش السوداني قد أعلن الأسبوع الماضي حل مجلسي السيادة والوزراء وأعلن حالة الطوارئ، قائلا إنه اضطر إلى هذه الخطوة بعدما رفضت القوى السياسية مقترحات تقدم بها لحل أزمات البلاد. وقوبل الأمر باحتجاجات من جانب القوى السياسية المؤيدة لحكومة عبدالله حمدوك، وتطالب هذه الاحتجاجات بعودة حكومة يديرها مدنيون لكي تتولى السلطة في البلاد. وقتل ثلاثة متظاهرين على الأقل في الاحتجاجات يوم السبت وأصيب 100 بجروح، بحسب لجنة الأطباء المركزية السودانية المناهضة للانقلاب. وأمس، قالت اللجنة في بيان: «تأكدت مصادرنا من ارتقاء روح الشهيد جمال عبدالناصر (22 سنة) إثر تعرضه لطلق ناري في الرأس من قبل مليشيات المجلس العسكري الانقلابي صبيحة يوم الانقلاب، في مواكب الرفض السلمية بمنطقة بري (شرق الخرطوم)»، وبذلك ترتفع حصيلة القمع الدامي للاحتجاجات إلى 12 قتيلا منذ يوم الاثنين ونحو 300 جريح، وفق اللجنة. من جهتها، نفت الشرطة السودانية في بيان استخدام الرصاص الحي، وقالت: «هنالك مجموعات من المتظاهرين خرجت عن السلمية وهاجمت الشرطة وبعض المواقع المهمة ما دعا الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، وتؤكد الشرطة أنها لم تستخدم الرصاص». وبعد أن تراجعت حدة التظاهرات ليل السبت في الخرطوم وأم درمان، عاد المتظاهرون صباح أمس إلى الشوارع واستخدموا الحجارة والإطارات لإغلاق الطرقات. وبينما لا تزال المتاجر مغلقة في الخرطوم، يرفض الكثير من موظفي الحكومة العمل في إطار الاحتجاجات. وقال مبعوث الأمم المتحدة للسودان الألماني فولكر بيرثيس على موقع تويتر أمس إنه قابل رئيس الوزراء السوداني المقال عبدالله حمدوك الذي وضع قيد الإقامة الجبرية من قبل العسكريين بعد قرار البرهان. وكتب بيرثيس: «هو (حمدوك) لا يزال بصحة جيدة لكنه رهن الإقامة الجبرية». وأضاف: «ناقشنا خيارات الوساطة والمضي قدما في السودان، وسأواصل هذه الجهود مع أصحاب المصلحة السودانيين الآخرين». وفي مقابلة هاتفية يوم السبت أكدت وزيرة خارجية السودان المقالة مريم الصادق المهدي لوكالة فرانس برس أنه لا أساس من الصحة لما هو متداول عن إمكانية تعاون جديد بين حمدوك والبرهان. وقالت: «الدكتور حمدوك رجل وطني، مثقف، سياسي، ولن يكون جزءا من المهزلة والخيانة التي قام بها الانقلابيون». وانتشرت قوات الأمن بكثافة في شوارع الخرطوم صباح السبت وأغلقت الجسور المقامة على النيل التي تربط مناطق الخرطوم ببعضها. وأقامت هذه القوات أيضا نقاط مراقبة في الشوارع الرئيسية، حيث قامت بتفتيش عشوائي للمارة والسيارات. وعادت خطوط الهاتف التي كانت معطلة إلى حد كبير يوم السبت إلى العمل. لكن شبكة الانترنت مازالت مقطوعة. وذكر شهود ومراسلو وكالة فرانس برس أن التظاهرات يوم السبت بدأت بعيد الظهر في ضاحية أم درمان بشمال غرب الخرطوم وامتدت سريعا إلى جميع أحياء العاصمة، كما انطلقت تظاهرات في مدينتي بورتسودان وكسلا في شرق السودان.
مشاركة :