قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي هنا يوم السبت أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الصين مستعدة للعمل مع روسيا لدعم التعددية ومعارضة "الدوائر الصغيرة" و"الديمقراطية الزائفة" و"الحرب الباردة الجديدة". واستذكر وانغ الاتصالات المكثفة بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ومشاركتهما في الفعاليات الدبلوماسية التي استضافها الجانب الآخر عبر رابط الفيديو في الشهرين الماضيين. وأوضح وانغ أن مثل هذه الأنشطة أظهرت تماما دعم البلدين لبعضهما البعض، وعززت بشكل فعال تعاونهما العملي، وقادت بنشاط أجندات دولية كبرى. وأفاد أن الصين مستعدة للعمل مع روسيا، في ظل الدبلوماسية المباشرة، للقيام باستعدادات جيدة للتبادلات رفيعة المستوى في المرحلة المقبلة، من أجل دفع تنمية أكبر للعلاقات الثنائية. وذكر وانغ أن الصين تقدر عاليا تصريحات الرئيس بوتين بأن الصين هي شريك التنسيق الإستراتيجي الشامل الأكثر موثوقية بالنسبة لروسيا، مبينا أن الصين ترغب في العمل مع روسيا لتعزيز بناء نوع جديد من العلاقات الدولية ومجتمع له مستقبل مشترك للبشرية ودعم التعددية ومعارضة "الدوائر الصغيرة" و"الديمقراطية الزائفة" و"الحرب الباردة الجديدة". من جانبه، قال لافروف إن الاتصالات المتكررة الأخيرة بين رئيسي الدولتين دفعت بالعلاقات الروسية الصينية إلى مستوى تاريخي جديد. وأشار لافروف إلى أن روسيا مستعدة للعمل مع الصين من أجل التنفيذ الفعال للتوافقات التي توصل إليها رئيسا البلدين والإعداد الجيد للاجتماعات بين الزعيمين والاجتماعات الدورية بين رئيسي الحكومتين، من أجل تحقيق مزيد من النتائج في التعاون في مختلف المجالات. واتفق الجانبان على تنسيق أفضل لإجراءات مكافحة كوفيد-19، والحد من انتشار الوباء عبر الحدود، وتوفير الراحة لتبادل الأفراد والتجارة وسط جهود منتظمة للوقاية من المرض ومكافحته. واتفق الجانبان على تعزيز الاتصالات والتنسيق في ظل أطر متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين، والعمل بشكل مشترك على حماية قواعد العلاقات الدولية والحقوق والمصالح المشروعة للبلدين. واتفق الجانبان على اتخاذ رئاسة الصين لتكتل "بريكس" للأسواق الناشئة، الذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، العام المقبل كفرصة لتعميق التعاون بين دول بريكس. واتفق الجانبان على تنفيذ التعاون بين الصين ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وتعزيز الاتصالات والتنسيق بشأن قضايا مثل أفغانستان والاتفاق النووي الإيراني، من أجل حماية الأمن والاستقرار الإقليميين بشكل مشترك. وأعرب الجانبان عن قلقهما البالغ إزاء إقامة شراكة ((أوكوس)) الأمنية الثلاثية بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وتعاونهم في مجال الغواصات النووية. وقال الجانبان إن ((أوكوس)) هي مجموعة عسكرية نموذجية، وأن محاولة الدول الثلاث لتشكيل "دائرة صغيرة" لا تحظى بشعبية ومآلها الفشل، لأنها تتعارض مع اتجاه العصر الذي يتسم بالسلام والتعاون والتنمية. وتعليقا على ما يسمى بقمة القادة من أجل الديمقراطية، أشار الجانبان إلى أنهما سيوضحان مواقفهما ويعرضان وجهات النظر الصحيحة حول الديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان للمجتمع الدولي. وقال وانغ إن الديمقراطية قيمة مشتركة للبشرية وحق للشعوب في جميع البلدان، وليست امتيازا حصريا لقلة قليلة. ولفت إلى أن إجبار الدول الأخرى على قبول ما يسمى بـ"الديمقراطية" المعترف بها من جانب واحد لن يؤدي إلا إلى المزيد من المشكلات. وشدد وانغ على أن تصنيف الدول الأخرى على أنها "سلطوية" يعد تحركا نمطيا ضد الديمقراطية لمجرد أنها تختار مسارات مختلفة لتحقيق الديمقراطية. كما اتفق الجانبان على الحفاظ على الاتصالات الإستراتيجية، وتقييم التعاون الثنائي في الوقت المناسب، وكذلك تنسيق المواقف والإجراءات المشتركة بين الجانبين.
مشاركة :