أدلى شي بهذه التصريحات خلال كلمته التي ألقاها أمام القمة الـ16 لقادة مجموعة العشرين عبر رابط فيديو في بكين. وقال شي إن قضايا التغير المناخي والطاقة تحديات عالمية بارزة اليوم، وتتعلق بالمصالح المشتركة للمجتمع الدولي ومستقبل كوكب الأرض. وأضاف أن استعداد المجتمع الدولي وتحفزه للعمل معا لمواجهة التحديات مستمران في التزايد، والشيء الأهم هو اتخاذ إجراءات ملموسة. ودعا العالم إلى تبني سياسات شاملة ومتوازنة، وتحقيق التوازن بين حماية البيئة والتنمية الاقتصادية، وبين معالجة التغير المناخي وحماية سبل معيشة الناس. وأضاف أنه يتعين على الاقتصادات الكبرى تعزيز التعاون في هذا المجال. وحث على تطبيق اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي واتفاقية باريس بشكل كامل وفعال، ودعم دور الأمم المتحدة كقناة رئيسية، واتباع مبدأ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة، والالتزام بالقانون الدولي، وتبني نهج عملي. كما سلط الضوء على أهمية اتخاذ إجراءات أقوى وتعزيز التعاون. كما دعا الرئيس الصيني الدول المتقدمة إلى زيادة دعمها للدول النامية، قائلا إن أعضاء مجموعة الـ20 يجب أن يأخذوا زمام المبادرة في تعزيز وتطبيق التقنيات المتقدمة، ويجب على الدول المتقدمة أن تفي بجدية بالتزاماتها تجاه الدول النامية بشأن تقديم الأموال لمساعدتها على التصدي للتغير المناخي. وقال إنه في السنوات الـ15 الماضية، تجاوز خفض كثافة انبعاثات الكربون في الصين أهداف العمل المناخي لعام 2020 إلى حد كبير. وشدد على أن الصين ستطلق على التوالي خطط التنفيذ وتدابير الدعم للمناطق والصناعات الرئيسية، لتحقيق ذروة الكربون وإنشاء إطار سياسة "1+N" لذروة الكربون والحياد الكربوني. وأضاف أن الصين ستواصل تعزيز التحول والارتقاء في مجال الطاقة والهياكل الصناعية، وتعزيز البحث والتطوير المتعلق بالتقنيات الخضراء ومنخفضة الكربون مع تعزيز تطبيقاتها، ودعم المجتمعات والصناعات والشركات المؤهلة لأخذ زمام المبادرة في الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون، وتقديم إسهامات إيجابية في الجهود العالمية للتصدي للتغير المناخي وتعزيز تحول الطاقة. وقال إن انتشار جائحة كوفيد-19 تسبب في أزمات متعددة في الوقت الحالي، مضيفا أن إنجازات التنمية التي حققها المجتمع الدولي على مر السنين قد تآكلت بشكل خطير وتواجه البلدان النامية تحديات واختبارات غير مسبوقة. وأوضح شي أن الجائحة تُظهر مجددا أن جميع البلدان، التي لدى كل منها نصيب كبير في مستقبل الآخر ولديها مصالح مترابطة، تشكل معا مجتمعا ذا مصير مشترك للبشرية، مشيرا إلى أن تعزيز التنمية المستدامة في البلدان النامية سيفيد شعوب البلدان المعنية، وسيؤثر أيضًا على مستقبل ومصير البشرية جمعاء وكوكب الأرض. ولفت إلى أن الصين أطلقت حديثا مبادرة التنمية العالمية ودعت المجتمع الدولي إلى تسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة وتعزيز تنمية عالمية أكثر قوة وخضرة وصحة، مضيفا أنه يتعين على مجموعة الـ20 بناء توافق في الآراء وتعزيز الإجراءات في هذا الصدد. وشدد على إعطاء الأولوية للتنمية والعمل وفقا للفلسفة المتمركزة حول الشعوب. وحث جميع الأطراف على اتخاذ تحسين رفاه الشعوب وتحقيق التنمية البشرية الشاملة كنقطة انطلاق وهدف أساسي، ووضع التعاون الإنمائي في موضع أكثر بروزًا في تنسيق السياسات الكلية العالمية وجدول أعمال مجموعة الـ20، وبذل أقصى جهود للتصدي للمشكلات، ومنها الفقر والتنمية غير المتوازنة. كما دعا شي مجموعة الـ20 إلى التمسك بنهج عملي وتعزيز التعاون العملي. وقال إنه يتعين على جميع الأطراف زيادة الإسهام في التنمية، وإيلاء أهمية لاحتياجات الدول النامية، وتعزيز التعاون في المجالات الحيوية، منها الحد من الفقر والأمن الغذائي والتصنيع والارتباطية. وأضاف أن الصين استضافت بنجاح المؤتمر الدولي بشأن فقدان الغذاء وإهداره في سبتمبر من هذا العام، وأنها على استعداد للمساهمة بمزيد من الحكمة والحلول الصينية من خلال منصة مجموعة الـ20. وقال إنه يتعين على مجموعة الـ20 السعي لتحقيق المنفعة المتبادلة وبناء الشراكات، مضيفا أنه يتعين على جميع الأطراف دعم الأمم المتحدة في لعب دور تنسيقي، وتعميق الشراكة العالمية من أجل التنمية، وبناء مجتمع عالمي ذي مصير مشترك من أجل تحقيق التنمية. وشدد على أنه ينبغي على البلدان المتقدمة أن تفي بجدية بالتزاماتها المتعلقة بالمساعدة الإنمائية، وأن تقدم المزيد من الموارد للبلدان النامية. وذكر أن مبادرة التنمية العالمية التي اقترحتها الصين ستتضافر بدرجة أكبر مع أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، وستسهمان معا في دعم التنمية العالمية .
مشاركة :